ما تحتويه حقيبة زمان لنزول الشاطىء وحقيبة اليوم..وما يجب فعله مع كل صيف
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
نزول الشاطىء كان الحدث الذي ننتظره أنا وأخوتي من الصيف للصيف. ألبوم صور طفولتنا معظمه بشواطىء الإسكندرية الحبيبة التي من حسن حظنا أننا نعيش فيها، ومن حسن حظنا أيضا أننا عشنا فيها أياما كانت الشواطىء كلها مفتوحة للجمهور بأسعار مخفضة.
لم يكن هنا ساحل شمالي، وكان السكندريون عندما يريدون قضاء صيف مختلف يسافرون إلى مرسى مطروح.
أقرأ أيضا عندما تحول البحر لحمام عام أو هل بدأ التنمر من الإسكندرية
لم يكن هناك ترند الساحل والجونة وأجواء الطبقية هناك التي أضرب كفا بكف أنها موجودة. كان الجميع يستمتعون تقريبا بنفس الشواطىء؛ أبو قير، العجمي، المندرة، سيدي بشر، وغيرها من شواطىء الإسكندرية.
الآن الحال تغير وللأسف كعادة الحياة للأسوأ، فكلما تقدمت بنا الحياة واضح أن (بتنقل بركتها) كما كانوا يقولون لنا الأجداد.
أصبحنا بالاسكندرية نعاني من قلة الشواطىء التي يستطيع الفرد العادي أن يذهب إليها مع أسرته، وهي الآن يمكننا أن نعدها على أصابع يد واحدة، وهي الشواطىء المزدحمة والتي يلجأ إليها المصيفون من خارج الإسكندرية.
أما الشواطىء الجيدة فقد أصبحت تابعة للفنادق والنوادي واليوم فيها يكلف من 450 جنيها إلى 800 جنيها لو كنت تريد استخدام حمام السباحة بجانب الشاطىء وتناول الغداء، فبالتأكيد لن تتمتع بيوم كامل على الشاطىء على لحم بطنك، وبالطبع هم يمنعون دخول الطعام إلى الفندق فتضطر شراء وجبات غداء للأسرة كاملة، فتدخل الحسبة تقريبا في ألف جنيه لو كنت رب أسرة.
ما زاد وغطى يا عزيزي القارىء الفيديوهات المنتشرة للفتيات عن أهمية ما يجب أخذه في حقيبة البحر، وشنطة البحر كانت على أيامي أهم محتوياتها (فوط، فطار وغداء بيتي لذيذ، واقي من الشمس خاصة لنا نحن الأطفال، وترموس الشاي، وقبعات تقي من حرارة الشمس) وكنا نرتدي المايوهات تحت الملابس العادية لسهولة فعل هذا الأمر.
ولكن مع غزو ترندات الساحل لمواقع التواصل الاجتماعي، وكما كتبت بمقال سابق عن الاهتمام بالكماليات وكأنها ضروريات، أصبحت هناك فيديوهات ضاغطة على الفتيات تحديدا والأمهات تحت عنوان (حاجات لازم تاخديها معاكي البحر) وضع تحت كلمة لازم مئة خط، وهي كلمة ضاغطة في حد ذاتها تجعل الإنسان يشعر بالتقصير لو لم ينفذ ما يشاهد.
وخذ عندك بقى الأشياء اللازمة-كما يروجون- للذهاب إلى الشاطئ بجانب ما ذكرناه من قبل (كريمات بعد الشمس، كريمات مرطبة لليد والوجه والجسم، مزيل مكياج، مكياج كامل ، سيرم للشعر قبل استخدام مكواة الشعر وبعد الاستخدام، بلسم مع الشامبو، كريمات تلميع الجسد، حمامات كريم للشعر، مقشرات للجسم…إلخ)
لا أبالغ فيما كتبت، فأكثر من فيديو يؤكد أنها أشياء ضرورية وأنها أشياء لا غنى عنها، ومحتويات أكثر من ذلك وكأننا سنذهب للهجرة خارج البلاد. ولا أعلم كيف يستمتع المرء وهو مضطرا لشراء أشياء بمئات الجنيهات فوق ما سيدفعه في المصيف نفسه؟..وكيف يستمتع وهو يحمل حقائب بها أشياء لن يستخدم نصفها مع الانشغال في المصيف؟
يحاط رب الأسرة الآن بضغوط كثيرة كل صيف وتزداد صعوبة تحقيق هدف بسيط كالاستمتاع بالبحر الذي خلقه ربنا، من غلاء الشواطىء الجيدة إلى غلاء السفر إلى أي محافظة ساحلية، ومن ضغط مواقع التواصل الاجتماعي التي تحدف علينا مثيرات طوال الوقت تضغطنا وتشتت أفكارنا، والبعض مع الأسف ينجرف خلفها بلا عقل.
أصبح الحل الوحيد محاولة التأقلم بالأشياء التي استمتعنا بها زمان في صغرنا قدر الاستطاعة، والبعد عن الشهور التي تزدحم فيها الشواطىء العامة، وتحديد في ورقة مكتوبة أهم الأشياء التي نحتاج إليها بالفعل عند الذهاب إلى الشاطىء وكل صيف وانتم طيبين.
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال