همتك نعدل الكفة
502   مشاهدة  

“في كل بيت هناك بسنت” حافظوا على أولادكم من المجتمع وأنفسكم

بسنت
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



انقبض قلبي حينما تابعت المنشورات المتداولة عبر السوشيال ميديا، والتي تحمل وسم بسنت ضحية الابتزاز ، لا أستطيع قول شيء سوى الاعتذار، فأعتذر لك نيابة عن شر العالم أعتذر لك، قد يكون الأمر بالنسبة لي في وقت سابق طبيعيًا نظرًا لتكرار حالات الانتحار التي أكتب عنها أو قمتُ بتغطيتها صحافيا والعمل عليها!! ، لكن تفاصيل الحالة التي قرأتها كانت مكررة ونفس الكلام قد يكون مكرر بالنسبة لي فبت أتخيل أن التي ماتت هي هي نفس الشخصية ..أعلم ربكتكم من تلك الكتابات والكلام المبعثر.. هذا هو حالي أيضا مبعثرة!.

قبل أسبوع من واقعة بسنت ضحية الابتزاز جاءت فتاة تبلغ من العمر ١٣ عامًا تحكي لي كصديقتها الكبرى التي ستنقذها من براثن ابن عمها الذي يمارس عليها العنف الجنسي والجسدي على السواء فهي تحكي كأنني طوق النجاة، ولم أكن سوى امرأة اشمئزت من شبيه الرجال هذا الذي يضرب فتاة في عرض الشارع كونه يربيها.

ذات الـ١٣ وعلى مدار عام تتعرض لضرب قاسٍ ضرب أرى آثاره بأم عيني، فلم تكن معرفتي بأي شيء سوى أنها فتاة يضربها ابن العم صاحب الثلاثون عامًا تقريبا].. يخبئ منها الكتب فلا تسطيع المذاكرة.. يضربها في الشارع بشكل مبرح بخرطوم أحمر وربما بعصا غليظة…تنشق شفتاها تنزف دمًا إثر صفعاته!!

أعلم ذلك ولكن اعتقادي أن الآباء لا يعملون بكل ما يحدث لابنتهم، وفي نفس الوقت أستغرب ألم ينظروا إلى تلك آثار الصفعات!!!

حصلت على جواب واضح من الفتاة وهي أن الأب والأم يعلمان مايحدث.!! عنف جسدي غير مبرر..

وفي يوم جاءت لي هذه الفتاة تحكي لي ربما شعرت بالاطمئنان لأنني تصديت لهذا الحيوان ومنعته من الضرب مرتان أو ثلاثة، جاءت تحكي عن السبب الأساسي الذي تُعذب من أجله.

فقد دخل عليها هذا الكائن قبل الحكي بيومين وربطها في السرير بعد أن خرج والديها لأداء أعمالهم في الحقل ومارس معها الجنس …

استمعت لكل هذا وأنا في حالة من الصدمة التي لا يمكن أن يقع فيها إنسانًا، استمعت وحاولت أن أصمد حتى لا تراني مهزوزة فتفقد الأمان، أعطيت لها مساحة الحكي..

روت أيضا أنه صورها وهي نائمة، واستطاع أن يضحك على عقلها الصغير ويوهمها بأنه سيغير الصور ويوريها لأبيها ، ارتعبت الطفلة وظلت صامتة تتحمل الضرب والعنف الجنسي ذلك ..

 

سألتها أين أمك ؟! ما موقفها من كل تلك الأحداث ؟! أين شقيقاتك ..كان جوابها أنها خائفة ويضربني أمامهم..

إقرأ أيضا
العتاولة

عقلي عمل بسرعة واستطعت إقناع الفتاة بأنها و لابد أن تحكي لأمها أنا لا أستطيع مساعدتك ودفع الأذى عنك وأنت في البيت .

لكن كثيرًا إلا أن أرشدني عقلي أن أبعث لأمها وتأتي لي البيت في أمر هام لا يحتمل التأجيل، وبالفعل الأم جاءت وكانت الإبنة في حالة انهيار، أعطيت للفتاة الأمان وروت لأمها كل مايحدث ، واستمعت الأم …لكن ما رد فعلها من هذا ..ولا شيء سنصمت حتى لا يُمس شرفنا!!

هنا عقلي الفوضوي كان له دور كبير في تحليل هذه الواقعة!! أي شرف يا بلهاء ..أي شرف تتحدثين عنه الشرف الحقيقي أن تحفظي ابنتك من هذا الضياع ..الشرف الحقيقي أن تستمعي لابنتك ترشديها ..تزيلي جدار الخوف من عينيها البريئتين، الشرف الحقيقي أن أفضح هذا الحيوان حتى يكون عبرة لمن لا يعتبر.. الشرف الحقيقي أن أحتضن ابنتي ولكنك جامدة جامدة لم تتعطفي عليها ولو بنظرة لا ضمة!!! ….مجتمع بلا شرف بلا شرف… الذي سمح لضرب الفتيات مجتمع بلا شرف المجتمع الذي يهين الفتاة مجتمع بلا شرف …تبًا!!

الكاتب

  • بسنت مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide






حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان