همتك نعدل الكفة
900   مشاهدة  

اعتقدوا أن لهم علاقة بالجن..كيف تعاملت الشرطة مع الناس في العصر العباسي؟

الشرطة


الشرطة في التاريخ الإسلامي كانت عبارة عن مجموعة من الجند الذين يعتمد عليهم الخليفة أو الوالي في الحفاظ على الأمن وحفظ النظام والقبض على الجناة والفاسدين، وما إلى ذلك من الأعمال الإدارية التي تكفل سلامة الجمهور وطمأنينته.

جاءت تلك التسمية”الشرطة” لأنهم أشرطوا أنفسهم بعلامة خاصة يعرفون بها، وكان لباسهم في معظم العصور يشتمل على إزار”بنطلون” وقميص ودراعة وسرة طويلة وحزام يسمى”قمر بند” وكانوا يلبسون الأحذية كما كانوا يحملون آلة من السلاح تسمى “الطبرزين” وهي عبارة عن سكين طويل يحملونها معلقة، وكانت مهمتهم بوجه عام إقفال أبواب المدينة الداخلية بعد صلاة العشاء، كما كانوا يقومون بالطوف أو العسس طوال الليل إلى صلاة الفجر وهم يحملون الفوانيس، وتصحبهم كلاب الحراسة، حسبما جاء في مجلة “المجلة” 1961.

الشرطة

يعتبر عمربن الخطاب أول من أدخل نظام العسس في الليل، فقد كان يطوف بنفسه ومعه مولاه”أسلم” و”عبد الرحمن بن عوف”، وفي عهد على بن أبي طالب نظمت الشرطة وأطلق على رئيسها”رئيس الشرطة”، وكان يختار من علية القوم ومن أهل العصبية والقوة وهو أشبه بالمحافظ في الوقت الحالي، فيتولي رئاسة الجند الذين يساعدون الوالي على استتاب الأمن.

وصاحب الشرطة في عصر الولاة كان له صفة سياسية، فهو يعتبر نائب الوالي في حكم البلاد، يحل محله إذا مرض أو تغيب، ويحكم البلاد إذا توفى الوالي إلى أن يصل الوالي الجديد، وكثيرًا ما كان الخليفة يعين واليًا على البلاد إذا مات الوالي أو عُزل أو استقال، ولذلك كانوا يعتبرون وظيفته تتحدث باسم خلافة الفسطاط، غير أن هذه الصفة السياسية سرعان ما زالت في العصر الطولوني، فكان الأمراء في الدولتين الطولونية والإخشيدية لا يستخلفون صاحب الشرطة الذي وقفت مهمته عند المحافظة على الأمن ومساعدة الأمير والموظفين القضائيين في قرار النظام بتنفيذ قراراتهم وأحكامهم والعمل على منع الجرائم والمخالفات.

الشرطة

وفي العصر العباسي كان لكل مدينة شرطة خاصة  برتب عسكرية خاضعة لرئيس يسمى”صاحب الشرطة” وهي تختلف عن الشرطة المدنية في الواجبات التي تقوم بها، وكانت تنقسم من حيث الاختصاص إلى فرق أو أقسام على حسب أحياء المدينة، وكانت كل فرقة منها تقوم بحماية أرواح وأملاك سكان منطقة معينة، وكان رجالها يعسون ليلًا بين المنازل والشوارع برئاسة ضباطهم.

وكانت الدولة تنفق مبالغ كبيرة على رجال الشرطة فمنحتهم الرواتب الكبيرة حتى كان منصب رئيس الشرطة لا يقل عن منصب الوالي.

ففي البداية كانت كل شرطة تابعة للقضاء، يتولى صاحبها إقامة الحدود والقبض على المجرمين وتنفيذ أحكام القضاء، إلا أنها انفصلت عن القضاء، فاستقل صاحبها بالنظر في الجرائم وكان أمر تولية صاحب الشرطة في الولاية وعزله من اختصاص الوالي لا الخليفة.

أما الشرطة السرية فكانت موضع اهتمام الدولة العباسية لمراقبة شئون الناس مراقبة دقيقة، وبذلك كان معظم الخلفاء مطلعين على كل شاردة وواردة تقع في البلاد، بحيث اعتقد الناس أن لهم اتصالًا بالجن. حيث كان الخليفة يستعين بأشخاص لا صفة رسمية لهم لاستخدامهم في تلك المهام، فاختارهم من طبقة التجار والباعة المتجولين الذي كانوا يرفقون بالتقارير الوافية ما يقع من حوادث مهما قل شأنها.

إقرأ أيضا
أسود كوبري قصر النيل

الشرطة

كما كانت تستعين باللصوص الذين تابوا عن السرقة، فيكشفون للدولة عن السرقات، وكان في خدمة الدولة العباسية جماعة من هؤلاء الشيوخ يقال لهم (التوابون) على أنهم كثيرًا ما كانوا يقاسمون اللصوص ما يسرقونه ويكتمون أمرهم.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان