شادي عبد السلام .. زمار لم يطرب حيه ونبي مهان في وطنه
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
شادي عبد السلام
شادي عبد السلام الشاب العاشق، ذو العوينات المربعة، غير سعيد تماماً بتخرجه من كلية الهندسة، قسم العمارة، والتي لجأ إليها كنوع من الإلتحاق بركب الفنون، أي فنون، حتى ولو كانت العمارة، ويوم أعلنت النتيجة، ركب أول قطار عائد إلى مسقط رأسه في الأسكندرية ليفكر في مستقبله، في قصة الحب الوحيدة التي عاشها في حياته، لتك الصور التي تمر سريعاً على شريط سينمائي، عشق السينما، وماهي الخطوة المقبلة لتحقيقه، إلى أن شارك المخرج العظيم صلاح أبو سيف في فيلم الفتوة، وكان عمله يقتصر على تدوين الوقت الذي تستغرقه كل لقطة، لم يهتم كثيراً بشكل العمل الذي يؤديه، لأنه كان مؤمناً بأن الطريق دائماً يبدأ بالخطوة الأولى مهما كانت صغيرة.
التغيير
كان صاحبنا ذو العوينات المربعة مؤمناً بالتغيير، لذلك بدأ في كتابة فيلمه، يدفعه إحساس قوي بالرغبة في تقديم ماهو جديد وجاد، دون النظر الى إمكانية تنفيذه أو عدمها. وإستغرق في كتابة السيناريو عاماً ونصف العام من التفرغ التام ، متناسياً حتى أزمته المالية، وبالرغم من العروض الكثيرة التي كانت تعرض عليه لتصميم وتنفيذ الديكور الذي اشتهر وعمل به طيلة عقد كامل، إلا أنه وجد نفسه غير قادر على عمل أي شيء سوى فيلمه الأول، وشعر بأنه سيكذب عليهم وعلى نفسه لو قبل بالعمل فيها.
وبعد الإنتهاء من السيناريو ، بدأ في بالبحث عن طريقة لتنفيذه، وقتها كان يعمل مع المخرج العالمي روسيلليني، فعرض عليه السيناريو، وبعد أن قرأه لم يصدق بأن هذا السيناريو يبحث عمن ينفذه. فأخذه فوراً الى وزير الثقافة المصري، وكان ذلك بمثابة تزكية وإعتراف صادق من مخرج عالمي كبير، بأهمية الفيلم وأهمية تنفيذه، لذلك دخل السيناريو ضمن مشاريع مؤسسة السينما، ليتم تنفيذ الفيلم ويحصد العديد من الجوائز العالمية التي تشير إلى فنان مختلف قد يضع السينما المصرية والفن في مصر في مسار جديد.
اليأس
شادي عبد السلام صاحبنا ذو العوينات المربعة، الذي بعد نجاح فيلمه الأول، وكتابة فيلمه الثاني، وبحثه عن وسيلة لإنتاجه، وبعد توليه رئاسة مركز الفيلم التجريبي التابع لهيئة السينما، وصناعة أربعة افلام قصيرة، إلا أن حلم تقديم “اخناتون” بقى مسيطراً عليه، وبسبب تعنت المؤسسة الرسمية، الجهة المنتجة شبه الوحيدة في ذلك العصر التي تستطيع إنتاج فيلم في ضخامة هذا السيناريو، صرح صاحبنا الشهير بأنه قد يعتزل العمل السينمائي، وإنه سينصرف الى تربية الدواجن.
قبل أن يعود إلى بيته يوماً في نهاية عام 82، حريصاً على عدم التفكير في الغد، محتضناً سيناريو إخناتون، مشاهداً لفيلمه المومياء، حتى رحمه المرض من قسوة الأجهزة الثقافية المسئولة عن الإنتاج السينمائي التي شلت فناناً حلم بالتغيير، فكان حلماً مس الواقع الفني في مصر، وكاد أن يجمله، لولا أنه يعتنق القبح.
زماراً لم يطرب حيه، ونبي مهان في وطنه.
الكاتب
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
وما اكثرهم فى بلدنا الحبيبه