كواليس فيلم وداد لأم كلثوم الذي وصل إلى العالمية عام 1936
-
نيرفانا سامي
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
من أمتع الأشياء التي من الممكن أن يقوم بها الأشخاص هي البحث في تاريخ السينما وكواليس الأفلام القديمة التي أنتجت قبل وجود مجلات فنية ومواقع لنشر أخبار النجوم، فهل فكر أحدكم قراءة شروط السيدة أم كلثوم قبل مشاركتها في فيلم وداد الذي تم عرضه في عام 1936 أو حتى معرفة كواليس التصوير؟
كواليس إنتاج فيلم وداد لأم كلثوم
من المعروف عن أم كلثوم أنه كانت شخصية محافظة للغاية ولم تتخلى عن عادات وتقاليد الريف حتى موتها، ولذلك عندما قارئة سيناريو فيلم وداد لأول مرة وهي جالسة مع المخرج الألماني (هو فريتز كرامب) مخرج العمل، و استوقفها مشهد كتب فيه أن بطل الفيلم الفنان أحمد علام سوف ينام على رجل أم كلثوم صرخت كوكب الشرق في وجه المخرج قائلة:” يا دهوتي أنت عايز راجل ينام على حجري شكلك متعرفش التقاليد الشرقية أقول إيه للناس” ورغم ضحك الحضور على ما قالته أم كلثوم إلا أنها أصرت على حذف المشهد، كما وضعت شرط في عقد الفيلم ينص على مراعاة التقاليد الشرقية وأنه من حق أم كلثوم رفض أي مشهد.
هزيمة المخرج أحمد بدرخان بسبب فيلم داد
فيلم وداد كان هو أول إنتاج لاستوديو مصر، حيث أن أول بيان صدر عن الاستوديو يوم افتتاحه في 10 أكتوبر عام 1935 ضم الإعلان عن أول فيلم مصري من إنتاج استوديو مصر ومن بطولة كوكب الشرق أم كلثوم وهو فيلم وداد، وقبل حفل الافتتاح كان المرشح الأول لإخراج الفيلم هو المخرج أحمد بدرخان الذي كان متحمس بقوة لهذه التجربة، وبالفعل ذكر أسمه في الحفل كمخرج للعمل، وفي هذا الوقت كانت مصر واحدة من أكبر دول العالم المهتمة بمجال صناعة السينما ولذلك كان يأتي إليها أصحاب الشغف لتعلم السينما حالمين بالحصول على فرصة للتعلم.
وكان المخرج الألماني (هو فريتز كرامب) يعمل مديراً فنياً في الأستوديو وكان يحلم أيضاً بإخراج العمل، فوضع خطة استطاع من خلالها الوصول إلى كوكب الشرق وعرض رؤيتها في تصوير مشاهد الفيلم مما جعل أم كلثوم تبلغ أحمد سالم مدير أستوديو مصر برغبتها في تعير أحمد بدرخان مخرج العمل بالسيد (هو فريتز كرامب) وبدون مناقشة خضع الجميع لرغبة أم كلثوم، مما دفع أحمد بدرخان إلى تقديم استقالته من العمل في الأستوديو والشعور بالهزيمة والاحباط، ولكن شعور أم كلثوم بالذنب بعد أن تملك الأكتئاب من بدرخان وقامت باختياره ليكون مخرج فيلمها الثاني (نشيد الأمل) الذي عرض في عام 1937، كما أنها أصرت أن يكون هو مخرج 4 أفلام من إجمالي الأفلام التي قدمتها أم كلثوم وهم 6 أفلام.
أم كلثوم وتسجيل أغنية عبده السروجي
خلال تصوير فيلم وداد قررت السيدة أم كلثوم ظهور المطرب عبد السروجي المغني الحقيقي لأغنية (على بلد المحبوب) ولكن السيدة أم كلثوم طلبت منه أن تغني الأغنية بصوتها خارج أحداث الفيلم، وبالفعل طلبت من رياض السنباطي أن يعيد تلحين الأغنية وسجلتها بصوتها، ولم يعرف الكثيرين المطرب أحمد السروجي صاحب الأغنية الحقيقي، وسجلت الأغنية بعد ذلك في الإذاعة المصرية باسم السيدة أم كلثوم، وكان عبده السروجي واحدة من المطربين الصاعدين في هذه الفترة وهو جد الفنان أحمد السقا من ناحية الأم.
وداد أول فيلم مصري يمثل مصر في مهرجانات عالمية
كان فيلم وداد حدث ضخم بالنسبة للسينما في ذلك الوقت من حيث أنه أول فيلم روائي طويل في تاريخ السينما المصرية تستخدم فيها التقنيات الحديثة من حيث الكاميرات المستخدمة في التصوير وأيضاً المونتاج، حيث أن إنتاجه وصل كلف حوالي 7000 جنية في ذلك الوقت، ولذلك شارك الفيلم في الدورة الثالثة لمهرجان البندقية في في إيطاليا، وأيضاً مهرجان فينسيا السينمائي.
علاقة نادي الوداد المغربي بفيلم أم كلثوم
من المدهش حقاً تأثير السينما المصرية في حياة سكان الشرق الأوسط بأكمله، فمن يصدق أن نادي الوداد المغربي أطلق عليه هذا الاسم نسبة إلى فيلم أم كلثوم، ويحكى أن الدكتور الحاج عبد اللطيف بنجلون وهو أحد مؤسسين نادي الوداد المغربي حضر أحد الاجتماع التي عقدت لاختيار اسم النادي الرياضي متأخراً، وعندما سؤل عن السبب قال أنه كان يشاهد فيلم وداد للسيدة أم كلثوم وبعض أن نطق اسم الفيلم سمع الأعضاء المؤسسين صوت زغرودة من الخارج، واعتبر الجميع أن هذه علامة على أن يكون اسم النادي على نفس اسم فيلم السيدة أم كلثوم بحسب ما هو منشور على الموقع الرسمي للنادي.
الكاتب
-
نيرفانا سامي
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال