بعد استقباله والاحتفاء به .. هل أصبحت مشيخة الأزهر” تكية ” للطيب وحفيده ؟
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
الأزهر بالنسبة لغالبية المصريين بل لغالبية المجتمع الإسلامي هو حصن الإسلام والمدافع الأول عنه وعن شعائره، فإذا ما نقدنا فعل قام به الأزهر كمؤسسة أو شيخه تقوم الدنيا ، فمخيلة العامة تتجه إلى أن الهجوم على شيخ الأزهر هو الهجوم على الدين ، وهذا بعيد كل البعد عن حقيقة الإسلام هذا من جهة .
شيخ الأزهر يستغل منصبه لأغراض شخصية
قام شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب باستقبال حفيده في مكتبه بمقر المشيخة ليحتفل معه ومع بعض زملائه بتخرجهم من أكاديمية الطيران، وهنا طرح العديد من المدونين عبر وسائل التواصل الاجتماعي عدة أسألة منها هل حفيد شيخ الأزهر عالم أفاد البشرية ليستقبله جده في المشيخة ويحتفي به ؟، هل حفيد شيخ الأزهر طالب متفوق في مؤسسة الأزهر ليتم تكريمة ؟.
الواقع أن حفيد شيخ الأزهر لم يفعل هذا، وإنما هو طالب شأنه شأن ملايين الطلاب المصريين تخرج من الكلية، فلماذا يحتفل به ” الطب” في مكتبة بصفته شيخًا للأزهر، وأن يحتفل الجد بحفيده أمر طبيعي لكن الاحتفال مكانه في البيت وليس في إحدى مؤسسات الدولة ، وبهذا تحول الأزهر إلى ساحة الطيب وليس حتى المدافع الأول عن الدين بوصف العامة .
هذا ما قاله المتابعون عن استقبال شيخ الأزهر لحفيده
قال أحد المغردون:” إن كان صحيحًا فعليه ملاحظات الخبر ده إن كان صحيحا فعليه ملاحظات كيف يستقبل حفيده وزملائه بمشيئة الأزهر بصفتهم إيه ؟ دارسين طيران شرعي ؟ والا بيطيروا بالبراق” مضيفًا مشيخة الأزهر مقر رسمي لجهة رسمية يدخله من يحمل صفة رسمية”.
واستكمل ” حفيد شيخ الأزهر لما حب يتعلم بجد ما اتعلمش في الأزهر ولذلك جده فرحان به.. آه طبعا هي فوضى”.
وعلق مغرد آخر على نوع العلم الذي تلقاه حفيد شيخ الأزهر قائلا:” حفيد فضيلة شيخ الأزهر، يترك خير العلوم وأعظمها وأشرفها العلم الشرعي لأولاد الفقراء والمساكين، ويرسل حفيده يتغرب خارج الوطن ليتعلم علوم الدنيا الفانية”.
وقالت مغردة :” حفيد شيخ الازهر احمد الطيب..لا خرج من كلية اصول الدين ولا كلية الشريعة اتعلم عند “الكوفااار” واتخرج من اكاديمية العلوم والطيران وبقى ماشاء الله طيار.. (هما فاهمين الفولة)”.
وأضافت :” ولو ماكسبش منها يقدر يقلب داعيه اسلامي زي حسان خريج الالسن ، ويعقوب خريج التجاره وكل اللي في الفضائيات”.
الحكم الشرعي في استخدام مؤسسات الدولة في أغراض شخصية
لمّا كان الأزهر كمؤسسة أمانة في عنق شيخ الأزهر بكل مقدراته، فقد وجب التذكير هنا أن الله سبحانه وتعالى قد مدح المراعون للأمانة فقال: ” وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ” [المؤمنون: 8]؛ وفي تفسير هذه الآية قال الإمام القرطبي في “الجامع لأحكام القرآن” (14/ 253، ط. دار الكتب): “والأمانة تعم جميع وظائف الدين على الصحيح من الأقوال، وهو قول الجمهور” اهـ.
كما أن المولى عز وجل نهى في محكم آياته عن الخيانة بقوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ” [الأنفال: 27]، وقال عز وجل: “إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا” [النساء: 107]، قال الإمام الطبري في “جامع البيان في تأويل القرآن” (9/ 190، ط. مؤسسة الرسالة): ” إنّ الله لا يحب من كان من صفته خِيَانة الناس في أموالهم، وركوب الإثم في ذلك وغيره مما حرَّمه الله عليه” اهـ.
وفي السنة النبويه حدثنا النبي صلى الله عليه وسلم عن مكانة من خان الأمانة فقال في صحيح البخاري : ” آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ”.
وهنا هل نقول أن استقبال شيخ الأزهر لحفيده من قبيل استخدام مؤسسات الدولة لأغراض شخصية، أم أن الأزهر ملكية خاصة ويحق للرجل أن يفعل ما يشاء ، ولو كنت تفكر في طرح هذا السؤال” لِمَا شيخ الأزهر يقام عليه الهجوم فمعظم المسؤلين يفعلون ذلك؟” أقول شيخ الأزهر بوصفة شخصية إسلامية مسؤولة تعرف الحلال والحرام فالأجدر هنا أن يحافظ هو على ممتلكات الدولة كما كان يفعل السلف الصالح، وأن يكون نموذجًا نحتذى له !.
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال