مريض بجنون العظمة .. “النبي نشأت” في ميزان الطب النفسي
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
هي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، ظاهرة ليست جديدة من نوعها وهي ادّعاء النبوة، وظهر مثل هذا التريند قبل السوشيال ميديا، منذ أن كان المُنادي هو قناة الإعلام الوحيدة للقرية، وبعدها الجريدة، وبعدها التليفزيون ذو القناتين فقط، ثم طبق إريال الدش، ثم الطبق المُعلق على الأسطح والرسيفر، ثم الفيس بوك وإخوته .. في كل قرن برزت هذه الأسماء في جميع كتب التأريخ، حيث إن أسمائهم تصلح لعمل سلسلة كتب لا حصر لعددها، لكن دعنا من القديم، وإليكم الجديد .. حين ظهرت المتنبئة الفلكية اللبنانية مثيرة الجدل كارمن شمّاس، فيديو لها مع شخص ذو هيئة عجيبة يمسك بصولجان ويرسم على جبهته مثلثًا مقلوبًا في مشهد عبثي غريب يدّعي فيه أنه نبي مُرسل من السماء، يدعى “الحكيم نشأت مجد النور” ، وفيه يدعي للـ “النورانية” .. وله جروب على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” ينشر فيه مريديه إيمانهم الكامل بالنبي المزعوم، مما أثار حملة واسعة من السخرية، وفيها استخدم رواد مواقع التواصل الاجتماعي من المصريين مجموعة من الكوميكس التي أصحبت الحملة بموجة كبيرة من الضحك المتواصل، حتى إن البعض بدأ يطلب من النبي الجديد سيارة وفيلا، وآخر طلب منه مساعدة في تجاوز امتحان الجامعة، حتى إنه قال في طلّة جديدة : اطلبوا مني طلبات معقولة تصلح للتنفيذ .. أسامحكم .. أشفيكم .. أغفر لكم .. أما عربية وفيلا .. هذا لا يمكن !
ظهر في سنوات سابقة حالات مماثلة، وبشكل كبير ومكثّف، في الحرم المكي، وذلك حين كان إمام الحرم منهمكًا بقراءة القرآن خلال الصلاة، ومن خلفة المصلون في قمة الخشوع والصمت معًا، حيث دفع أحد المصلين اثنين من أمامه، وراح يصرخ وقد خطف الميكروفون من الإمام : إسمعوني أيها الناس .. أنا المهدي المنتظر .. عليكم أن تأمنوا بي .. أنا المهدي المنتظر .. وفي تصريح للشيخ “عبد الله الجهني” منذ عشرة سنوات للبوابة الإلكترونية لجريدة الوفد، قال : تتكرر مثل هذه الحالات في الحرم المكي لكن هناك ما يخرج للإعلام وبعض الحالات لا تصل إلى آذان الصحافة.
واتفق الأطباء النفسيين في تصريحاتهم المختلفة للصحافة، في تشخيص حالات مدعو النبوة المختلفين عبر العصور، حيث إنهم يقولون أن هذا المرض يدعى “جنون العظمة” ، وفيه يشعر المريض بالهلوسات المصاحبة بتضخم الذات المبالغ فيه، كما إنه يشعر بالاضطهاد أيضًا .. وقد لا ينام مريض “جنون العظمة” عدة أيام متواصلة دون انقطاع، وذلك بسبب إصابته بفرط الحركة والتفكير، وقد يرسم له عقله ضلالات بأنه من عائلة ثرية على الرغم من كونه فقير لا يجد حتى المأوى ، وفي أغلب الأحيان يكون المريض خطيرًا على المجتمع وذلك لفرط شراسته وعنفه مع من يناقشه في أفكاره أو يحاول جعله يعدل عنها، لذلك يُعالج أغلبهم في مستشفى الأمراض النفسية والعقلية، وذلك وفق مصادر موسوعة المعلومات العالمية .
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال