همتك نعدل الكفة
609   مشاهدة  

عتاب العوالم .. رسالة من ببا عز الدين إلى بديعة مصابني بعد اتهامها بخيانتها

ببا عز الدين
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



كان عام 1949 سنة الجفاف، والأيام السوداء، والأبواب المغلقة في وجه عميدة الرقص الشرقي، السيدة بديعة مصابني .. حيث فتحت مصلحة الضرائب النار على بديعة وأموالها ودخول مسرحها وفرقتها الفنية .. حتى اضطرت أن تحزم حقيبتها وتهرب خارج مصر بلا عودة .. تلك التي كانت تتمايل فتسقط الأموال من حولها بعدد قطرات عرقها .. وبما إن المصائب لا تأتي فُرادى، فقد دخلت بديعة في معركة حامية الوطيس مع تلميذتها ومنافستها المباشرة ببا عز الدين، بعد أن دخل الشك في قلب بديعة في أن ببا عز الدين كانت إحدى الأسباب في التفات مصلحة الضرائب لها .. “ببا” التي كانت التلميذة النجيبة في فرقة بديعة مصابني، وبعدها أمتلكت كازينو خاص بها ودخلت في منافسة مباشرة مع أستاذتها .. وعن تلك المعركة كشفت ببا عز الدين تفاصيل الأزمة في سطور لها نُشرت في بعض الصحف والمجلات في بداية الخمسينات قبل مصرع ببا عز الدين بسنة واحدة بعد انقلاب سيارتها أثناء عودتها من إحدى الحفلات بالإسكندرية .. وهذا نص رسالة ببا عز الدين إلى بديعة مصابني :

إعلان فرقة ببا عز الدين
إعلان فرقة ببا عز الدين

عزيزتي .. شاءت الظروف أن تختفي من مصر اختفاءً مفاجئًا أثار القيل والقال، ومهما كان الأمر فمن حقي أن أنتهز الفرصة وأؤكد لكِ أننا جميعًا افتقدناك وأحسسنا بفراغ بعدك .. وكلنا نرجو لك في جميع الأحوال الرشد والهدى اللذين يجب أن تبلغهما سيدة مثلك جاهدت طويلًا في سبيل فنها .. هذه عاطفة لابد من تسجيلها قبل أن أتسائل في عشم عن نصيبي نم تفكيرك .. وأنتِ تعلميت طبعًا أن بيننا – أنت وأنا – رابطة، ألا وهي مشكلة الضرائب المستحقة عليكِ نتيجة لاستغلالك كازينو أوبرا من سنة 1940 إلى سنة 1950، فقد رأت مصلحة الضرائب بحكم شرائي لكازينو أوبرا مطالبتي بدفع الضرائب التي طالبتك بها قبل مغادرتك لمصر، وأنتِ تعلمين ذلك حق العلم قبل مغادرتك للأراضي المصرية، وللمصلحة أن ترى ما تراه في حدود لوائحها وقوانينها، ولك بعد أن خرجت عن نطاق نفوذها حق النظر إلى هذه اللوائح والقوانين بالعين التي ترين بها ما يحلو لك.

 

ولكن أليس لي الحق في أن أقول لك من أعماق قلبي : (إيه ذنبي أنا)؟ . ماذا فعلت ضدك في أي مناسبة من المناسبات أو في أي يوم من الأيام حتى تحمليني مسئولية الضرائب التي تطالبك به المصلحة؟ .. وإذا مانت المصلحة قد تعسّفت أو بالغت في تقدير هذه الضرائب فهل لم يكن الأجدر بك أن تظلي في مصر لتدافعين عن حقوقك؟ .. مرة أخرى ماذا جنيت لكي أجرد من كل ما أملك في الدنيا؟ هل ذنبي لديك أني وفدت إلى مصر طفلة فوضعت مواهبي وفني في خدمتك حتى ساهمت بأكبر نصيب في بناء مجدك الفني؟! أم ذنبي أني تجردت من عمارة و (فيلا) كنت أملكهما في الإسكندرية لشراء هذا الكازينو الذي لا أزال مدينة ببعض ثمن لك؟!!

إن كان ذنبي أني خدمتك وضحيت بالكثير في سبيلك فقد صدق على قول الشاعر :

إذا محاسني اللاتي أدل بها
عُدت ذنوبًا فقل لي كيف أعتذر؟
وبعد فقد سمعت أنك بدلًا من التفكير في العودة إلى مصر للدفاع عن نفسك أمام القضاء المصري، قد نويتِ مواصلة الهجرة إلى أمريكا .. ولابد لي أن أصارحك بألمي منك وأسفي عليك، كما أبلغك أن الألسن هنا تلوك اسمك مع كل شئ كثير من الحرارة الوطنية التي لا ترحم من يضحي بوطن حنا عليه وأغناه .. ولا يفوتني ختام هذه الرسالة أن أذكرك بأن الحياة مهما فرقتنا فسوف نلتقي يومًا أمام العادل الديان الذي سيحاسبنا جميعًا ويجازي كلّا منّا على ما قدمته يداه.

إقرأ أيضا
رحاب عرفة

 

الكاتب

  • ببا عز الدين محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان