مسجد الفتح .. دير وبيت ضرائب وجامع رمسيس الشهير
-
نيرفانا سامي
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
ستشاهد مسجد الفتح برمسيس من أي مكان في وسط المدينة عند صعود الأدوار العلوية، أو بمرورك على كوبري أكتوبر بالسيارة فقط، على الرغم من أنه في زمن ماضٍ كان يطل على النيل مباشرةً وبالتحديد في عصر الدولة الفاطمية عندما شيد لأول مرة، ولكن تاريخ مسجد الفتح الذي كان شاهد على تغير القاهرة وازدحامها، وكان له قصة تاريخية طويلة انتهت بالمبنى الموجود في ميدان رمسيس الآن.
في الماضي كانت منطقة رمسيس تسمى (قرية أم دنين) وكانت هذه القرية يعمل أهلها في تصنيع السفن الحربية، وكانت مقر الأسطول البحري للدولة ويقع بها واحد من أكبر الأديرة المسيحية، ولكن خلال حكم الدولة الفاطمية لمصر وبالتحديد عندما تولى الحكم الحاكم بأمر الله الذي عرف بتصرفاته غريبة الأطوار، أمر بهدم هذا الدير وتسريح الرهبان المسيحيين، وقرر استغلال هذه الأرض مرة أخرى وقام ببناء مسجد كبير يرى النيل كان يطل على النيل وأطلق عليه اسم ( مسجد المقس) اتسع المسجد على مساحة كبيرة، كان المسجد يتم استغلاله في جمع الضرائب المفروضة على البضائع التي تأتي تدخل من خلال المركبات.
وكانت مساحة المسجد تضم حدائق كبيرة وأراضي زراعية كبيرة، كما أنه لم يكن هناك أي مباني مجاورة المحيط المسجد ولكن مع الوقت انحسرت مساحة المسجد بعد إشغال المنطقة المحيطة بالمباني والمحلات.
وبعد ذلك بفترة ومع انتهاء الدولة المملوكية تم تغيير اسم الجامع بعد أن دفن فيه شيخ يدعى محمد بن عنان وهو واحد من أكبر شيوخ الطائفة المتصوفة عام 920 هجريًا، ولذلك أطلق عليه (جامع أولاد عنان) ومع دخول الحملة الفرنسية مصر تم هدم الجامع بالكامل، وأطلقوا على مكانه اسم (كومان) أحد ضباط الحملة الفرنسية.
وظلت الأرض خالية وتحوط بالمباني السكنية ومحطة مصر وغيرها من المباني، ولم يتم تشييد المبنى مرة أخرى إلا في عام 1990، حيث أُعيد بناؤه بأمر من الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك الذي كلف شركة المقاولون العرب بذلك، وخلال الأعوام الماضية شاهد مسجد الفتح عدد كبير من الأحداث السياسية.
مسجد الفتح وسامي عنان
على الرغم من أن مسجد الفتح كان شاهد على بعض الأحداث السياسية في مصر، إلا أن الفريق سامي عنان رئيس الأركان السابق قد أعلن منذ أشهر قليلة أن مسجد الفتح هو ملك عائلته، وذلك استناداً على الاسم القديم للمسجد (أولاد عنان)، كما صرح أن أجداده مدفونين بالداخل، وأن السبب الحقيقي في تغيير الاسم هو حصول الرئيس السابق محمد حسني مبارك على تمويل من القذافي لإعادة بناء المسجد وافتتاحه في عام 1990، ولذلك كان يجب تغيير الاسم الخاص بعائلته.
إقرأ أيضاً
الأفضلية بين مكة والمدينة .. كيف نظرت كتب التراث إلى الكعبة والمسجد النبوي
الكاتب
-
نيرفانا سامي
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال