شغل عالي .. شغل ساذج
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
قاتل الله الاستسهال
مسلسل شغل عالي فكرته حلوة جدًا، واختيار معالجتها بشكل كوميدي اختيار موفق جدًا، يلا بينا بقى نعمل عمل كوميدي فشيخ جدًا….. لأ.
الوضوع لا محتاج استظراف ولا إيفيهات ولا أي افتعال للضحك.. القماشة لوحدها مسخرة، وفعلًا الحلقة الأولانية كانت مبشرة بأننا هنشوف شغل كويس.. لكن هيهات، فيه مرض منتشر في الوسط الفني حدانا وهو السربعة.. بالإضافة لآفة متغلغلة في العقل الفني الجمعي بتخلي غالبية العاملين في المجال يعتقدوا أن الأعمال الكوميدية بيتم صناعتها بتفاهة.. علاوة عن وجود أرضية عمل مخوخة بفعل سوسة معششة في المجتمع كله وهي الاستسهال، مثلث من النوايب.. ينفع يبقى مربع لو أضفنا له عدم الاختيار على أساس الكفاءة.
المثلث أو المربع ده عنده قدرة إنه يجيب أي عمل فني الأرض، مهما كانت فكرته ذكية ومعالجته مُبَشّْرة، وبعد خمس حلقات من مسلسل “شغل عالي” أقدر أقول إنه واحد من ضحايا المثلث أو المربع سالف الذكر.
هجوم السلبيات
تراجع مرعب في موازنة كوميديا الموقف لصالح إيفيهات لفظية واستظراف الممثلين، وده نوع من الكوميديا شديد الصعوبة ع الممثلين.. لإنه بيتطلب موهبة فطرية بالإضافة للتدريب المستمر، وإحنا بالصلاة ع الحبيب نعاني “في شتى المجالات” من عدم تصعيد المواهب والكفاءات لصالح كل من الشللية وكوتة أبناء العاملين.
- ماتشات في سوء التمثيل
- مشاهد معلوماتية مكتوبة باستسهال شديد.. ومرشوش ع الوش كام إيفيه مستهلك.
- محاولات بائسة لخلق الإثارة.
- سطحية في تعميق الشخصيات، متخيل يا مان.
- مافيش بشلن تركيز مع التفاصيل.
المهلة انتهت مع شغل عالي
بعد الدخلة المبشرة للمسلسل، الحلقة الأولى، قعدت قصاد الحلقة التانية بحماس.. ثم التالتة.. ثم الرابعة.. ثم الخامسة، والنتيجة إحساس أني راكب زوحليقة درامية. صحيح فيه تصاعد في الأحداث بس فيه قصاده “تهابط” في التنفيذ، من أول الورق لحد المونتاج.. وبعد ما كانت الأخطاء في الحلقة الأولى فردية بسيطة بقى اللمحات الجيدة هي اللي فردية نادرة يبحث عنها المشاهد بمنكاش.
زي مشاهد “فتيحة” أو مشاهد “كريم” شرط مايكونش عايز يضحك وبعض مشاهد “إبراهيم هولمز”، وبعض اللحظات شديدة الندرة اللي بتدعو للابتسام من باقي العمل بالكامل، زي مشهد المخبرين التوأم. فأظن بعد خمس حلقات أقدر أقول المهلة انتهت.. وما أتوقعش أن هيحصل لحظة إفاقة يعود فيها العمل ككل لرشده، فعذرا ماعنديش مرارة أكمل 30 حلقة عشان بعد كل حلقة أقول إنها مش حلوة.
نصيحة عامة لصناع الكوميديا
الاستسهال، قاتل الله الاستسهال، ده أول حاجة لازم يتخلص منها كل مبدع بشكل عام، أما بشكل خاص فـ ياريت يا جماعة صناع الكوميديا يتعاملوا مع صنعتهم بجدية، لو مش عارفين أزاي اتفرجوا ع الموسم الحالي من “الكبير أوي”، دول ناس شغالة على “سيت كوم”.. ورغم كده عندهم قدر من الجدية والانضباط مش موجودة عند صناع مسلسلات. والمعادلة بسيطة وواضحة.. (لو مش هتهزر بجد.. مش هيضحك حد).
الكاتب
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال