“إحسبها” لتامر حسني .. إعلان ضعيف مقارنة بحجم الفكرة
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
كان للمشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية نصيب من المادة الإعلانية المعروضة في رمضان 2022، حيث قدّم الفنان “تامر حسني” أغنية” إحسبها ” وهي من ألحانه وكلماته ومن تنفيذ ” سعدي جوهر”.
ويعد الهدف الاستراتيجي للمشروع بحسب بيان وزارة ” التخطيط” المصرية في فبراير / شباط 2022 ، هو الارتقاء بجودة حياة المواطن والأسرة بشكل عام من خلال ضبط معدلات النمو المتسارعة، والارتقاء بخصائص السكان.
الفئة المستهدفة من المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية
أطلق الرئيس “عبد الفتاح السيسي” مبادرة لتنمية الريف المصري، ومن هذه المبادرات “مشروع تنمية الأسرة المصرية”
محور التدخل الخدمي
ويتضمن محور “التدخل الخدمي” إتاحة وسائل الصحة الإنجابية بالمجان، بالإضافة إلى تدريب وتوطين 1500 طبيبة، و التعاون مع 400 جمعية أهلية لتقديم خدمات الصحة الإنجابية، فضلا عن تقديم سلات غذائية برنامج الـ1000 يوم الأولى ،و تقديم سلة أغذية غنية للسيدات شهريا كحافز إيجابي.
محور التحول الرقمي
يهدف إلى إنشاء منظومة إلكترونية موحدة لميكنة وربط جميع الخدمات المقدمة للأسرة المصرية، وذلك عن طريق بناء ” منظومة الأسرة المصرية ” لربط كل من: قاعدة بيانات الزواج ، قاعدة بيانات الأسرة.. الخ .
محور تشريعي
يهدف إلمحور التشريعي إلى ضبط النمو السكاني، وذلك من خلال قانون زواج الأطفال والذي يتضمن تجريم زواج القاصرات، وتغليظ العقوبة وتشمل ولي الأمر، بالإضافة إلى قانون عمالة الأطفال ويشمل تغليظ العقوبة، وعقوبة ولي الأمر، فضلًا عن قانون تسجيل المواليد الذي يتضمن تجريم عدم تسجيل المواليد.
المحور الثقافي والتوعوي والتعليمي
يعتبر المحور الثقافي والتعليمي من أهم المحاور في مشروع تنمية الأسرة المصرية حيث يهدف إلى رفع وعي المواطن بالقضية السكانية وبالآثار الاجتماعية والاقتصادية الناتجة عن الزيادة السكانية، وذلك من خلال صياغة رسائل إعلامية على مستوى الدولة وحملات إعلانية بجميع وسائل الإعلام المتاحة.
كما يهدف المحور الثقافي إلى توعية 6 مليون سيدة في سن الإنجاب و 2 مليون من الشباب المقبلين على الزواج، إلى جانب التوعية بمفهوم تنظيم الأسرة من منظور حقوق الطفل،وإقامة فعاليات ثقافية لرفع الوعي بالأبعاد الاقتصادية والاجتماعية للقضية السكانية على مستوى الجمهورية، وذلك من خلال تنفيذ برنامج “جلسات الدوار ” يشمل تدريب القيادات الدينية وإقامة جلسات لهم في القرى و النجوع، بقوة استهداف 10 مليون.
الحملة التوعيوية الأولى
كان من ضمن الأهداف المعروضة في المحور الثقافي والتوعوي صياغة رسائل إعلانية بجميع وسائل ال‘لام المتاحة، وهنا نرصد هل إعلان تامر حسني ” إحسابها” كان متداول على كافة وسائل التواصل الإعلامي الموجودة حاليا، وهل شملت المادة الإعلانية الجوانب المختلفة في البيان الرسمي الصادر عن الدولة ؟.
أولًا : من شاهد إعلان تامر حسني ” إحسبها”
أجرى ” الميزان” مقابلات عشوائية لمجموعة متفاوتة من المصريين في أعمار مختلفة تحديدًا من عمر 10 وحتى 40 سنة ـ الفئة المستهدفة كما وضحتُ في البيان الصادر، كانت نسبة من شاهد الإعلان إلى من لم يشاهدوه مطلقًا 30 : 70 في المائة، والإعلان معروض عبر شاشات التلفزيون وغير فعال بنسبة تكاد تكون منعدمة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتي هي أهم وسيلة حاليا من وسائل الإعلان .
المادة الإعلانية في “إحسبها “
تحتوي المادة الإعلانية في إعلان المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية على حث المواطنون على عدم عمالة الأطفال، وتسريحهم من المدارس بالإضافة إلى تسليط الضوء حول قضية الزواج المبكر، وجعل الأب هو المسؤول الأول عن حياة الأسرة فهو ” سند العيلة” كما تقول كلمات الأغنية ، وهنا نطرح سؤال هل هذه القضايا فقط هي مشكلة الأسر المصرية أم هناك ترتيب منطقي للمشاكل والقضايا؟.
بين فكرة الإعلان والمُراد به
أجرى” الميزان” مقابلات مع مجموعة من سيدات في قرى وعزب مختلفة تابعة لمبادرة حياة كريمة في المرحلة الأولى والثانية ، وكما ذكرنا سابقًا 30 % فقط من شاهدوا الإعلان وغالبيتهم اعتبروه أغنية كشأن الأغاني التي تقدم في إعلانات رمضان، قمنا بعرض الفيدو على من لا يعرف الإعلان لنتحاور فيما تكمن الاستفادة من المادة الإعلانية المعروضة .
آراء وتحليلات
قالت” سندس” وهي ابنة الـ 17 عامًا : ” أول مرة أشوف الإعلان، واستفدت منه عدم زواج البنات مبكر، وإن الوالد يحقق لأولاده كل اللي يحتاجوه”.
وقالت أخرى فئة الـ 10 سنوات :” مينفعش البنت تتجوز صغيرة “.
وفي المراحل العمرية الأكبر قالت إيمان 25 عامًا : هو إعلان عادي مش حساه عميق، أحلى مقطع فيه هو مايخص الزواج المبكر للبنات ، دا اللي ملوش مبرر حقيقي ، إنما عمالة الأطفال دا مش اختياري للأسف ، دا ناتج عن حجز سد احتجات الأسرة “.
وأضافت :” الإعلان ضعيف نسبيا مقارنة بحجم الفكرة الليي المفروض عايز يوصلها ، كان فيه طرق تانية يقدر يوصل بيها الرسالة أسرع وبطريقة مباشرة “.
وقالت هبة 30 عامًا:” الإعلان موضح إن الأب اللي بينزل ابنه عمالة دي رفاهية ، ودا مش حقيقي أو بمعنى أصح ـ ودي في المقام الأول مهمة ـ الدولة توفر حياة مناسبة للأسرة ما تجيش تحط اللوم على رب الأسرة اللي هو مش لاقي أصلًا .. الحكومات الفاشلة اللي بترمي كل العيوب على المجتمع وأفراده .. أنت شغلتك ايه إنك تقول إن المواطن بيخلف كتير .. بافرحتي!.. ماغيرك زي الصين عرفت تستغل كل طفل عندها في تنمية البلد .
وقالت : جيهان 34 سنة :” أنا شايفة الإعلان كويس جدًا ..حملة موفقة لتنمية الأسرة ” .
وعبرت دعاء عن رأيها قائلة : “الإعلان في مجمله جيد جدا.. وتامر حسني حاول يقرب الغرض من الحملة عن طريق كلمات سهلة في أغنيته .. بالإضافة إلى أن المواقف الموجودة في الاعلان من عمل الطفل أو الطفلة أو حتى زواج القاصرات فهو يعتبر مشهد متكرر يتصادف كل يوم مع جموع الشعب، لذا كان توقيت إصدار الإعلان ملائم وخاصة في شهر رمضان المبارك وكذلك المشاهد التي لجأوا لها في الاعلان لإيصال الرسالة حتى لو كانت غير مباشرة” .
وعلقت أماني 39 عامًا : الفكرة مش في الإعلان الفكرة في تنفيذ الإعلان .. يعني مثلا الخطاب موجه للنساء والرجال في الريف وعلشان نكون واقعيين كثير منهم مش بيعرف يقرأ تروح إنت كمنفذ حاطط رسائل الحملة مكتوبة أسفل الشاشة لا للتسريب الأطفال من التعليم مثلا .. أمر غير منطقي تماما.
أراء المتابعون أوضحت سقطات الإعلان حتى لو كان في مجملة خطوة حقيقية على أرض الواقع ، الإعلان مقتصر على مشكلات الحكومة وليست المشكلات الحقيقية للمصريين مقتتطع فقط زواج القاصرات أين باقي المحاور المهمة التي أعلنت عنها “التخطيط” وأوضحتها في بيان مفصل منذ شهرين تقريبا.
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال