الوطنية للإعلام.. كده كتير
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
أعرف حسام حداد من سنين، صحيح مش أصدقاء قريبين ولا المقابلات والسهرات مقطعها بعضها، بس الكام مرة اللي اتقابلنا فيهم كانت كفيلة تعرفني إنه مواطن أهلاوي بشكل هوسي، بالتالي أندهشت جدًا لما قريت سيل عناوين ومانشتات كلها بتقول أن الشاب تم إيقافه عن العمل من برنامج صباح الخير يا مصر الذي تنظمه الوطنية للإعلام وتحويله للتحقيق بسبب إهانته للنادي الأهلي.
فين الكلام؟؟
حاولت بشتى الطرق والكباري أوصل للمقطع المقصود وأسمع بنفسي، أشوف أزاي الشاب الأهلاوي القُح ده أرتد وكمان استغل عمله كمذيع وبيهين ناديه السابق ع الهوا، طبعًا كالعادة لبست فحوالي أربعة مليون فيديو و18 مليون خبر وتعليق ع الخبر، وكلهم بيتعاملوا مع جملة مكتوبة أو مقصوصة من المقطع المفقود، جملة من الموقع ده على جملة من الموقع دوكها لغاية ما جمعت شوية المقتطفات التالية:
- الأهلي مش المنتخب ولا بيلعب باسم مصر، ويهمنا كلنا نكون وراء النادي الأهلي.. لكن اللي مش عاوز هو حر، لكن لازم نحافظ على الروح اللطيفة بين لاعبي الفرق المصرية.
- هل مطلوب من الزملكوية النهاردة يشجعوا الأهلي؟! لأ، مش مطلوب من الزملكوية النهاردة يشجعوا النادي الأهلي لو هم مش عاوزين، اللي عاوز يشجع الأهلي يشجع الأهلي، واللي عاوز يشجع يشجع، ولو كان الزمالك في نفس الموقف نفس الكلام برضه.
- المهم أن كمان 30 يوم عندنا ماتش للمنتخب تاني مع السنغال، فماينفعش خلال ال30 يوم دول الجمهور يتخانق مع بعضه، وماينفعش خلال ال30 يوم “هو على مدار السنة.. بس إحنا بنتكلم عن الوضع الآني” الجمهور يغلط في لعيبة الفرقة التانية.
- ماتقنعنيش إن إسبانيا بعدما حصلت على كأس العالم جمهور ريال مدريد شجع برشلونة في دوري أبطال أوروبا حفاظًا على حالة التشجيع للمنتخب الإسباني.
فين الإهانة؟؟… طب هي فين الأزمة؟؟
قريت الكلام مرة وأتنين وتلاتة.. ومش فاهم هو الواد أتوقف ليه؟ ولا الناس اللي بتزعق زعلانة من إيه؟، الجدع كلامه منطقي جدًا إلى درجة العادية، كلام لا يتجاوز إقرار وتكرار ما هو واقع بالفعل.. مع شوية نصايح إيجابية بهدف منع الظياط من كلا الجمهورين حرصًا على مصلحة المنتخب اللي عنده صدام مصيري مع السنغال كمان شهر.
هل الشاب قال كلام جديد على عالم المستديرة؟ هل آتى بما لم يأت به الأوائلُ؟ أكفر بنادي أباءه وأجداده؟؟ أسألة كتيرة بلا أي إجابة أو حتى شبه إجابة في الجُمل والمقتطفات المتاحة، وفضل ده الحال لغاية ما أحد أبناء الحلال بعتلي الفيديو ده عشان أشوف واسمع بنفسي.
كده ثبتت الرؤية، مافيش موضوع.. بالعكس الواد فعلًا بيقول كلام إيجابي ومفيد، كل جمهور الكورة في كل أنحاء المعمورة عارف أن مافيش جمهور نادي بيشجع نادي تاني إلا في حالات شديدة الندرة وأغلبها بيحكمها منطق “عدو عدوي، صديقي”.
في أوروبا والدول المتقدمة
الواحد لما يشوف الهيصة والضجة المعمولة على الكلام ده بجد يحس إنه هيتجنن، يا جماعة ما نفس الناس دي بتشوف وتتابع كورة ليها سنين والكلام ده مر عليها كتير، فيه منه أمثلة بعيدة عننا زي مثال جماهير برشلونة والريال، اللي استخدمه حداد، وفيه غيره كتير في كل ملاعب العالم.
حاليًا مثلًا كل الجمهور المصري بيتابع الدوري الإنجليزي، وبالتحديد ليفربول، هل حد سمع عن جمهور أي نادي إنجليزي بيشجع ليفربول لما بيلعب في الشابيونزليج؟ طب هل حد سمع عن جمهور ليفر شجع أي نادي إنجليزي عشان بيلعب في بطولة قارية ولا دولية؟
بالعكس دي العركة بتبقى أكبر والتحفيل والمعايرة القارية بتتسحب للأراضي المحلية، ومش من جماهير منفلتة ولا قلة غير واعية.. لا لا لا ده من نجوم ليهم وزنها زي فرناندو توريس اللي خمس في وش جمهور مان يونايتد أثناء ماتش محلي، بيعايرهم أن الليفر “أياميها” معاه 5 ألقاب شامبيونزليج وهمه لأ.
على فكرة ده مش تصرف أهوج أرعن واللاعب دفع تمنه إيقاف ولا خصم ولا أي حاجة من دي، ولا حد يحاول حتى يروح بعقله أن ده لعيب إسباني فمش متمسك باللحمة الوطنية البريطانية الحلوة الشقية.. أبسلوتلي، ده تصرف يشبه التقليد في النادي ومتعارف عليه في الوسط الرياضي بالكامل، والصورة الجاية لـ سيفين جيرارد كابتن ليفربول وقائد منتخب إنجلترا وهو بيعمل نفس الإشارة في ماتش محلي ضد مان يونايتد.
ونروح بعيد ليه؟
غير الأمثلة البعيدة عننا جغرافيًا فيه أمثلة قريبة جدًا ومتماسة تحديدًا مع النادي الأهلي ذات نفسه، اللي في صيف 2015 كان على موعد مع السفر إلى تونس عشان يلعب ماتش العودة ضد فريق الأفريقي، دور الستاشر التاني، وكانت نتيجة الذهاب في مصر 2-1، وقتها رابطة مشجعي نادي الترجي أعلنت دعمها للأهلي.. ومش بس بالبوء كده، لا.. دول أشتروا مئات التذاكر وحضروا الماتش يشجعوا الأهلي عادي جدًا.
بعيد عن تقييم الإعلاميين الرياضيين للتصرف، بس الواقعة موجودة ومعروفة وأتعلق عليها وقتها بما يتناسب مع حجمها كتصرفات جمهور كورة، لا حد أتكلم عن المفاجأة ولا تفتت اللحمة الوطنية التونسية ولا العمالة للأهلي ولا أي هبد من ده. حتى الأخبار اللي رصدت رد فعل جماهير الأفريقي على بيان رابطة مشجعي الترجي كانت عادية وخالية من أي صدمة أو أي اندهاش أو إدانة لموقف جمهور الترجي.
فرجاء محبة يا جماعة والنبي بلاش تهجيص، حكاية أن محرر ياخد جملة بره سياقها ويجعلها عنوان سخن وبسمسم.. فالخبر يبقى تريند والأغلبية تدخل تظيط وترد وتتخانق مع العنوان بدون الرجوع لأصل الموضوع، الحكاية دي شكلها وحش جدًا.. وتعِر المحرر والمؤسسة واللي بيتفاعلوا مع العنوان، بس هنقول المحرر عايز ياخد اللقطة والمؤسسة عينها ع الترافيك والمتفاعلين بمن فيهم الشخصيات العامة يهمهم يركبوا التريند عشان اسمهم يفضل موجود، ومافيش حد فارق معاه اسمه ولا احترامه لنفسه.. ما كلها ولاد علي.
إنما توصل أن المؤسسة الرسمية القائمة على مراقبة الالتزام بمهنية الإعلام هي كمان تاخد مواقف مبنية على الولا حاجة.. لأ كده كتير قوي يا جماعة، نقف مع نفسنا كده ونهدى ونشوف إحنا بنعمل إيه ورايحين على فين، الهجص سايق وماحدش قادر يوقفه وقلنا: ماشي هياخد يومينه ويروح. إنما كده دي خطوة في تقنين التهجيص، اللي بعد ما كان حاجة بتعدي في الزحمة أتحول إلى منتشر مسكوت عنه ثم سائد في زمن منحط وبالخطوة دي هيبقى هو معيار الجودة والمهنية.. فهل من رجل رشيد يوقف هذا الهجص.
الكاتب
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال