قطار زانيتي .. رحلة الرعب التي خرج فيها 104 إيطالي ولم يعودوا منذ مائة عام
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
عشرات من الحوادث الغريبة الخارقة للطبيعة مُسجلة في صفحات التاريخ، معظمها لم يتم حل غموضها حتى وقتنا هذا، والبعض المتبقي يبقى تحت التكهنات وليس الحقائق، وقصة قطار زانيتي هي إحدى تلك القصص التي لم يُزاح الستار عن أسرارها حتى الآن، وعلى الرغم من مرور أكثر من مائة عام على وقوعها، إلا أنها لاتزال تتصدر الصحف وصفحات الإنترنت لشدة غرابتها وأحداثها المرعبة، حيث أنه في أحد أيام عام 1911م، خرج القطار زانيتي من محطته في إيطاليا، وكان من المفترض أن يعود بعد عدة ساعات، ولكنه اختفى تمامًا وعلى متنه 104 راكب حتى وقتنا هذا لأكثر من مائة عام.
قطار الأحلام للأثرياء فقط
مع بدايات القرن العشرين، كانت الثورة الصناعية في أزهى عصورها، الاختراعات تتوالى ولا تتوقف، وفي قسم وسائل المواصلات، فالتطور كان عظيم للغاية، وكانت الشركات تفعل ما بوسعها من وسائل دعائية، وإعلانات وعروض مغرية لجذب المسافرين الأثرياء، للسفر عبر وسائلها، تمامًا مثلما حدث مع سفينة تايتانيك، والتي صعد على متنها نخبة كبيرة من الطبقة الراقية والأثرياء، وعلى غرارها تم تنفيذ رحلة الأحلام والسفر عبر قطار شركة زانيتي الإيطالية، حيث صنعت الشركة قطار فاخر ومميز للغاية، هو الأول من نوعه، وبدأت الإعلانات والحملات الدعائية تنطلق من كل مكان، تُعلن عن رحلة أسطورية ستنطلق من روما إلى ميلانو، وسيستمتع المسافرون بجمال الطبيعة الخلابة، وكان أهم بند في الإعلانات، هو أن عدد التذاكر قليل ومحدود، لذا سارع الأثرياء لاقتناء التذاكر ليحظوا برحلة الأحلام، ولم يعلموا أنها ستكون تذاكر لرحلة ذهاب بلا عودة.
رحلة ذهاب بلا عودة
تم تصميم القطار بشكل خاص لتلك الرحلة الأسطورية، كان يتكون من ثلاث عربات رئيسية، ويحمل على متنه 106 مسافر ممن حالفهم الحظ وحصلوا على التذاكر، وانطلق القطار في الموعد المحدد له، وكان كل شيء على ما يرام، حتى وصل لنفق جبل لومباردي، الذي يمتد داخل الجبل مسافة واحد كيلو متر فقط، وهي مسافة بسيطة يمكن قطعها في دقيقتين على الأكثر، ولكنها استغرقت مائة عام، فالقطار الذي دخل النفق عام 1911م لم يخرج منه حتى الآن، وانقلب العالم بأكمله، وشنت السلطات الإيطالية حملات بحث مكثفة، للبحث عن القطار برًا وبحرًا، ولكن لم يكن هناك أي أثر صغير له، وكأن الأرض انشقت لتبتلعه وأصلحت نفسها مرة أخرى.
الناجيان
أثناء عمل الشرطة للبحث عن القطار، عُثر على رجلين من ركاب القطار، وكانا في حالة نفسية وجسدية سيئة للغاية، فكان بهما العديد من الجروح والكسور، ويبدو على وجههما علامات الرعب والفزع كأنهما رأيا جن، وبعد استقرار حالتهم قليلًا تم استجوابهما، وأوضحا أنهما قبل دخول القطار للنفق، هبط عليهم ضباب أبيض كثيف للغاية، وملأت القطار بأكمله في ثواني قليلة، وظلت كثافة الضباب تتزايد حتى تحول لسائل أبيض شديد اللزوجة، مما أصاب الركاب بالرعب الشديد، ولحسن حظ هذين الراكبين أنهما كانا يجلسان بالقرب من باب مفتوح، فقررا القفز من القطار بسرعة، وبعد أن قفزا اختفى القطار أمام أعينهما ببساطة شديدة، وكأنه لم يوجد من الأساس، ظلت الآثار النفسية السيئة لتلك الرحلة المشؤومة محفورة على هذين الرجلين، وحتى مع العلاج النفسي المكثف الذي خضعوا له، لم يتمكنوا من الشفاء وعيش حياة طبيعية مرة أخرى أبدًا.
اقرأ أيضًا
نسف قطار القساوسة بقرار عبدالناصر “شائعات ستيناتية عن الكنيسة”
أما بالنسبة للقطار فهو لم يظهر حتى وقتنا هذا، ولا يوجد أي معلومات أو تفسير للحادثة المرعبة، وقامت السلطات الإيطالية باتخاذ قرار غلق النفق الملعون للأبد، وأثناء الحرب العالمية تم تدمير النفق نهائيًا، بعدما سقطت عليه قنبلة.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال