همتك نعدل الكفة
922   مشاهدة  

حجاب المراهقات.. تقليد أعمى أم انتهاك لعقولهن

حجاب
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



وجّهتُ سؤالًا لمجموعة من الفتيات يجلسن أمامي في ندوة مصغرة.. كلهن محجبات .. أعمارهم بين الـ 14 عامًا ولـ 17 عامًا .. كلهن محجبات أي يضعن الحجاب على رؤوسهن؛ على الموضة -حسب قولهن – أو حجاب شرعي و أعني بالشرعي الحجاب الطويل والملابس الطويلة الفضفاضة، وكان السؤال بما أنكن محجبات من منكن ترتدي الحجاب عن عدم اقتناع أو لم تحب الحجاب أصلا  ؟!.

وكان الغرض من السؤال هو معرفة شجاعتهن أولًا، وثانيا أن أتعمق في فكرهم،  أعرف كيف يفكرون..طال الصمت دقائق لا أحد يتكلم، وكأن على رؤوسهم الطير، كررت السؤال بصيغة مختلفة، من منكن لا تحب أن ترتدي الحجاب، ومن منكن ترى نفسها أحلى بدونه؟!

نظرتُ في عيونهم أتلمسُ الإجابة.. السكوت والسكون هو سيد الموقف إلى أن تجرأت إحداهن وقالت أنا …أنا لا أحب أن أرتدي الحجاب كانت البسمه تعلوا ثغري استغربت ربما، وربما اندهشت فهي ابنة عمتي الصغرى المنطوية إلى حد كبير.. انتظرت ثواني وقولت أحسنتِ شجاعة .. من غيرها .. بعد فترة قصيرة من الزمن هتفت أخرى ، وأنا أيضا لا أحب أن أرتدي الحجاب ..يقيدني لا أستطيع أن أرتدي ما أحب لكوني محجبة وأيضا صغيرة أريد أن أتمتع ولو قليلا بحياتي ..قولتُ رائع…!

قومت بالضغط عليهن أكثر وأكثر حتى قالت إحداهن أنا أحب الحجاب لكن أنا لا أفهم لماذا أرتديه ولكنّ أمي قالت ارتدي الحجاب حتى لا تدخلي النار… الضغط يولد الانفجار، قمت بالضغط عليهن أكثر حتى تحاورنا كلا منهنّ تحاول أن تتحدث بما في عقلها .

وبهدوء مريب نظرت لي إحداهن وقالت أنتِ ترتدين الخمار عن اقتناع ؟!، ثم أضافت هل نفهم من كلامك أنك ترفضين الحجاب !

في عقلي كنت أريد أن يُطرح هذا السؤال، هل أرفض الحجاب هل أرتدي الحجاب عن اقتناع؟ ولماذا أطرح هذا السؤال الجدلي من الأساس وهم صغار؟ لماذا؟!

ببساطه هذه من أولى الأشياء التي تفعلها معظم الفتيات وهن في سن صغيرة أو يجبرهن الآباء على القيام بها،  عن عدم وعي وفهم كامل، حاولت خلق حوار قائم على الفهم لا الإجبار.

قولت بهدوء أنا أرتدي الحجاب عن إيمان كامل، مؤمنة بأن الحجاب فرض كالصلاة عليّ، وحينما ارتديت الحجاب ارتديته وأنا في سن صغيرة مثلكن لكن الفارق الوحيد أن أبي وأمي كانا يناقشانِ قبل ارتداءه لماذا هو فرض لماذا أرتديه وأنا صغيرة لماذا ولماذا أسألة كثيرة كنت أطرحها وأجد الإجابة صراحةً، وكنت حينها أثق في آرائهما جدًا كبرت وبحثت بنفسي حتى أصبح الأمر جزء من عقيدتي.

قالت إحداهن باستغراب  فرض كالصلاة، قولت هذا قولي والآية الكريمة في صورة الأحزاب تقول ”  وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ ” سورة الأحزاب، وهذا أمر من الله تعالى للنساء المؤمنات ، بأن يرتدين الحجاب بشكل يغطي كامل الرأس و العنق .

هكذا أنا أقتنع لذلك حينما آمنت بالحجاب ارتديت ملابس تناسب الحجاب فملابسي طويلة غير شفافة وغير موضحه ملامح جسدي ، هذا هو الحجاب ليس غطاء الرأس فقط.

إقرأ أيضا
الجرائد القديمة

ارتفعت وتيرة النقاش بيننا إلا أن قالت إحداهن ولكنّا  بالحجاب أجمل !! نظرت لها وقلت أبدًا لستن بالحجاب أجمل، ومن قال لك ذلك فقد خدعك،  فُرض علينا الحجاب لنخفي جمالنا ، نعم فنحن من غير الحجاب أجمل بكثير من الحجاب، ولكن طالما اقتعت بفكرة وآمنت بها لابد أن أقوم بفعلها، وبالمناسبة إيماني بفكرتي لم يمنعني تماما من ممارسة حريتي وعملي وخروجي وسفري ونجاحي ..الفكرة أن نؤمن بفكرة ونظل مؤمنين بها.

ثم اختتمنا الحوار والجلسة ونحن مؤمني بأننا يجب أن نسأل وأن تقتنع بما يطلب منّا ..، عزيزتي اسألي وحاربي لفكرتك لتؤمني إيمانا كاملًا بكل شيء يُفرض عليكي، فلستن ماشية تُسقن للطعام،  خلقكنّ الله بعقل لتفكروا أولًا ثم لتنفذوا إذا اقتنعتم… عزيزي المربي تحدث مع أطفالك استمع إليهم حاورهم ستخلق شخصية قوية غير مهزوزة تؤمن بأفكارها وتفتش عن الحقائق .

الكاتب

  • حجاب المراهقات مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
5
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان