يوهان جوتنبرج .. رائد الطباعة الذي أنقذه حبه للطبع من الديون
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
أخذ اسم يوهان جوتنبرج شهرة بأنه أبو الطباعة، ولكن ذلك ليس صحيحًا إذ أنه في الواقع لم يخترع فن الطباعة، وكان كل الذي صنعه أنه اخترع عملية لطباعة بوساطة الحروف المتحركة، وكانت الطباعة في الواقع معروفة قبل عصر جوتنبرج بقرون كثيرة.
اقرأ أيضًا
الروبوتات وتاريخ استخدامها الذي يرجع إلى اليونانيين القدماء
أولى صور شكل الطباعة تتلخص في رسم الصورة المطلوبة على الخشبة ثم ينتزع منه الأجزاء المطلوبة بحيث تصبح في النهاية معالم الصورة بارزة، وبعد ذلك كان السطح يطلى بحبر سائل ويوضع عليه ورق ميتل ثم يجري حك ظهر الورق باليد أو بمقصلة فينتقل الحبر من الرسم البارز إلى الورق.
سيرة يوهان جوتنبرج
هناك الكثير من التفاصيل عن حياة وسيرة يوهان جوتنبرج لا يعرفها أحد، ومما يضاعف من هذا النقص في المعلومات، تقصير المخترع في تأريخ حياته وأعماله.
ولد يوهان جوتنبرج في مدينة ماينز بألمانيا الغربية سنة 1396 م، وفى بدء حياته نشبت ثورة في ماينز، مما اضطر أسرته إلى الرحيل إلى ستراسبورج، ومع حلول عام 1438 م كون مع ثلاثة رجال آخرين شركة لاستغلال الأفكار الجديدة، وفي مقابل الدعم المادي الذي قدمه الشركاء كان على جوتنبرج أن يرشدهم فيما يتعلق بالفنون الجديدة.
حكاية شركة جوتنبرج وأزماتها القضائية
بعد تأسيس الشركة توفي أحد الشركاء وهو أندرياس درينسين واتخذ ورثة الشريك المتوفى إجراء قضائيًا ضد جوتنبرج في محاولة لإجباره على رد بعض الأموال المستثمرة، أو قبولهم شركاء مكان مورثهم ومع ذلك فقد صدر قرار المحكمة في صالح جوتنبرج.
دأب أحد الشهود على ذكر كلمة Drucken وهي كلمة ألمانية معناها يطبع، في تسجيلات محاضر المحكمة وهو ما يقود إلى الافتراض السائد بأن فن الطباعة كان هو هدف الشركة، وهناك بقايا قصيدة شعرية ونتيجة فلكية محفوظة يعتقد أنها قد طبعت في تلك الفترة، وطبقًا لآراء علماء الفلك كانت النتيجة المشار إليها عن عام 1448 م فإذا صح ذلك، فإنه قد يعني أن الطباعة «بالحروف المتحركة» قد اخترعت عام 1447 م أو قبل ذلك.
في تلك الأثناء اقترض جوتنبرج مبالغ كبيرة من الأموال، وبالذات من محام في مدينة ماينز يدعى يوهان فوست، وكان الغرض من هذه القروض تمكينه من طباعة الكتاب المقدس وفي بداية الأمر كان جوتنبرج يعاني من مشاكل مالية، وبعد أن طبع عشر صفحات حاول تخفيض تكلفة الورق عن طريق استخدام حروف لطباعة ٤٢ سطرًا في الصفحة بدلا من أربعين.
وفي عام 1455 م وقبل الانتهاء من هذا العمل طالب فوست بالوفاء بالقروض وكان غرضه وضع يده على المطبعة وطبعات الإنجيل التي كانت قد قاربت الانتهاء، وإذا صح ذلك يكون قد بلغ مرامه، إذ أن فوست قد تمكن بمساعدة أحد مساعدی جوتنبرج، ويدعي پيتر شويفر، من إقامة مطبعة خاصة به، حيث أنهى طباعة الكتاب المقدس وبيعه.
هناك اعتقاد بأن جوتنبرج تمكن من إنقاذ بعض ممتلكاته من الدعوى القضائية، وبدأ من جديد بطباعة إنجيل تتكون كل صفحة من صفحاته من 36 سطرًا مطبوعًا، ويظهر أنه ترك الطباعة بعد 1460 م، ثم حصل على معاش في عام 1465 من أدولف أسقف ماينز وفي عام 1468 وافته المنية.
المراجع
- أول كتاب حقيقي يُطبع باستخدام تقنية الطباعة التي اخترعها جوتنبرج – الموقع الالكتروني
- تاريخ فن الطباعة: من اختراعه إلى تطوره – لـ هنري نويل همفريز
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال