همتك نعدل الكفة
5٬373   مشاهدة  

عمر طاهر ومحمد منير .. كيف تصنع لقاءً مصورا بكل هذه البشاعة

عمر طاهر
  • كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



حلقة أولى يستضيف فيها محمد منير الكاتب عمر طاهر ليحاوره عن مشواره برعاية مشروب طاقة شهير، تبدو تفاصيل الصورة مبهرة خاصة تلك اللقطات التي تبدو فيها يد محمد منير بكل الخواتم الفضية التي تحتل الأصابع فيها وهي تحتضن علبة المشروب الأزرق.

يجلس عمر طاهر مبهورا في حضرة النجم الكبير، متخطيا أولى قواعد التقديم التي تؤكد أهمية عدم الانبهار بالضيف – لكنه كعادته لا يجيد تلك النقطة ولا يهتم بها – وعلى الرغم من هذا توقعت مشاهدة لقاء مختلف لأنه الأول مع الكينج بعد أزمة صحية ضخمة وتغير عجيب في شخصيته، تخيلتها مراجعة ما يعود بها منير لمكانته.

مقدمة مصورة لطيفة تحتلها أغاني منير في الخلفية ويبدو الدف النوبي حاضر كبطل لتلك المقدمة، ليخبرنا بعدها عمر طاهر أنها ساعة مع منير ولا يدري ماذا يفعل فيها لأن منير بالنسبة له ٤٠ سنة، مقدم البرنامج كان صريحا للغاية ليخبرنا أننا لن نشاهد شيئا وقد صدق، شكرا عمر طاهر، أما رد منير فكان مهذبا ومجاملا لأبعد حد.

يسأل طاهر منير وهو يخبره أنه تعلم منه عندما غنى “الحياة للحياة” فكيف عاش ٤٥ عاما للغناء فقط، يتجرع منير من علبته من مشروب الطاقة ويجيب على السؤال الفذ غير الصحيح إطلاقا – فقد عاش منير حياته لكل شيء الغناء والنساء والاستمتاع بالحياة والكيف والسفر وكل تفاصيل الاستمتاع – بإجابة فلسفية عميقة الكلمات سطحية المعنى يكفي أن تسمع أن منير قال : أن الله صنع الغناء في النجفة الجميلة.

ثم يفاجئنا عمر طاهر بسؤال إعجازي آخر عن كيفية أن يحب الناس محمد منير لمدة ٤٥ عام ويتعلقون به – برافو ياعمر مجدد والله – فيعلوا منير على سؤال عمر العبقري بإجابة متحذلقة أخرى أنه لا أحد يكره الغناء حتى هذا الذي يبيع لنا البرتقال يحب الغناء – معرفش اشمعنى البرتقال – وأنه يغني دائما حتى يوم وفاة والدته دخل الحمام ليغني ثم يكتشف أنه لن يغني لأنه من المفروض أنه حزين – الخطأ ليس في الصياغة هكذا تحدث منير -يحاول عمر طاهر معرفة ما غناه منير في الحمام فلا يتذكر.

ثم يفاجئنا عمر طاهر مرة أخرى بسؤال فذ جديد وعلى وجهه نصف ابتسامة : بعد ٤٥ سنة في الغنا أنت عطشان تقول إيه مقولتوش؟

يجيب منير إجابة حقيقية للمرة الأولى : إني أكسر حواجزي العربية لأن تلك المنطقة فقط من تفهم لغته.

والإجابة هنا تشرح نفسها عزيزي القاريء، منير ما زال يحلم بعالمية أغانيه، أن يسمعه الألمان والطليان والأمريكان لكن إجابة عمر طاهر هي الأكثر كوميدية في تاريخ الإعلام العربي حيث قال : حتأثر يعني في أسوان زي ما تأثر في المغرب؟

فيضطر منير لإجابة عبثية أخرى أنه أوصل حنجرته لأي جنسية عربية وأنه فخور بسبب لغته العربية رغم أنه أكثر فنان مصري غنى بلغة غير العربية.

وبسؤال لولبي يستكمل عمر لقاءه بكيف لم يحبس النجاح منير، في الحقيقة كمشاهد تسائلت عن نوعية حبس النجاح، وهل عمر شخصيا حبيس هذا النجاح، بل وما هو النجاح وما معنى السؤال لغويا أو حتى كيف يهجم النجاح عليا كما قال نصا، هل سأجري.

إجابة منير كانت لطيفة، لقد ساعده الحزن في الهروب من النجاح، صدق أو لا تصدق عزيزي القاريء هذا حوار حقيقي مصور.

إقرأ أيضا
مرافعة جنوب إفريقيا

لن أطيل عليك عزيزي القاريء لأن كل هذا كان حوارا برعاية مشروب طاقة يبدو أننا لابد أن نشربه حتى يكون لدينا طاقة لنتحمل نحن مثل هذا اللقاء.

ينهي منير اللقاء بنظرية فلسفية عن مرور مصر كل مائة عام بحالة هبوط وإفلاس فني ويكتفي عمر طاهر بهز رأسه في رضا دون أن يكلف خاطره عن سؤال المطرب الكبير كيف سمح هو ورفاق جيله بحدوث هذه الحالة أو ما هي أدلته التاريخية عن حدوث مثل ذلك – مصر عاشت أكثر من ٤٠٠ عام متتالي في هبوط فني في القرون من السادس عشر حتى العشرين –

أعتذر لك عزيزي القاريء عن وضع الرابط بغرض عدم المشاركة في نشر ما لا يهم

الكاتب

  • عمر طاهر أسامة الشاذلي

    كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
20
أحزنني
3
أعجبني
21
أغضبني
23
هاهاها
10
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان