اللوك الجديد ..”عمرو دياب” من مطرب البوب الأول إلى فتى الإعلانات الأول
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
أعزائي المشاهدين والمستمعين نقدم لكم الأغنية الجديدة “اللوك الجديد” لفتى الإعلانات الأول في الوطن العربي “عمرو دياب”، ليست سخرية من نجم البوب الأول الذي يجلس دون سبب فني واضح على عرش الغناء منذ فترة كبيرة! ولكن بالنظر إلى إصدارته الأخيرة سنجد أنها تصلح بالكاد كي تكون أغاني إعلانات سريعة، وهي الحقيقة التي ينكرها محبيه ونقاده المستفيدين من القرب منه و يخشون إغضابه بأي كلمة انتقاد حتى لا يطردوا من جنته.
في أغنيته الجديدة القديمة “اللوك الجديد” يتبع عمرو نفس الأسلوب الرخيص في صياغة أغانيه، مظهر صادم على الغلاف يضعه كتريند لحظي على السوشيال ميديا، كلمات بسيطة سطحية بنفس عينة المفردات لا يهم من كتبها المهم أن تحتوى على إيفيه ولزمة يسهل حفظها، لحن مكرر يفضل أن يحمل روح دول البحر المتوسط بالأخص اليونان وقبرص مع إيقاع مقسوم صاخب بنفس اللوازم والقفلات ونفس الكوردات تقريبًا.
الكلمات:
هناك إيفيه شهير للممثل الكوميدي محمد هنيدي في فيلم “صعيدي في الجامعة الأمريكية” عندما كان يتعجب من حاله أمام الفتاة التي يحبها وأنه يتحدث كالديك الرومي أمام كل الفتيات ولكنه يصبح أخرس كالبطة البلدي أمامها” هذا الايفيه لم أجد غيره لتفسير ما يفعله “أيمن بهجت قمر” عند العمل مع عمرو دياب خصوصًا في الأغاني الهيت، حيث تقول الكلمات:
“ده اللوك الجديد ده إيه ده ولا- احلوينا اوي الله الله الله – لو هتفضل على النظام ده لالالا – كده كده كتير” ثم إعادة تدوير إيفيه “طب معقول في كده يا نهار أبيض” الأشهر للمعلق “مدحت شلبي” والذي ظهر من سنين في إعلان لشركة تنتج الملابس الداخلية، تلك الكلمات السطحية الساذجة جدًا والتي لا تخرج من شاعر بإمكانيات أيمن بهجت قمر ولا أعرف لماذا يتخلى عن أسلوبه وتكنيك كتاباته و يعمل مع عمرو دياب ب 10 بالمئة من إمكانياته ويتركه يفرض شروطه وبالطبع الهضبة لا يفرق معه الأسم أو الموهبة .
اللحن:
على نفس الدرب يسير الملحن “محمد يحيى” الذي يعمل بربع إمكانياته مع الهضبة، لحن الأغنية على مقام الكرد مكون من فكرتين الأولى في مقطع “ده اللوك الجديد” والثانية في السينو” حبيبي وليه تجنني” يعاد بنفس الترتيب في بقية المقاطع، جمل اللحن تحيلك إلى الأغاني القبرصية واليونانية بنفس الأبعاد والكوردات تقريبًا ويبقى جزء السينيو هو أفضل ما في اللحن كله.
التوزيع:
يظهر أسم الموزع “محمد حمدى” لأول مرة في أغاني الهضبة وتقريبًا لا يملك رصيدًا في سوق الغناء بعد أن ظل محبوسًا في الظل داخل استوديو الملحن “عمرو مصطفى”.
لا يمكن ان تلمح بصمة مميزة في التوزيع الموسيقي، تكرار لنفس الشكل الذي قدمه الهضبة في أغاني كثيرة، الدخول مباشرة في الغناء دون مقدمة ، إيقاع مقسوم سريع يصاحبه مؤثرات صوتيه لصقفات الجمهور تناسب أجواء الصيف، لزمة بسيطة هي نفس جملة المقدمة دون بذل مجهود في صنع لزمة مختلفة وتكرار استخدام لنفس الاّلات “الأكورديون” و”البوزوكي اليوناني” في الفاصل الموسيقي.
في اللوك الجديد حافظ الهضبة على نفس الخلطة التي أثبتت فشلها على مدار السنين الأخيرة، من إعادة تدوير لنفس المنظومة المهم هو التريند الذي ينتهي سريعًا مثلما بدأ سريعًا، ويبدو أن صناعة الموسيقى والغناء لم تعد في بال المطرب الكبير الذي قرر منذ فترة أنه لن يغني أغنية درامية “لا اعرف ماذا كان يقصد” أو حتى أغنية “هيت” متعوب عليها فنيًا في ظل انشغاله بالبيزنس الشخصي والحفلات التي تقام لصفوة جمهور فقط تحت رعاية كبار الشركات والمنصات وكأنه يخرج لسانه للجميع “مش عاجبك اللي بعمله ما تسمعنيش” مع حشد السوشيال ميديا بمنشورات تروج للأغنية كلها تسير خلف مفهوم واحد فقط “شوفتوا اللوك الجديد لعمرو” “عمرو ده مابيكبرش أبدًا” “احنا بنكبر وهو يصغر” “كده الصيف ابتدا بجد” وبالطبع لن تجد منشور واحد يقيم الأغنية نقديًا أو يقول رأي مخالف في ظل أن الكل أصبح في خدمة الهضبة الذي يحقق النجاحات تلو الأخرى حتى لو سجل صوت شخيره في أغنية أو أصدر لنا أغنية صامتة.
حذف مهرجان بنت الجيران …مدين يعلن الحرب على حسن شاكوش
الكاتب
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال