همتك نعدل الكفة
7٬121   مشاهدة  

حكاية اللص والكلاب الحقيقية “هذه اختلافاتها عن الفيلم وتسببت في تأميم الصحف”

حكاية اللص والكلاب الحقيقية


رغم أن حكاية اللص والكلاب الحقيقة تحولت إلى فيلم سينمائي مأخوذ من رواية نجيب محفوظ لكنها بالفعل أعجب من التناول الأدبي والسينمائي، نعرفها جميعًا من خلال الرواية والفيلم الشهير اللذين حملا نفس الاسم، وهناك بعض الوقائع والأحداث الواقعية لم تذكرها الرواية ولم يتعرض لها الفيلم، ونحن هنا نميط اللثام عن بعض الأحداث الواقعية التي ربما تكون أكثر تشويقا عن الأحداث التي شاهدناها من خلال الشاشة.

سعيد مهران .. الشخصية الحقيقية

السفاح محمود أمين سليمان
السفاح محمود أمين سليمان

اسم سعيد مهران بطل حكاية اللص والكلاب الحقيقية هو “محمود أمين سليمان” في الواقع، لص كاد أن يكون أسطورة، قام بسرقة فيلا السيدة أم كلثوم، بالإضافة إلى سرقته لفيلا أمير الشعراء أحمد شوقى، كما أنه سرق منزل المقدم عبدالقادر عيد، الذي كان مديرًا لمكتب المشير عبدالحكيم عامر.

اقرأ أيضًا 
كيف أنقذ نجيب محفوظ الفنان محمد فوزي من الإفلاس؟

كان محمود أمين سليمان لصًا متعلمًا ومثقفًا وفي منتهى الذكاء والدهاء، ولم يكن لصا عاديا جاهلاً أو غبيا، وطوال حياته لم يستخدم العنف أبدًا في سرقاته التي قام بها، بل إنه لم يحمل مطواة أو سلاحًا، فقد كانت كل عدته عبارة عن بطارية “كشاف” وعدد من المفكات، وكان يتسلل من خلال الأبواب والشبابيك بمنتهى الخفة، ولم يتم ضبطه أبدًا في حالة تلبس، بل كانت كل قضاياه تقيد دومًا ضد مجهول.

محمود أمين سليمان
محمود أمين سليمان

الطريف أنه كان يسرق الأغنياء فقط، ولم يثبت عليه أنه قام بسرقة واحد من الفقراء أبدًا، فقد كان شبيهًا بأرسين لوبين، كما تم تلقيبه بروبين هود المصري، غير أنه لم يكن يوزع ما يسرقه على الفقراء مثل روبين هود، وإنما كان يحتفظ به لنفسه.

ولد محمود أمين سليمان في طرابلس بلبنان، ونشأ هناك حيث كان والده مصريًا يقيم ويعمل بلبنان، وفي لبنان عرف محمود طريق السرقة، وتدرب مع العصابات، وأدمن الأفيون، واكتسب روح المغامرة، وعمل بميناء طرابلس، ثم انضم للميليشيات اللبنانية، وعمل في حراسة كل من رشيد كرامي وعبدالله اليافي رئيسي الحكومة اللبنانية.

محمود أمين سليمان
محمود أمين سليمان

تنقل محمود أمين سليمان بين عدة أعمال، وانتهى به الأمر لاحتراف السرقة والسطو على قصور الأثرياء بلبنان، وفي أحد الأيام تم ضبطه وترحيله من لبنان إلى مصر بعد أن تم سجنه هناك 4 سنوات، لاتهامه بالسطو على قصر رئيس لبنان كميل شمعون وغيره، فعاد إلى مصر واستقر بمدينة الإسكندرية حيث سبقه إليها بقية أسرته، وهناك مارس هوايته في سرقة الأثرياء فقط ليس في الإسكندرية وحدها، بل كان يقوم بممارسة السطو على بيوت أثرياء القاهرة أيضًا.

كان يتخفى في شخصيات عديدة، وكان يدعي أنه صاحب أعمال متعددة، فمرة كان يقدم نفسه للناس على أنه واحد من كبار الأثرياء أو التجار أو رجال الأعمال، أو صاحب مصانع وورش موبيليا، كما قدم نفسه أيضًا للناس على أنه مدير وصاحب دار طباعة ودعاية ونشر اسمها “دار الفكر”، وكان يتخذ لهذه الدار مقرًا فخمًا مؤثثا بأفخر الأثاث، وكانت لديه سكرتيرة ومدير مكتب ومستشار قانوني، وكان كالمعتاد يمارس هوايته في سرقة الأثرياء ولكن من خلف الستار.

نجيب محفوظ يصيغ حكاية اللص والكلاب الحقيقية

اللص والكتاب - أفيش الفيلم وغلاف الرواية
اللص والكتاب – أفيش الفيلم وغلاف الرواية

وقصة هذا اللص صاغها الأديب الكبير نجيب محفوظ في رواية “اللص والكلاب”، إلا أنه غير في أسماء وبعض أحداث وشخصيات الرواية، وقام المخرج كمال الشيخ بإخراج فيلم شهير مأخوذ عن هذه الرواية.

وفي الرواية والفيلم قام اللص بسرقة منزل النجمة المشهورة كوكب، وفي الحقيقة هو سرق “كوكب الشرق” أم كلثوم”.

إقرأ أيضا
الحشاشين
زوجة السفاح
زوجة السفاح

وفي الرواية والفيلم كان اللص يطارد زوجته الخائنة نبوية وصبيه عليش سدرة والصحفى رؤوف علوان صديقه وأستاذه الذي علمه ثم أدار له ظهره بعد ذلك، أما في الحقيقة فقد كان اللص محمود أمين سليمان يطارد زوجته “نوال” وصديقه المحامي “بدرالدين أيوب” ، وصديقه المهندس الكيميائي.

صور محاصرة السفاح
صور محاصرة السفاح

وفي الرواية والفيلم طارده البوليس بمصاحبة الكلاب البوليسية في صحراء القلعة حيث تم قتله برصاص البوليس، بينما في الحقيقة تمت مطاردته بصحراء حلوان حيث وجد مقتولاً، وقيل إنه قتل برصاصات البوليس وقيل أيضا أنه انتحر بإطلاق الرصاص على نفسه.

خبر مصرع السفاح
خبر مصرع السفاح

هكذا فإن اللص محمود أمين سليمان قد صنعت منه الصحافة أسطورة وأطلقت عليه لقب السفاح، والعجيب أن نهاية الصحافة جاءت على يديه، حيث تم تأميم الصحف بعد أن نشرت جريدة الأخبار خبر مصرع السفاح وأسفله عنوان: “عبدالناصر في باكستان”، وقيل وقتها إن النشر بهذه الطريقة كان متعمدا، وهكذا كما كانت نهاية السفاح على يد الصحافة، فقد كانت نهاية السفاح سببا لتأميم الصحف.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
9
أحزنني
5
أعجبني
18
أغضبني
0
هاهاها
2
واااو
7


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان