ريفو .. الحل والعلاج السحري لكل شيء

مسلسل تعرضه منصة واتش إت، نكئ جرح جيل كامل، جيل التسعينات وأوائل الألفينات، يحكي المسلسل عن مجموعة من الشباب يحلمون بموسيقى مختلفة، يحلمون بالطيران في السماء، وعندما حاولوا وجربوا التحليق إلى السماء، فاصطدموا بسقف الغرفة الضيقة، وتساقطوا مثل الفراشات التي اقتربت من النار ظنا منها أنها النور.

نعم نحن ذلك الجيل الي كان يأخذ بالباقي ريفو، وكانت أقراص الريفو علاج لأي شيء وكل شيء، إذا اشتكيت من البرد أو الأنفلونزا عليك بقرص ريفو، إذا أصبت بالسخونة فإنه الريفو، ألم الأسنان علاجه الريفو، ألم المفاصل لجدتك علاجه قرصين ريفو.

يحكي المسلسل أنه كان الحل والتفسير لكل شيء، فنحن عاصرنا آخر زمن وبداية آخر، كنا حلقة الوصل بين جيلين، نحن الجيل الذي صنع زينة رمضان ببواقي الكراريس والكتب، ونحن أول من أشترى الزينة الجاهزة الآتية من الصين، والجيل الذي شهد بناء الأوبرا وحضر فيها حفلات يحي خليل ويحي غنام وعمر خيرت وكان يأخذ تخفيض 50% عندما يقدم ما يثبت أنه طالب، وحضر حفلات محمد منير في ليلة رأس السنة والحفلة تقام في ساحة الأوبرا، لأنه لا يوجد مسرح يحتمل العدد الذي يحضر، ونحن الجيل الذي كان يغني مع منير الأغنية مع اول نغمة تعزف من الأغنية قبل أن ينطق منير كلماتها.

نحن الجيل الذي بدأ ألعاب الفيديو جيم من تحت أوي، ومن كان منا لديه قريب آت من دولة من دول الخليج ومعه فيديو جيم كنا نذهب إليه ونجعله رئيسًا علينا، لنحصل على دقائق معدودة نجرب ذلك الاختراع ونحاول أن نحرك الطائرة الموجودة على الشاشة  التي كنا نتحكم فيها عن طريق الذراع، ونحن من شهد تحول شاشة التليفزيون إلى شاشة للعب، وشهد اختراع الفيديو وتأجير الشرائط من نوادي الفيديو، ونحن من شهد الشرائط الغنائية ومن اخترع فكرة شريط الكوكتيل، كنا نعد قائمة بالأغنيات المفضلة حسب ذائقتنا ونذهب إلى محل بيع الشرائط ونطلب عمل الكوكتيل، ونحن من شهد تحوله فيما بعد إلى ألبوم الغنائي، وصنع البلاي ليست الخاصة به عن طريق الانترنت.

نحن الجيل الذي مارس هواية المراسلة وتعلم اللغة عن طريق صديق المراسلة، وكتب الخطاب الورقي واشترى طابع البوسطة والظرف الأبيض المزين بالخطوط الحمراء والزرقاء على الأطراف، ونحن من أرسل الإيميل.

وتعاملنا بعملات الشلن والبريزة والريال، ثم استخدمنا البطاقة الائتمانية.

وتعلمنا قيادة السيارات على سيارات أباءنا 128، ومن كان يملك سيارة فينا أو يأخذ سيارة أبوه فهو ملك الشلة، وروكسي ومصر الجديدة هي التجمع أو الرحاب أو مدينتي بالنسبة لنا.

وكنا نتباهى بكوننا طلاب بجامعة عين شمس أو القاهرة، وشهد شارع الضباب وممر جيمي في تجارة وآداب عين شمس، وشهد صيت وسمعة قسم انجليزي في آداب عين شمس، وفتيات وفتيان إعلانات وكالة طارق نور الذين كان مقرهم وتجمعهم في ممر جيمي، وكان من العادي أن تكون ملكة جمال مصر خلفك في اللجنة، أو الموديل في أغنية عمر دياب صاحبة العيون العسلية في أغنية “كان عند حق”.

وشهدنا د. رضوى عاشور، واقتربنا منها وكنا نتابع طقوس واستعدادات القسم يوم أن تحضر إلى الجامعة، وكيف كان القسم يستعد قبل حضور الدكتور، والعمال يهرولون في كل مكان، والعامل يسرع لفتح الباب، والعاملة التي تجهز قهوة الصباح للدكتور وتدخلها بمجرد وصولها المكتب، والقسم هادئ وساكن رغم وجود الطلبة في كل مكان فرضوى عاشور حضرت فليصمت الجميع، وكان قسم انجليزي بكلية الآداب بمثابة جامعة أمريكية صغيرة في الجامعة.

تعاملنا مع الدروس الخصوصية على إنها علامة ضعف، وقلة حيلة، والتحاقك بمدرسة خاصة يُترجم على أنك لم تحصل على المجموع المطلوب للالتحاق بالمدرسة الحكومية التي هي بالضرورة أفضل، ونحن الذين توجهنا لكل أنواع التعليم الخاص لأبنائه.

شهدنا افتتاح القنوات المحلية، وكنا في منتهى السعادة عندما أذيع برنامج أماني وأغاني وشهدنا اختراع الفيديو كليب، وميلاد مطربة مراهقة صغيرة اسمها أنغام، وهو نفسه من شهد القنوات الفضائية وانطلاق قناة دريم التي كانت تذيع الأغاني طوال اليوم.

تربينا على الراديو وإذاعة البرنامج العام والشرق الأوسط وكنا نحرك المؤشر الساعة الخامسة على إذاعة أم كلثوم ونحفظ ترتيب المطربين الذين ستذاع أغنياتهم، ونحن من شهد ميلاد إذاعة نجوم إف إم 100.6 وبرنامج أنا والنجوم وهواك وأسامة منير.

إقرأ أيضا

كابتن صلاح أبو المجد .. ما كفاية كتالوجات بقى!!

نحن الجيل الذي خرج يوم 25 يناير 2011 بالجيتارات والورود، ومن يومها تاه ولم يعد.

أنا نجم بس مفيش سما

عندي جناحات بس مفيش هوا