شمس المعارف وثالوث السحر القديم.. حقيقة كتاب تلته الشياطين للإنس
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
قال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم” اجتنبوا السبع الموبقات فجعل في المرتبة الأولى الشرك بالله وفي المرتبة الثانية السحر ، فلم يكن السحر من صنيعة البشر بل كان من فعل الجن في العام الثاني من نشأة الأرض، و أوضحها الرب الكريم في محكم آياته حينما برئ نبيه سليمان من افتراءات اليهود وأظهر أن السحر من عمل شياطين ببابل في عصر اشتد فيه كتابة الطلاسم وأطقت الشرور فقال” وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ” (102) البقرة .
صراع الحق والباطل
هذا الحال ظل قائمََا تحديدا في شبه الجزيرة العربية حتى فجر الإسلام ، فأحرقت كتب السحرة وطُهرت أرض العرب من شرورهم ، لكن صراع الحق والباطل سيظل قائما إلى نهاية الزمان ، وقبل البدء في الحديث عن كتاب شمس المعارف فالهدف الرئيسي من الكلام عن هذا الكتاب هو التحذير الشديد من قراءة هذا الكتاب لما فيه من فتن ، وأمور غير حقيقية استخدمها السحرة في لوهم الناس بالمس وإحضار الجن والشياطين، واعلم عزيزي القارئ أن أي كتاب خاص بتعليم السحر أو أي مخطوطة يُقال عنها ذلك فإنها من أعمال الشرك بالله لما أن السحر من أعمال الشياطين ومن السبع الموبقات التي حرمها الإسلام.
مؤلف كتاب شمس المعارف
وكتاب شمس المعارف هو كتاب مجهول المؤلف ظهر للعوام في القرون الوسطى تحت عنوان ” شمس المعارف ولطائف العوارف ” نسبه البعض إلى أحمد بن علي البوني المالكي صاحب راية صوفية انتقل بها من الجزائر إلى القاهرة وبها دُفن عام 622 هـ على الأرجح.
طبعة بيروت
طُبع كتاب شمس المعارف حديثا ضمن طبعات دار بيروت الشعبية للنشر تحت عنوان” شمس المعارف الكبرى” وذلك في عام 1985م، ويرجع تأخر نشر ذلك الكتاب إلى تجريم الدول الإسلامية نشر تلك النوعية من الكتب لمدة 13 قرنا، إضافة إلا أن الكنيسة الباباوية أحرقت كل من مارس السحر كما أحرقت كتبهم ، فالشر تجرمه كل الأديان على اختلاف مذاهبها .
وفي بدايات القرن العشريين ظهرت معظم كتب السحر لأسباب وحركات دينية سنوضحها في ملف منفصل إلا أن النسخ الأصلية لتلك الكتب أحرقت ولم يبقى منها إلا بضع صفحات ، هي أيضا حرفت لخدمة تلك الحركات وما بقي ماهو إلا أوها نشتريها لتفكك عقولنا.
ولفهم الكتاب بصورة أكثر عمقا يجب أولا أن نعرف مؤلف الكتاب الحقيقي وأن نعرف نوع المؤَلف والمعلومات التي بني عليها الكتاب ، فالتأليف نوعان إما جمع المعلومات والروايات وإثبات صحتها وتوثيقها ، وإما معلومات من عقل الكاتب ومن خياله ، وعلى ذلك فإننا نجد أن كتاب شمس المعارف بني على كيفية تعليم السحر، لذلك فإننا نجد الكاتب من النوع الأول فقد جمع هذه المعلومات أو تعلمها.. ولكن السؤال هنا من أين أتى بكل تلك الوصفات التي ذكرها رُغم أنها لم تذكر من قبل في أي مكان !!
لماذا نكذب شمس المعارف
ونصل هنا إلى حقيقية مفداها أن مؤلف هذا الكتاب إما وسيط بين الجن وعالم الإنس وهذا شيء مستبعد وإما باحث جمع فنون السحر من كافة الحضارات على أي حال لم يكن المؤلف هو من أخرج تلك الوصفات التي يستخدمها السحرة ف عصرنا الحالي بصورة سيئة .
ذكر بعض المفسريين أن اتصال الإنس بالجن إنما ليعليمهم بأمور الغيب ” وكلام المفسريين أيضا مشكوك في أمره سنستعرضه في موضع آخر” يقول ابن كثير :” أن الجن أمرت وعلمت الإنس، فالأساس أن شياطين الجن هي من تعلم الناس أمور السحر ، واستدل على ذلك بقوله تعالى” وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ .. إلى آخر الآيات ، و السؤال هنا هل ينطبق عصر النبي سليمان بكل معجزاته على عصرنا الحالي أو حتى في عصور الإسلام الأولى!، أم لكل عصر تفاصيله ومعجزاته كما علمنا الإسلام .
أما عن النسخة الحالية أعني طبعة بيروت الشعبية فهي نسخه حققها صوفي لبناني وهو عبد القادر الأدهمي الطرابلسي، وهو من أعاد صياغة هذا الكتاب وإضافة الفصول إلية والتي تتعلق بالتنجيم والأعداد وغيرها من تللك الأمور .
وهنا ما الهدف من هذا الكتاب المحرف كما قلنا ، هل مثلا لتصدير الوهم فالمنطق يقول أن أسماء الجن والشياطين المذكورة في هذا الكتاب إنما هي ضرب من الخيال، أم تصدير مثلا بعض العلاجات الشعبية كالرقية الشرعية مثلا وانتشارها في ربوع الوطن العربي أم أن انتشار هذا الكتاب له أهداف أخرى !!
على أي حال كتاب شمس المعارف تداوله أو حتى قراءته فهو محرم شرعا لما فيه من إيذاء للنفس أولا وتصدير الوهم لها ، أو تعلم السحر كما في الاعتقاد الذي توهم به العامة لأذى الغير او الاستعانة بالشياطين لأعمال أخرى كل هذا من السبع الموبقات أي من أعمال الشرك بالله .
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال