القهاوي بتبان من كراسيها

القهاوي من أكتر المشروع رواجًا في مصر، خصوصًا القاهرة، وكل قهوة ليها زبونها المختلف عن القهوة دوكها، وبتختلف المسميات باختلاف الزبون المستهدف، من أول نصبة الشاي وحتى الكافي شوب، مرورًا بالغرزة والقهوة البلدي والقهوة السياحي بالإضافة لعربية الشاي حديثة الولادة في الشارع المصري، تنوع بيبان بوضوح ومن غير ولا كلمة من تفصيلة مهمة جدًا.. الكرسي، مافيش نوع قهوة من دول كراسيها شبه أخواتها.. وأي زبون قهاوي محترف بيعرف القهوة تناسبه ولا لأ بمجرد ما يشوف الكرسي.

هنفوت عربيات الشاي مش لإنها مستحدثة إما لأنها عديمة الكرسي، وبتشتغل ع الزبون الطاير.. تقف بعربيتك تاخد كوبايتك التيك أوي وتكمل سكتك، فتعالوا نبدء من أول أشكال الكراسي.

المصطبة = النصبة

النصبة عبارة عن فاترينة خشبية أو دولاب، تشبه النملية إلى حد بعيد، أو حتى مجرد ترابيزة  ينفع تتلم، وشعارها: “يا بخت من شرب وخفف”، وتعتمد على معدات بسيطة لا تتجاوز البومبة “البوتاجاز الأعور”، أو وابور الجاز الكلاسيكي العتيد، بالإضافة لدستة كوبايات وكام برطمان لزوم تخزين المونة، أما عملية غسيل المعدات بتعتمد على جردلين واحد يتدلق فيه بواقي المشروب.. والتاني فيه مَيّة شبه نضيفة السيد المختص ياخد منها بؤ عشان “يمَصّْمَصّْ” كل كوباية، بمعنى يغسلها، زباين النصبة متصالحين تمامًا مع المستوى ده من النضافة.

مكان النصبة لا يسمح بوجود كراسي وقعدات للزباين، فالنصبة يا سادة توجد في المواقف العامة أو وسط مجموعة من الورش والمحالات، فبالكتير بيبقى جنب النصبة مصطبة موازية لنفس الحيطة الزبون يريح عليها مسافة ما يقلب مشروبه ويتوكل ع الله.

الكرسي البوص = الغرزة

غرزة الشاي تختلف عن أختها النصبة في الاستايل ونوع الزبون، فالغرزة ينفع تقعد فيها.. لذلك هتلاقي فيها كراسي، بس ماينفعشي تطول.. عشان كده الكراسي بتكون أغلبها خردة وتم ترميمها بشكل اعتباطي، غرزة الشاي بتتواجد عادة على الطرق الزراعية، أو جنب المواقف العشوائية، فالزبون محتاج يقعد.. بس مش هيطول، فتصميم المكان بكراسيه يخلي اللي يحب يطول يتضايق.

الكرسي الخشب = البوفيه

البوفيه هو تقريبًا قهوة بلدي كلاسيكة، بس صغيرة بشكل مبالغ فيه، يادوب بس النصبة وجنبها كرسي أو كرسيين، يعني الواحد يقدر يسميها “قهوة الزبون الواحد”، البوفيه زبونه المؤثر بيكون جيرانه من محلات وغفر وبوابين عمارات.. إلخ، واللي يقعد عنده في الغالب بيكون زبون من اللي بيتعامل معاهم بس بيتونس شوية مع صاحب البوفيه، وعشان هنا الرحرحة واردة، بس مافيش تكليف، فالكرسي بيكون الخشب المتعارف عليه من أيام بتوع الفراشة.. وفيه اللي بيعمل مصطبة صغيرة أو دكة في كل حيطة وبكده يبقى خلص من التفكير في موضوع الكراسي تمامًا.

القهاوي البلدي بقى مقسومة قسمين، قهاوي فمناطق شعبية.. ودي قهاوي رجالي، وقهاوي شعبية في أماكن زي وسط البلد.. ودي زباينها من الجنسين، والاختلاف ده عامل فرق في الكراسي.

الكرسي البلاستيك عديم المسند = القهوة البلدي

لما القهوة تكون كراسيها خشب كلاسيكية أو بلاستيك ضيقة ومنزوعة الدراعات.. تبقى قهوة أحادية الجنس، وأغلب الزباين هنا بتيجي تلعب.. كوتشينة أو طاولة.. إلخ.

الكرسي البلاستيك أبو مسند = القهوة البلدي المشتركة

أما القهاوي البلدي المشتركة كلها تقريبًا التارجت بتاعها هو قعدة الشلة، عشان كده كراسيها واسعة وليها مسند، كمان بيوفروا كرسي تتحط عليه شنط الشلة كلها، فلما تشوف الكرسي ده.. تعرف أنها مرحبة بزباينها لفترة زمنية طويلة، طبعًا هيتخللها مشروبات كتير والبوفيه بقى ظابط الأداء ونازل بعصاير وكوكتيلات وقلق.. وكله برزقه.

إقرأ أيضا

الكورة وحوادث الطيران

الكراسي الفخمة = كافي شوب

النوع ده مابيتقالش عليه قهوة إنما اسمه العلمي “كافيه” والجمع “كافيهات”، وهي أماكن نضيفة وجوها مُعبق روايح عجيبة، لآن القهاوي.. أحم.. آسف.. الكافيهات دي بتتفنن في تقديم أوسع تشكيلة ممكنة من نكهات المعسل، بداية من التفاح مرورًا بعصير القصب والعرقسوس ومختلف أنواع الفواكه وصولًا للبن الأم ذات نفسه، وطبعًا الحجر الواحد تمنه بيوصل لتمن عبوة رُبع كيلو من المعسل نفسه، ده غير أسعار باقي المشاريب المبالغة فيها.

رغم الأمكانيات العالية والميكنة الحديثة عادة بيكون عندهم مشكلة في تلبية طلبات بسيطة زي كوباية “شاي كشري في الخمسينة“، وفعليًا أغلب زباينهم طلباتهم أكتر تعقيدًا من “الشاي على بوسطة” لدرجة أن بعضها بيحتاج شرح تفصيلي في المينيو.

أهم ميزة في القهوة/الكافيه.. أن مستحيل الزبون يتف ع الأرض، ودي خدمة فعلًا يتدفع فيها فلوس.