العائدون إلى أفغانستان
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
العائدون واحد من أظرف مسلسلات السيزون الحالي، صحيح مايقدرش ينافس الكبير أوي.. بس كان يقدر والله، لولا إن صناعه ورطوه في الجدية.. المسلسل كان يمشي “أكشن-كوميدي”، وده نوع نادر في السوق المحلي، بنشوفه مثلًا عند جاكي شان أو ويل سميث وغيرهم من نجوم هوليود.
العائدون أكشن ع القاعد
المسلسل بيدور في أجواء من الإثارة والحركة “الافتراضية”، مؤسسة أمنية رفيع المستوى بتواجه محاولات الدواعش لتنفيذ عمليات جوه البلد.. بتقوم بنقل الصراع بره الحدود عن طريق زرع رجالة ليها جوه التنظيم.
غالبية الكلام ده بيتم بشكل نظري، يعني اجتماع مغلق تتقال فيه الخطة.. وبتتنفذ عن طريق فوتومونتاج سريع أو مانشوفهاش ع الشاشة أصلا، صحيح الأكشن-كوميدي مابيكونش فيه دم ومشاهد عنيفة.. بس مابيبقاش ع القاعد، الحركة بركة يا جماعة مش كده، ثم القيادات اللي من النوع ده مابتكونش مضيعة فلوسها على عمليات نفخ البشرة وتبييض السنان.
اختصار
العبث في الحوار بين الشخصيات يتعمل فيه مجلدات، بس من باب الاختصار هناخد نموذجين من الحلقة 14، حوار بين الظابط عمر والمتطوع علاء، عمر وبعد ما جهز علاء لزرعه داخل واحدة من الخلايا التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.. جه عند نقطة اللاعودة وناول الشاب الفدائي “الفلاشة السحرية” أو زي ما هو سماها “المصل”.
حسب الحوار الفلاشة دي فيها ردود من الأزهر على كل فتاوى وحجج الدواعش والتنظيمات الشبيهة، الحوار ده مثلًا فيه مشكلتين رئيسيتين.
المشكلة الأولى
أن ماينفعش تقديم الأجهزة الأمنية في الدولة بوصفها بتبني العقيدة القتالية لأفرادها على فتاوى دينية، أه طبعًا ينفع تفنيد الآراء المتطرفة من قبل الأزهر.. وينفع كمان الأجهزة الأمنية تتبنى الآراء دي في دعم وتكوين كوادرها، لكن ده يحصل كشئ مكمل مش أساسي، يعني لما تعملي مشهد زي ده في ختام فترة التدريب.. يبقى كنت محتاج تعمل مشهد تاني في بدايتها عن أننا عايشين في دولة حديثة قايمة على أساس العقد الاجتماعي وحقوق المواطنة، فيبقى الخلاف بين الدولة والجماعات الإرهابية أكبر وأعمق من كونه مجرد خلاف فقهي.
تاني مشكلة
أما تاني مشكلة فهي أن الأزهر، ولامؤاخذة في دي الكلمة، مايقدرش عمليًا يلعب الدور ده، فكما يقول المثل الشعبي بتصرف… “كان الشيخ وعظ نفسه”.
فماتبقاش تلامذة وخريجي الأزهر ليهم بصمة في غالبية التنظيمات الإرهابية، وتيجي أنت تقولي بحصن كوادري بفتاوى وآراء الأزهر، لأن ده معناه أن صناع العمل ماعندهومش فكرة عن الحكاية اللي بيتكلموا عنها فبيقولوا أي كلام، أو دي حقيقة فتبقى الأجهزة الأمنية هي اللي بعافية.. أو أن الأزهر عنده خطابين، واحد بيربي عليه أبناءه فيحطهم على أول طريق الدعشنة.. والتاني بيثبت بيه أجهزة الدول والرآي العام.
الثوابت الوهمية
تاني مثال ع العبث الفني، حوار بين الظابط نبيل “محمود عبد الغني” ورئيس الجهاز “محمد أبو داوود”، حوار شديد العبثية، بعد تجاوز مستنقع الركاكة والسطحية والمباشرة، نوصل للُب الموضوع.. المؤامرة الكوكبية ع الإسلام والأسرة المصرية، عن طريق الترويج للالحاد ونشر المثلية الجنسية.
طبعًا ده كلام مايصدرش من ناس في المراكز دي، إلا لو كنا عايشين في فيلم كارتون، فعلميًا لا يمكن نشر المثلية الجنسية.. دي ميول يستحيل إقناع شخص بيها أو إجباره على تغييرها، فاللي يتكلم عن نشر المثلية أو علاجها نصاب أو جاهل.
أما الكلام عن مواجهة الالحاد فشديد المسخرة، لما نبقى عايشين في مجتمع يعاني وبشدة من التطرف الإسلامي-السني، لدرجة أن أفراده عندهم استعداد يقتحموا بيت شخص مسلم ويقتلوه هو وضيوفه ويمثلوا بجثثهم في الشوارع، كل ده لمجرد إنه مختلف مذهبًا.. زي ما حصل مع الشيخ حسن شحاتة.
مجتمع أفراده عندهم استعداد يحرقوا بيوت باللي فيها عشان سمعوا أن الناس جواها بتصلي صلاة دين غير دينهم، أو يضربوا جدة ويزفوها ملط في الشوارع لإنها مسيحية (سيدة الكرم).
بعد كل ده تبقى أجهزته الأمنية بتشتغل على مواجهة الالحاد… يبقى وجب الضحك، ولكنه ضحكٌ كالبُكَا.
الكاتب
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال