همتك نعدل الكفة
359   مشاهدة  

يا أستاذ محمود سعد تعيش وتعلمنا

محمود سعد
  • مترجمة وصحفية مصرية، عملت في أخبار النجوم وفي مجال ترجمة المقالات في عالم الكتاب ولها العديد من المقالات المترجمة، وعملت في دار الهلال ومجلة الكتاب الذهبي التابع لدار روزاليوسف. ولي كتاب مترجم صدر في معرض الكتاب 2021

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



يا أستاذ محمود سعد أنا واحدة من مريديك ومعجبيك وأتابعك منذ أيام “البيت بيتك“، وكان لك حضورك فأثرتني أنا وغيري، وأصبحت أتتبعك من قناة إلى قناة، برنامج وراء برنامج، حتى وصلنا إلى قناة اليوتيوب وتابعت مع الملايين “الونس” الذي تقدمه لنا وتسمح لنا أن نشاركك كتبك وأفلامك التي تحكي لنا عنها.

وكنت أستمع إلى حكيك عن أمك وعائلتها التي تربيت وسطهم، وعن والدك، ووجدت نقاط لقاء بيننا كثيرة، فأنا مثلك جدتي أسمها “ماما نينا” وأنا مثلك أمي وأبي منفصلان وتربيت مثلك في بيت جدتي وسط أخوالي وخالتي، وكان بيتنا في حي شعبي قريب من السيدة زينب التي تربيت أنت فيه، وكنت أسير في الشارع مثلك الكل يعرفني لأنني أبنة أخت أخوالي، والكل يعرف جدتي الحاجة خديجة، وكان زجاج البيت مدهون باللون الأزرق خوفًا من الغارة، وبعد انتهاء الحرب والغارات تم تغيير الزجاج ولكن ظل اللون الأزرق موجود على الخشب اكتشفته عندما خدشت الدهان الموجود بسن المسمار كي أكتب عليه أ، ب، وحكت لي جدتي عن سبب هذا اللون المخفي.

وسمعتك عندما حكيت عن والدتك ووالدك، وبكيت وأنت تحكي عن جرحك الغائر وتذكرت نفسي عندما أشاهد أب مع صغاره، وعندما يحكي أحد عن والده وماذا اكتسب منه وماذا تعلم منه، فأنا يا أستاذ محمود مثلك لا أشعر بالسعادة عندما أتذكر والدي، وأشعر بأن ظهري عارٍ.

كم كنت أتمنى أن أكون مثلك وأتحلى بالشجاعة، وأجلس مثلك أحكي قصتي وأحكي عن جرحي الغائر الذي أسير به مهما كبرت فهو موجود ولا ولن يزول.

وكنت أتمنى أن أحظى بلحظات مثل لحظات التطهر التي تقدمها أنت إلى روحك، لأساعد روحي على الشفاء من هذا الألم الدفين المخفي بداخلها.

وكأنك تعلمني وتعلم الملايين درس جديد في كيفية مواجهة المخاوف والحكي عنها، حتى عندما حاول البعض استغلال ما حكيت، كنت أستاذ ومعلم من جديد، فلم تتوارى أو تعتذر بل واجهت وبمنتهى القوة والشجاعة أعلنت أنك مُصر على كل كلمة قلتها وأنك كنت تقصد كل ما حكيت حتى توصّل رسالة لكل أب ترك صغاره وتخلى عن مسؤوليته نحوهم، وتكشف له ماذا سيحدث لهؤلاء الصغار، وكيف أنهم مهما كبروا لن ينسوا، ولن يترحموا عليه.

أتمنى أن يأتي ذلك اليوم الذي أشعر فيه بالتحرر من كل القيود والغيوم التي تملأ روحي، وأن أتخفف من أحمال الماضي، وأن أحول طاقة الألم لواحة محبة وخير مثلك، وأن أضع جرحي في متحف وأشاهده من خلف جدار زجاجي وأقف أشرح لزوار متحفي تفاصيل ذلك الجرح الدفين الذي تحول إلى كنز ثمين، وحديقة أزهرت زهور، ذلك اليوم الذي تحول فيه جرحي إلى طبيب يداوي الجروح.

إقرأ أيضا
دراما رمضان في التسعينات

شكرا يا أستاذ محمود سعد تعيش تعلمنا.

الكاتب

  • محمود سعد إيمان أبو أحمد

    مترجمة وصحفية مصرية، عملت في أخبار النجوم وفي مجال ترجمة المقالات في عالم الكتاب ولها العديد من المقالات المترجمة، وعملت في دار الهلال ومجلة الكتاب الذهبي التابع لدار روزاليوسف. ولي كتاب مترجم صدر في معرض الكتاب 2021

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
1
واااو
2


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان