شيرين عبد الوهاب .. المرزقة
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
“البت مرزقة”
هكذا كانت والدتها تراها منذ لعبت يوماً في طفولتها في تراب حارتهم الضيقة وعثرت على حلق ذهبي، وقد كانت الطفلة السمراء التي أرهق الفقر ملامحها فأضفى عليها مسحة قبح لا تناسب ابتسامتها الدائمة “مرزقة” بالفعل لأن الله وهبها صوتاً ذهبياً يصعب العثور عليه.
****
مشوار
لم يكن المشوار سهلاً كما يتخيل البعض، لم تعاني شيرين عبد الوهاب ثم تغني على المسرح ليستقبلها الجمهور بالتصفيق ككل الأفلام التي تناولت قصص نجاح المطربين، قضت الشابة السمراء سنيناً طويلة في أروقة شركة المنتج نصر محروس تبحث عن نصف فرصة، غنت وطورت نفسها في ليال طويلة بصحبة زميل رحلتها حينذاك أحمد سعد، غنت دويتو مع محمد محيي لتقرأ اسمها مكتوباً على “كوفر” ألبوم للمرة الأولى.
ربما فركت أصابعها وتذكرت ملمس ذلك الحق الذهبي، كانت شيرين تعرف جيداً أن أهم ما تملكه بعد حنجرتها هو ارادتها.
****
الاكتئاب
هنعرف كلنا خطوات نجاح مطربة مصر الأولى في هذا الجيل – شئنا أم أبينا – بداية من “أه ياليل” التي التصقت باسمها لفترة طويلة وحتى أغنية “كده” التي غنتها في مسلسلها الأخير والوحيد.
عانت شيرين في نجاحها أضعاف ما عانت في طفولتها، لم تكن تجيد سوى الغناء، فشل متكرر في الحياة الزوجية، في مستويات الزمالة مع الملحنين والمطربين والمنتجين، انتقادات واسعة من الجمهور على كل لفتة، كانت مازالت تبحث عن الحلق الذهبي بينما الجمهور لا يرحم المختلفين أو غير العابئين، مجتمع لا يحترم سوى من ينحني لأعرافه، مجتمع يزعجه أن تنتزع النجومية من لا تخوض طريقها حسب قواعده وشروطه.
وعندما أعجزها الأمر وزادت الضغوط في ليلة كليلة الأمس تماماً بكت شيرين واستغاثت بالجهة الوحيدة التي ظنتها ملاذاً، جمهورها أكثر من استمتع بوجودها وصوتها، وعلى صورتها انهالت التعليقات كارهة ساخرة، لم يرحمها أحدهم .
****
النهاية
لم يخلق الله أبشع من الوحدة، تلك الكائن الأسطوري الذي لونه الألم والقادر على عصر الروح حتى يبلغ منتهاها، تقرر النجمة الوحيدة تماماً التي خذلها الجميع أن تنسحب، أن تتفرغ لطفلتيها علها تدخل في اطار مجتمع يرتضيها بشروطه هو، قررت أن تكون أماً ترعى بناتها لأنها حتى لو أخطئت ربما لن يراها أحد. حتى وجدت حضنا يحتويها هو حسام حبيب لتعود للتألق بعدما ضمنت الأمان
مجتمع بلا رحمة نهايته أقرب إليه من حبل الوريد
الكاتب
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال