همتك نعدل الكفة
251   مشاهدة  

خمسة سادسهم كلبهم

أبناء
  • كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



أبناء السبعينيات:

لم يكف أبناء السبعينيات الذين بدأ وعيهم في التشكل في بداية الثمانينيات في استكشاف الشوارع من حول بيوتهم، كنت ومعي ٦ من أصدقائي نحب التجول بين قصور وفيلات حي الزيتون المهجورة، حين كانت الأشجار العجوزة حينها تضفي مع النقوش والتماثيل الرخامية والجبسية جواً من الغموض والإثارة لدى مجموعة أطفال لم يتجاوز أكبرهم العاشرة.
وكعادة الأطفال من جيلنا كان لعب الكرة نهاراً و”السبع طوبات” و”مساكة الملك” ليلاً أكثر أهمية مما عداها من وسائل التسلية، لم يكن التليفزيون يملك نفس الحجم من التأثير والفضائيات لم تولد بعد والإنترنت ليس موجوداً ليمد سلاسله ليحجزناخلف شاشة أو أمام لعبة، وكانت القراءة لمن هو مثلي في بيت به مكتبة كبيرة لأب أستاذ في الجامعة و٤ أخوة سبقوه لهذه المكتبة وكونوا جزء منها أمراً لا مفر منه.

الكلمة الأولى:

يقول الأستاذ محمود سالم المؤلف: ” أعتقد أن المغامرين الخمسة هي نوع من استعادة شجون وذكريات طفل متوحد ومنعزل” وقال أيضا “عندما وصلنا للكتاب العاشر طبعنا 100 ألف نسخة في الشهر، وبعد ذلك أصبح المغامرون الخمسة هم حياتي… وكنت أحصل على 50 جنيهاً على العدد وأدفع منهم 5 جنيهات للضرائب”.

في الحقيقة كان كتاب الأول كان لغز المنزل رقم ٩٨.

ليلة صيفية ثمانينة جافة، يتسرب فيها صوت أم كلثوم عبر أثير الإذاعة من راديو “المكوجي” في المنزل المقابل لمنزلي، لم أفهم كلام “الست” بعد فقط يأخذني للنوم لكنني ولسبب ما لا أذكره عدت للمنزل مبكراً هذه الليلة، أشعر بالملل الشديد، تثير في موسيقى مقدمة برنامج “حديث الروح” الملل الشديد لارتباطها بموعد النوم أثناءالدراسة، تشعر أختي بما أشعر به فتناولني الكتاب، أتناوله دون اهتمام ولكن بثقة، اعتادت أن تقرأ لي حواديت المكتبة الخضراء فلابد أن هذا قد يكون مسلياً مثلما كانوا.

القراءة:

أستلقي على أرضية حجرة والدي، أسند ظهري على دولاب ملابسهم وأبدأ القراءة لأطفال في مثل سني يجوبون شوارع المعادي ليحلوا الألغاز يقتحمون المنازل القديمة ويستخدمون بعض الحيل المبهرة بصحبة كلبهم. أعجب للغاية بشخصية قائدهم “تختخ”،السمين الذكي، تعجبني جرأة محب وخفة دم عاطف وذكاء لوزة وقدرة نوسة على التحليل والاستنباط، أعيش طويلاً في أحداث اللغز الذي يبحث فيه المغامرون الخمسة مع المفتش سامي عن رئيس عصابة اختفى وتبخر، يعانون من غباء الشاويش فرقع، ينجحون في النهاية، أشعر أني واحداً منهم، أقرر تكوين فريق الخاص لحل الألغاز واقتحام قصر الأشباح القريب من منزلي، كان المغامرون الخمسة حياة مؤلفهم ولسوف يصيروا حياتي لعامين بعد الأن.

النهاية:

أعود ومعي أصحابي بين مصاب وباك، القفز من فوق سور القصر لم يكن عملاً صائباً، محاولة فتح بابه بسكين مطبخ لم يكن عملاً عبقرياً، محاولة اقتحام أحد نوافذه لم تؤدي إلا لمطاردة جهنمية من البواب وكلب معه.

الجري من الكلاب لم يكن ضمن أحداث أي جزء من سلسلة المغامرون الخمسة، كان الكلب معه لا عليهم ربما كان هذا سبب الفشل، فلماذا لا نبحث عن كلب أولنذهب لشارع ٩ لنلتقي بالمغامرين الخمسة أنفسهم والتعاون معه واكتساب خبراتهم.

إقرأ أيضا
تاريخ التعليم في الأزهر

في السن التاسعة كان هذا ممكناً ولكن في قصة أخرى.

الكاتب

  • أبناء أسامة الشاذلي

    كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان