مدرسة المشاغبين ليست مجرد مسرحية بل تلخيص لملهاة الحياة
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
لا أحد فينا يستطيع أن يستعمل ريموت التليفزيون إذا وقعت عيناه على عرض لمسرحية مدرسة المشاغبين، حالة خاصة تملكها تلك المسرحية التي ظهرت للنور على خشبة المسرح عام ١٩٧١، المسرحية التي ألفها علي سالم وأخرجها جلال الشرقاوي بعد اعتذار عبد المنعم مدبوليـ الذي لم يعتذر عن الاخراج فقط بل اعتذر عن أداء دور الناظر الذي لعبه حسن مصطفى بدلا من دور الملواني الذي لعبه عبد الله فرغلي.
لكن دعونا نتحدث عن كل دور للأبطال الرئيسيين ومصائرهم التي تشكلت خلال ٥٠ عاما كاملا.
عادل امام أو بهجت الأباصيري زعيم شلة الطلبة الذي بقى زعيما حتى نهاية، ممثل مصر الكوميدي الأعظم والأشهر والذي لعب هذا الدور وعمره ٣١ عاما لكنه مع فيلم البحث عن فضيحة الذي قدمه عام ١٩٧٣ كانا بداية نجوميته وتصدره لهرم الكوميديا في مصر خليفة لفؤاد المهندس
وثانيهم سعيد صالح، تلك الموهبة الجامحة التي لم نستمتع بها كما يجب لأنه تماما كما قال في المسرحية كان الزعيم “المخ” ولهذا أكمل مشواره فوق القمة لكل تلك السنوات وكان الأكثر موهبة سعيد صالح العضلات التي قدمت كل أداء ممكن لكنها لم تصل إلى القمة بسبب غياب المخ، كان صالح صعلوقا جميلا أصيلا يلعب الفن بلا هدف سوى السعادة تماما مثل مرسي الزناتي الذي يترك المدرسة ومستقبله من أجل مناهج لبنان.
ثالثهم كان أحمد زكي الطالب أحمد الشاعر العاشق المنزوي المختلف عن كل الطلبة والذي بقى مختلفا عن الجميع حتى غادرنا بعد عرض المسرحية بأكثر من ٣ عقود، الحساس الموهوب تماما مثل تلك الشخصية التي قدمها قبل أن يصبح أحد أهم الممثلين في تاريخ الفن في العالم العربي.
كان أحمد وهو أحمد.
يأتي بعده يونس شلبي الكوميدي الراحل العظيم الذي لا يفشل ابدا في إضحاكنا، في دور منصور ابن الناظر “اللي مبيجمعش”، ربما عاش يونس شلبي حبيس هذا الدور طيلة حياته لأنه قدمه في بداية حياته الفنية وعمره ٣٠ عاما، وبقى خلال دوامة أفلام المقاولات التي بقى يتبع فيها سعيد صالح تماما كما بقى مبهورا بكلمة “مينز”.
وخامسهم هادي الجيار، هذا الممثل الراحل الموهوب بشدة الذي كان مزويا تماما في مواجهة كل نجوم الكوميديا الشباب، الذي لم ينل حظهم من الشهرة ولا الثروة ولم متأخرا تماما كدوه في المسرحية التي عبرت عن مستقبله وكأنها بشارة لما مر به بعد ذلك، ليصبح أخرهم لمعانا وظهورا والذي كان أصغرهم سنا – ٢٢ سنة – خلال عرض المسرحية
أما النجمة الكبيرة سهير البابلي فقد اعتزلت الفن لفترة وتحولت لواعظة أقرب لدور المدرسة التي لعبته على خشبة المسرح تتخيل أنها تملك الطريق للفضيلة وحدها لترشد التلاميذ
رحم الله الجميع وأمد في عمر الزعيم عادل إمام في تلك الملهاة العظيمة التي لخصت حياة أبطالها
الكاتب
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال