همتك نعدل الكفة
370   مشاهدة  

المطرب النقاش .. كيف تقتل المظلومية مستقبل الموهبة؟

المطرب النقاش
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



مسك فرشاته .. وجلس القرفصاء .. يرتدي ملابس العمل في النقاشة التي بالكاد تميزها نت بين طرطشة الدهانات .. وفي لحظة تجلّي سبقها – بالتأكيد –  (توتّ) الشاي والخرطوشة .. قرر النقاش أحمد سالم أن يخلع جلده ويظهر وجهه الحقيقي الذي أخفته الظروف عن الكاميرات والميكروفونات والصحف ومحطات التليفزيون والإذاعة والحفلات والأفراح .. وأطلق العنان لحنجرته وغنّى “بكرة يا حبيبي”، وهي رائعة من روائع وردة الجزائرية ، ومن كلمات عبد الرحيم منصور، وألحان كمال الطويل .. ولعب المطرب النقّاش أحمد سالم بألوان الغناء تباعًا .. تارة يغني ليطربك، وتارة يغني ليشجيك ويحزنك، وأخرى يغني ليعرض صوتة وموهبته ويفرد عضلاته أمام الكاميرا لعل القدر يبرز الجوهرة التي طالما حَفَر لها في الطين القاسي .. وكأن القدر قد ملّ من الطرق على بابه .. وفتح تحيةً للذين لم يجزعوا وخاضوا الحياة ببراءة الأطفال وطموح الملائكة كما قال عمنا نجيب محفوظ .

 

نجح المطرب النقاش أحمد سالم في أن يصبح حدث مصر في يوم وليلة .. الصحف الإخبارية والكاميرات وجميع مواقع التواصل الاجتماعي ومحطات التليفزيون والإذاعة .. لا حديث إلا عن المطرب المعجزة .. دعمًا كبيرًا جاء في الطريق عبر الفنان رامي جمال الذي قرر العمل مع الطرب المغمور الذي يعمل نقاشًا ويلعب بصوته كأكبرمطربي الشرق الأوسط .. لا حديث إلا عن الفنان صاحب الحظ التعس .. الرجل الذي استبدل الحظ الميكروفون من يده بفرشاة دهان وسكينة معجون .. وانهالت لايفات الصحف والفيديوجراف على سيرة المطرب النقاش وصورته .. وانتشرت منشورات المقارنة بينه وبين مطربين المهرجانات الذين يكسبون الملايين من اليوتيوب والحفلات الغنائية .. وهكذا دواليك حتى أعتلى المطرب عرش الترافيك .

 

هذه الفقرة تحديدًا نعتبرها همسة في أذن المطرب النقاش كي يتضح له ما يحدث من حوله .. فالتريند قماشة واسعة تعتبر سوقًا للكثيرين من مستهدفي الربح المادي على قنوات اليوتيوب وبعض من لايفات الصحف .. والتريند في حقيقته لكونك واحد ممن لم يسعفهم الحظ لركب قطار النجومية أكثر منه سعادةً باكتشاف صوت جديد واعد وعظيم .. وصناعة الترافيك تعتمد في المقام الأول على الإثارة أو اللطميات .. وأصحاب تريند “المطرب النقاش” من أولوياتهم أن يظل “نقاشًا” كي تظل حالة المظلومية هي المحرك الأول للتريند ويُستهلك ويستنزف الصوت العظيم في اللايفات ومحاولة خلق تريند فرعي بعد التريند الكبير، وهكذا حتى تضيع سيرته كتسالي اللب والسوداني ثم البحث عن تريند جديد .. للمظلومية لذة كبيرة أيها المطرب الواعد إحذر أن تغرق فيها حتى أذنيك فلن تخرج منها إلا وأنت كومة من العظام لا شكل ولا صوت، لذلك لابد أن تعتبر هذه الضجة مجرد خطوة صغيرة نزلت لك من السماء كي تبدأ طريق النجومية ودراسة الموسيقى من الصفر وتعمل على مشروعك وتبحث عن طريقك بنفسك ولا تعتمد كثيرًا على تلك الحالة التي هي حولك الآن، فتاريخ صلاحيتها بالضبط ينتهي بعد ثلاثة أو أربع أيام .. لا تلقي نفسك بين أحضان من يقارنوك بأي مطرب سعفه الحظ ونال من الشهرة نصيب .. وشق طريقك في صمت ومثابرة دون الالتفات لمن يحاولون وضعك في صورة الأرملة التي مات زوجها تاركًا لها أربعة من الأبناء .. عِش الحالة ولا تعتمد على استمرايتها أيها الصوت الذي ولد عظيمًا .

إقرأ أيضا
بركياروق والحشاشين

الكاتب

  • المطرب النقاش محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان