يوسف عباس.. ضابط شرطة كرمته الدولة لأنه “خرّج المساجين”
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
حينما تحاول المرور من أرض الجلف إلى شارع صلاح سالم فإن أقصر طريق يمكن أن تسلكه هو نفق يوسف عباس، النفق الذي يخرج على شارع يحمل نفس الاسم، اسم يوسف عباس، وبعيدا عن زحام الشارع والنفق المعتاد، إلا انه لا تجد إلا أقل القليل من يعرفون من هو يوسف عباس، ذلك الرجل الذي أطلق اسمه على نفق وشارع من أهم شوارع القاهرة.
يوسف عباس محمد سليمان، هذا هو اسمه بالكامل، ولمعرفة القصة يجب أن نعود إلى الأول من نوفمبر عام 1956 حينما كانت مصر تواجه قوات العدوان الثلاثي بعد تأميم قناة السويس، كانت الغارات قد بدأت على القاهرة والمنشئات الحيوية في التاسع والعشرين من أكتوبر والذي كان يوافق يوم ثلاثاء لتستمر طائرات فرنسا وإنجلترا في قصف المنشئات العسكرية والمدنية الحيوية.
كان نصيب محطة الإرسال الإذاعي بمنطقة أبو زعبل كبيرا من الغارات حيث كثفت طائرات العدوان غارتها على تلك المنطقة يوم الأول من نوفمبر وكان موافق يوم جمعة، ولم تكتفي الطائرات بضرب محطة الإرسال الإذاعي بل تمادت في غاراتها لتقصف سجن أبو زعبل.
وقتها كان مأمور السجن ضابط شاب برتبة مقدم شرطة ويدعى يوسف عباس محمد سليمان، في تلك اللحظة خرج يوسف عباس من مكتبه جاريا، ليقوم بأخر فعل يمكن أن يتوقعه أحد في تلك اللحظة، حيث فتح أبواب السجن وأمر العساكر بتحميل السجناء في السيارات تمهيدا لإخلاء السجن.
ما فعله يوسف عباس أكثر من ذلك فظل هو ورجاله يقومون بإخراج السجناء ونقلهم في السيارات بدلا من يتركوا السجن ويهربوا ولن يلومهم أحد، فهم تحت قصف الطيران المستمر، ولكن يوسف عباس أدرك أنه إذا ترك السجناء تحت القصف فإن مصيرهم الموت لا محالة، لذلك قرر إخلاء سجن أبو زعبل من كل نزلائه.
وبالفعل ومع إخلاء أخر سجين، سقطت إحدى القذائف بجوار يوسف عباس ليصيب إصابات بالغة ويتم نقله على إثرها للمستشفى قبل أن تفارق روحه جسده وتصعد إلى خالقها في اليوم التالي، تاركا خلفه زوجة وطفل وطفلة، ليتم تكريم اسمه بإطلاقه على أحد شوارع مدينة نصر التي أنشأت بعد ذلك، ليظل أسم يوسف عباس وما فعله خالدا للأبد.
المصدر (1)
الكاتب
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال