همتك نعدل الكفة
617   مشاهدة  

إقبال مسيح الطفل الذي قتل بسبب حربه ضد عمالة الأطفال

عمالة الأطفال
  • ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



إقبال مسيح بطل حارب ضد عمالة الأطفال لا يتحدث عنه عدد كافٍ من الناس. على الأرجح لأنه لا يعرف الكثير من الناس عن إنجازاته وتضحياته المقدمة للآخرين. ولد إقبال عام 1983 في عائلة فقيرة في لاهور في باكستان، حيث كانت الحياة صعبة للغاية على المواطن العادي. حيث عاش معظم الناس تحت خط الفقر في بلد تأثر بالأحداث التاريخية الأخيرة.

كانت العائلات فقيرة ويائسة لدرجة أنها كانت ترهن أطفالها في المصانع. تعين على الأطفال العمل في أعمال شاقة حتى يتمكن آباؤهم من العودة بمبلغ المال الذي حصلوا عليه عند رهن الأطفال كما لو كانوا أشياء وليسوا أرواحًا.

أجبر على العمل من سن الرابعة

مر إقبال بنفس الحياة الغادرة. في سن الرابعة، أعطاه والديه لشخص يمتلك مصنعًا للسجاد من أجل اقتراض 600 روبية (العملة المستخدمة في باكستان). أُجبر إقبال على العمل حتى عاد والديه بالمال لإعادته. هذا هو نوع العبودية الحديثة التي لا تزال تحدث في العديد من الدول وأسوأ شيء هو أن الأطفال الأبرياء عالقون في المنتصف.

إقبال لم يكن حالة فريدة، بل هناك آلاف الأطفال الذين حُكم عليهم بنفس المصير. محبوسون في سلاسل من أجل عدم الهروب ويجبرون على العمل أكثر من 12 ساعة في اليوم وسبعة أيام في الأسبوع. كلما استغرق والدا إقبال وقتًا أطول للعودة بالمال، زادت الفائدة.

عمل الصبي لمدة خمس سنوات حتى تمكن والديه من جمع الأموال المستحقة لصاحب المصنع، ولكن مع الفائدة، ارتفع الدين إلى 200 دولار وهو ما كان يعتبر ثروة في باكستان في الثمانينيات. كان إقبال عالقًا في المصنع تمامًا مثل مصير العديد من الأطفال الآخرين الذين عملوا طوال طفولتهم في سلاسل.

لم تكن ظروف المعيشة والعمل في هذه المصانع إنسانية على الإطلاق. كان الأطفال المستعبدون بالكاد يحصلون على ما يكفي من الطعام والماء للبقاء في حالة جيدة. إذا كان الطفل مريضًا أو غير قادر على العمل، فسوف يتعرض للضرب المبرح. ذكر إقبال أيضًا أنه إذا لم يرغب الطفل في العمل، حبس في خزانة صغيرة ليوم كامل.

واصل إقبال، وكذلك الأطفال الآخرون، العمل حتى عندما جعلت حكومة باكستان عمل الأطفال غير قانوني في عام 1986. كان الفساد داخل باكستان في أعلى مستوياته على الإطلاق ولم يمكن لأحد أن يفعل أي شيء لمصير هؤلاء الأطفال، ولا يبدو أن الكثير من الناس اهتموا في الأساس.

الهروب العظيم

في سن 10، سئم إقبال الحياة التي كان يعيشها. بدأ الصبي في التخطيط للهروب، ليس فقط لنفسه ولكن لكل طفل داخل هذا المصنع. عرف الصبي أنه إذا فشل الهروب، فستكون حياته في خطر. خلال يوم عمل، تمكن إقبال وعدد قليل من الأطفال الآخرين من الفرار إلى أقرب مركز شرطة، لكن رجال الشرطة كانوا فاسدين لدرجة أنهم بدلاً من مساعدة الأطفال، أعادوا الأطفال إلى المصنع وحصلوا على مكافأة من مالك المصنع. بسبب الهروب، عوقب الأطفال بشدة بالضرب والتجويع. بالنسبة لهؤلاء الأطفال، كانت الحياة جحيمًا حيًا بدون ضوء في نهاية النفق.

في سن 12، بدأ إقبال يفكر في طريقة أخرى للهروب من تلك الحياة القاسية. هذه المرة أجرى بعض الأبحاث وبدلًا من الذهاب إلى مركز للشرطة، ذهب إلى منظمة غير حكومية محلية كانت تحارب استعباد الأطفال وعمالة الأطفال تسمى جبهة تحرير العمل الاستعبادي. حصلت المنظمة غير الحكومية على جميع الأوراق اللازمة لتحرير جميع الأطفال العاملين في المصنع. لولا جهد إقبال وتضحيته لما تم تحرير هؤلاء الأطفال.

هدف في الحياة

منذ تحريره، كان لديه رغبة واحدة فقط وهي تحرير جميع الأطفال الآخرين الذين أجبروا على العمل داخل باكستان. بمساعدة المنظمة غير الحكومية، تمكن الصبي من إدخال قصته إلى المسرح العالمي، حتى أنه حصل على دعم الأمم المتحدة. بدأ إقبال العمل مع العديد من المنظمات غير الحكومية في جميع أنحاء العالم وحتى تعليم الأطفال الأكبر منه على عبودية الأطفال والحياة داخل باكستان.

أصبح إقبال معروفًا لدرجة أنه تمت دعوته لإجراء محادثات في الولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى في عام 1994. قادته قصته وإنجازاته إلى الفوز بجائزة ريبوك لحقوق الإنسان في نفس العام. أراد إقبال أن يروي قصة حياته للعالم بأسره حتى لا يتحمل أي طفل آخر ما مر به.

إقرأ أيضا
أمركة السينما

قتل في سن 12

كلما زاد الاهتمام بإقبال، زاد إغلاق المصانع في باكستان من أجل وضع حد لعمالة الأطفال واستعبادهم. هذا جعل إقبال هدفًا لجميع أصحاب المصانع داخل باكستان حيث كان معظمهم يستخدمون عمالة الأطفال. في 16 أبريل 1995، عاد إقبال إلى باكستان لرؤية عائلته. في نفس اليوم أصيب برصاصة في رأسه في موريدكي، باكستان.

كان قاتله محمد أشرف، صاحب مصنع في باكستان فقد معظم عماله بسبب حملة إقبال. خلال حملته، تمكن إقبال من إنقاذ أكثر من 3000 طفل كانوا في نفس الظروف التي كان عليها قبل عام.

منذ وفاته، لا تزال المعركة ضد عمالة الأطفال مستمرة، ليس فقط داخل باكستان ولكن في جميع أنحاء العالم. في عام 2014، أهدا كايلاش ساتيارث الحائز على جائزة نوبل جائزته لإقبال على كل ما حققه في حياته القصيرة.

الكاتب

  • عمالة الأطفال ريم الشاذلي

    ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
1
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان