همتك نعدل الكفة
590   مشاهدة  

بالشوكولاتة والسجائر .. ما هي الطرق العجيبة في دعاية دور عرض السينما قديمًا؟

السينما المصرية
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



عالم دعاية السينما يوميًا في تطور .. حتى إنهم يستطيعون أن يبيعوا لك الهواء في (أزايز) فعلاً بدون تشبيهات .. وفي عالم الدعاية للأعمال الفنية كوكب خاص للدعاية السينمائية، حيث الدعاية جزء لا يتنفصل أو يختلف عن العمل السينمائي أو الدرامي في شئ .. طاقم الدعاية الذي لا يختلف في أهميته عن طاقم العمل ، فالعمل السينمائي الجيد بلا دعاية جيدة سوف تغطي أفيشاته التراب، ويُسمع صوت الصمت في شباك تذاكرُه معلنًا استخراج شهادة وفاة العمل .. ولا يغيب عن حضرتك عزيزي القارئ طرق الدعاية السينمائية التي تقوم الشركات العالمية والمحلية اليوم  .. لكن يظل السؤال .. ماذا كانوا يفعلون قديمًا؟ .. وبالأخص في دور العرض المصرية في عشرينات القرن الماضي ؟ .. وستجد المفاجأة . فيما يخص ما ستقرأه في السطور القادمة .

 

ها نحن نعود إلى تلك الأيام .. فنرى ذلك الموكب الشعبي العجيب .. الذي كان من أهم وسائل الدعايا لدور السينما .. وأي موكب هو ؟ .. إنه موكب الهرم المتنقل ولكنه هرم من الأحجار الضخمة وإنما هو عبارة عن لوحات خشبية مركبة بشكل هرمي وملصوق فوقها صور برنامج الإسبوع في دور عرض السينما التي تنظم هذا الموكب للطواف في الشوارع على سبيل الدعاية.  وكان هذا الهرم يُحمل على عربة يجرها حصان .. وأمامها فرقة موسيقية تعزف ألحانًا ونغمات تلفت الأنظار .. ومن حول هذا الموكب طائفة من الجمهور تنتقل معه هنا وهناك، وبينهم البطل الهُمام مدير الدعاية – ومعذرة للتشبيه – حاملًا بين يديه رزمة من إعلانات اليد الملونة يتفضّل بها على المارة والجالسين في المتاجر والمقاهي، ليقرأوا ما فيها .

 

الموكب المهيب لفيلم السينما 

وكانت هذه الإعلانات الملونة بمثابة الكراسة المصورة التي توزع الآن في دور السينما مع كل فيلم، فكل منها يحوي مجموعة من صور فيلم الإسبوع مع ملخص كامل له وأسماء أبطاله ومخرجه والشركة التي أنتجته .. فضلًا عن تفاصيل خرى لما يحويه البرنامج من الأفلام القصيرة والمضحة والمسلسلة والإخبارية، ولعل هذا الموكب هو الوسيلة الوحيدة من وسائل الدعاية القديمة التي ما تزال يُعمل بها حتى الآن .. وخاصة في الأحياء الشعبية والقرى .

أفيشات السينما المصرية قديمًا
أفيشات السينما المصرية قديمًا

اليانصيب على شاشة السينما 

من وسائل الدعاية القديمة التي كانت دور السينما المصرية تُغرينا بها على التردد عليها، هو ذلك اليانصيب الذي كان يُنظّم كل إسبوع فوق الشاشة البيضاء .. فكان يطلب من المتفجرين أن يحتفظوا بتذاكرهم حتى يعرض عليهم شريط يردون في “روليت” فوقه نمر مختلفة .. وتتحرك فوق هذه النمر كرة بيضاء تدور بسرعة ثم تقف في النهاية فوق إحدى النمر .. وصاحب النصيب هو الذي تكون نمرة تذكرته هي نفس النمرة التي وقفت عليها الكرة .. فيفوز بجائزة من الجوائز التي تخصصها دور عرض السينما لهذا الغرض .. وكانت هناك أيضًا وسيلة أخرى اتّبعتها إحدى دور السينما لإغراء الجمهور للتردد عليها باستمرار . فإن المتفرج الذي يحتفظ بتذاكر الدخول إلى تلك الدور لثمانية أسابيع متوالية، كان له الحق في الحصول على تذكرة مجانية للدخول.

 

الخصم والشوكولاتة والكبريت والسجائر حلًا بديلًا 

إقرأ أيضا
تاريخ الأولمبياد

وكانت هناك دور أخرى تخصم جزءًا من ثمن تذكرة الدخول لكل من يقدم إلى شباك التذاكر كوبونًا كان يُطبع داخل لفائف الشوكولاتة .. ومثلها دار أخرى كانت تقدم للمتفرج تذكرة مجانية مقابل عدد معين من الكوبونات كانت توزع داخل علب السجائر .. ومع تطور الزمن تطورت أيضًا وسائل الدعاية للسينما .. وأصبحت الصحافة هي أهم هذه الوسائل إذا استثنينا اللوحات المنتشرة في الشوارع وفوقها الإعلانات المختلفة لدور السينما، وأيضًا الكراسات المصورة التي توزع مع عرض الأفلام، وقد حدث قبل عرض أحد الأفلام المصرية ، أن أعدّت الشركة التي أنتجته مناديل حريرية كتبت في زاويتها اسم الفيلم وأبطاله .. وراحت توزعها على السيدات اللاتي كن يترددن على الدار التي سيُعرض فيها الفيلم ، واستخدمت بعض الشركات رسم صور بطل الفيلم على علب الكبريت التي توزع في المحلات المجاورة للسينما !

 

المصادر(موسوعة السينما المصرية والعالمية )

الكاتب

  • السينما محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
2


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان