إعلانات التليفزيون والذوق العام
-
إيمان أبو أحمد
مترجمة وصحفية مصرية، عملت في أخبار النجوم وفي مجال ترجمة المقالات في عالم الكتاب ولها العديد من المقالات المترجمة، وعملت في دار الهلال ومجلة الكتاب الذهبي التابع لدار روزاليوسف. ولي كتاب مترجم صدر في معرض الكتاب 2021
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
كتبت صديقتي على الفيس بوك بوست تقترح فيه لماذا لا يكون هناك مادة في المدارس تأصل للذوق وتعليم الصغار فن التعامل في المواصلات والشارع ومع الكبار، وفن الرد اللائق، ووجدت تشجيع كبير من جميع الموجودات على صفحتها.
كتبت إحدى صديقاتها تذكرها بالإرشادات التي كانت في الجلدة الخلفية للكراسات والكشاكيل المدرسية، والتي كانوا يجبروننا على قراءتها أول يوم دراسة من باب التذكر.
بوست صديقتي أرجعني لثمانينات وتسعينات القرن الماضي، حيث كان هناك التوعية والتذكير بمشكلات الذوق والتعامل بين الناس ومع الحيوانات والبشر، وحتى التعامل مع القمامة
كل ذلك كان من خلال حملات إعلانات موجهة تحت عنوان “لحظة من فضلك”، وكانت بغرض إرساء قواعد الذوق والأصول في المجتمع، وكان أبطالها نجوم الكوميديا في ذاك العصر فكان نجم الكوميديا يونس شلبي يرتدي ملابس الفلاح الطيب ويقف في الشارع وعندما يرى سيارة تمر وتلقي بقمامة من شباك السيارة، فيذهب إليها ويأخذها متخيلًا أنها حقيبة بها شيء مهم فيجري وراء السيارة ويعطيها لصاحب السيارة الذي يصرخ في وجه يونس شلبي ويقول عبارة أصبحت مثل الأمثال أو الأقوال المأثورة “دي زبالة يا جاهل”.
وتتكرر هذه الحادثة في أكثر من موقف، مع أصحاب السيارة الملاكي، ومع راكب السيارة الكارو، ومع ربات البيوت، يعلمنا يونس شلبي كيفية الحفاظ على الشارع وكيفية التعامل مع القمامة من خلال مشاهد تمثيلية مصبوغة بصبغة الكوميدية كي يستسيغها الجمهور ويحذون حذوها.
وكانت النجمة نبيلة السيد تقدم مشهد تمثيلي في كيفية التعامل مع الماء والخبز وتعليم الجمهور التوفير والتدبير، وضرورة تقسيم رغيف الخبز إلى أربعة أجزاء، وعدم ترك مياه الصنبور تنزل وترك صنبور المياه مفتوح دون استخدام للماء، وضرورة الاهتمام بتصليح السباكة في المنازل، وعدم رش المياه أمام المحلات، وطريقة التعامل برحمة مع الحيوانات مثل الحمار والحصان.
وكانت هناك حملة أخرى للتوعية من خطر البلهارسيا والتحذير من مياه الترعة وعدم النزول فيها، وكان أبطالها الفنان محمد رضا والفنان عبد السلام محمد وكانت لها شعار كنا نحفظه ونحن صغار “هي كلمة ندى ضهرنا للترعة عمر البلهارسيا في جتتنا ما ترعى”، حيث كان مرض البلهارسيا منتشر بين أهلنا في الأقاليم والقرى بسبب النزول في الترعة.
وكانت تحمل هذه الحملة إعلانات توعوية لضبط وتحذير من السلوكيات الخاطئة في مجتمعنا مثل التعصب في الكرة، وأصول زيارة المريض، والتحذير من الغش التجاري وغيرها من السلوكيات الخاطئة التي رصدتها وحذرت منها هذه الحملة الراقية
وكانت هناك حملات تستهدف الجانب الصحي للأسرة مثل حملات تنظيم الأسرة، وحملات التوعية من أمراض شلل الأطفال والجفاف والتوعية بصحة الأم والمولود.
كان هذا في أواخر القرن الماضي، وكانت هناك توعية بحصة التربية الرياضية وطابور الصباح والسماع إلى الإذاعة المدرسية وحكمة اليوم.
ذكريات مرت بي لمجرد قراءة تلك الأمنية التي كانت حياة نعيشها ونمارسها دون وعي أو قصد فكنا نعيش في شوارع نظيفة وسلوكيات طيبة وابتسامة على الوجوه أثناء التعامل.
وجملة من فضلك، ولو سمحت، وحقك عليا، وأنا أسف، وخاطرك غالي، وشكرا، ويسعد صباحك، ويسعد مساك، واتفضل، وحضرتك، وأنت تؤمر و……………
الكاتب
-
إيمان أبو أحمد
مترجمة وصحفية مصرية، عملت في أخبار النجوم وفي مجال ترجمة المقالات في عالم الكتاب ولها العديد من المقالات المترجمة، وعملت في دار الهلال ومجلة الكتاب الذهبي التابع لدار روزاليوسف. ولي كتاب مترجم صدر في معرض الكتاب 2021
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال