العالم الذي أنقذ ما يصل إلى مليار شخص من الجوع باختراع نوع قمح جديد
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
هناك مجموعة من التحديات التي تثقل كاهل العالم وتأمين الإمدادات الغذائية لجميع سكان العالم كان دائمًا واحدًا منها. من ضمن الأشحاص الذين ساهموا حقًا في القضاء على الجوع العالمي هو نورمان بورلوج باختراعه لنوع قمح جديد. ولمساهمته في العلوم و تلك القضية الإنسانية حصل بورلوج على جائزة نوبل للسلام في عام 1970.
ولد نورمان بورلوج لعائلة من المهاجرين النرويجيين إلى الولايات المتحدة في مارس 1914 قبل أشهر فقط من بداية الحرب العالمية الأولى. في عام 1942 حصل بورلوج على الدكتوراه في علم الأمراض النباتية من جامعة مينيسوتا حيث تلقى تعليمه. كان التعليم المثالي لما كان على وشك فعله في وقت لاحق من الحياة.
بعد إكمال شهادته كان بورلوج لفترة قصيرة تم توظيفه من قبل شركة دوبونت في الولايات المتحدة لكن سرعان ما قبل وظيفة جديدة ليصبح باحثًا في برنامج علمي يهدف إلى تحسين أنواع القمح في المكسيك.
من عام 1944 حتى عام 1960 عمل بورلوج في المكسيك حيث طور مجموعة متنوعة من القمح تتسم بالمرونة مع الأمراض وتعطي في الوقت نفسه الكثير من غلة المحاصيل المحسنة.
واحدة من أهم اللحظات في أبحاث بورلوج كانت عندما اكتشف أن أصناف القمح الطويلة غالبًا ما تكون فاشلة لأن التكاثر مع سلالات ذات رؤوس أكبر على نحو متزايد يعني أن الجذور الطويلة لا يمكنها أن تدعم الوزن. هذا كان الوقت الذي قام فيه بورلوج بهندسة مجموعة القمح القزم. لحظة أعلنت عن مجيء ما يسمى “الثورة الخضراء” حول العالم.
في محطة أبحاث في كامبو أتيزابان طور سلالة قصيرة الجذور من القمح التي زادت بشكل كبير من غلة المحاصيل. وفي السابق كانت أصناف القمح الأطول تكسر تحت وزن الرؤوس إذا زاد الإنتاج بالأسمدة الكيميائية. قمح بورلوج القصير الجذع يمكن أن يتحمل زيادة وزن الرؤوس المخصبة وكان عنصرًا رئيسيًا في الثورة الخضراء في البلدان النامية.
وكما عرفت أساليب بورلوج زراعة النباتات المعاصرة ، فإن نوع القمح الجديد الذي اخترعه بدأ رحلة حول العالم. وإلى جانب القمح ساعد بورلوج في تحسين أنواع الأرز.
وقد نجحت الأنواع الجديدة في مناطق مختلفة للغاية بما في ذلك أمريكا الجنوبية وأفريقيا والشرق الأوسط وباكستان والهند. وكانت بعض هذه المناطق تعاني من نقص الغذاء ومجاعات في وقتها وجلب المحاصيل الجديدة غير كل شيء.
أصبحت الهند أحد الأمثلة حيث كان معدل إنتاج الغذاء يفوق معدل النمو السكاني بمجرد بدء الثورة الخضراء هناك. ولم يكتف البلد بالاعتماد على نفسه في تصنيع الأغذية بل تمكن في نهاية المطاف من البدء في التصدير. لكن هناك أيضًا سلبيات للثورة الخضراء تتعلق إلى حد كبير بإساءة استخدام مبيدات الآفات والأسمدة.
ومع ذلك فإن ابتكار بورلوج انقذ الملايين من الجوع. ولهذا السبب حصل على جائزة نوبل للسلام لجهوده. كما حصل بورلوج بميدالية رئاسية للحرية في عام 1977 والميدالية الوطنية للعلوم في عام 2004. وفي عام 1986، انشأ بورلوج أيضًا جائزة الأغذية العالمية من أجل تكريم أولئك الذين يساعدون على أفضل وجه في تحسين كمية الإمدادات الغذائية العالمية والحصول عليها.
من عام 1984 حتى وفاته عام 2009 عمل بورلوج كأستاذ في جامعة تكساس.حيث تأسس معهد نورمان بورلوج للزراعة الدولية كجزء من الجامعة.
وفي الوقت الحاضر يبلغ عدد سكان العالم 7.2 مليار نسمة وهو ما يزيد عن ضعف العدد منذ بدء بورلوج أبحاثه عن أنواع القمح والأرز. ولا يزال القضاء على الجوع في العالم يمثل أحد التحديات الرئيسية التي لا يزال العالم يواجهها حتى اليوم.
الكاتب
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال