الجواز ولا العزوبية.. سؤال أبدي يؤرق الرجل منذ بدء الخليقة

لماذا يهرب الرجال من الزواج؟ سؤال يشغل بال النساء في كل وقت وفي أي مكان، بل انه يتفوق على السؤال الوجودي الأخر ماذا تريد النساء؟ الرجال منذ البداية وهم يهربون دائما وابدا من فكرة الإرتباط بأنثي في حين انهم في الوقت نفسه يقعون في الحب بنفس السهولة التي تقع بها التفاحة من فوق شجرتها بعد إتمام النضج، وما بين الرغبة في الأنثى والخوف منها تمزق الرجل تماما.

السبب الأول في جعل العزوبية حلم كل شاب، هو التحرر من المسئولية، نحن معشر الرجال نري ان المسئولية عبء ثقيل للغاية حتى اننا ننظر لذلك الرجل الذي يدعي أن يحب تحمل المسئولية فهو اما مختل عقليا أو مدعي، والفرق بين حب تحمل المسئولية وتحمل المسئولية نفسها كبير للغاية، مثل ان يوضع الراجل في موقف تحمل المسئولية فيستطيع حملها هذا يدعى تحمل للمسئولية ولكن ان يسعى الرجل بكامل إرادته ويطلب من الاخرين ان يلقون مسئولياتهم على عاتقة فهذا يعني حب تحمل المسئولية وهذا لا يحدث في الاساس ” لما نبقى نشيل المسئولية اللي عندنا الاول نبقى نلم مسئوليات الناس”.

القيود هي السبب الثاني لأن الرجال أغلبهم لا يحب فكرة الزواج، في العزوبية انت حر، حر بكل ما تحمله الكلمة من معاني فلا احد ينتظرك في المنزل ويريد منك ان تأتي حاملا الفينو والزبادي والجبنة، او ينتظرك حتى يلقى على مسامعك كل ما حصل في اليوم أو يشتكي او حتى يحتاج إلى لحظات تعاطف أو تفهم، فقط انت تدخل من باب الشقة إلى الالصالة لتتنهد وتحدق في الفراغ الكوني وتبدا بالإستمتاع بليلتك.

لن يتصل بك احدهم وانت على القهوة ليقولك تعالي حالا لتذهب لتجد المجاري طافحة او الواد سخن أو هي تعاني من اكتئاب ما قبل الدورة الشهرية أو اكتئاب الدورة نفيها وانت الذي لم تعرف في حياتك أى دورة إلا ثلاث دورات الدورة الدموية ودورة الحياة والدورة الاولمبية، فما بالك والان معك شخص يعاني شهريا بسببها وعليك ان تحضر دكتوراه في العلوم الإنسانية لفهم طريقة التعامل مع هذا الكائن.

والأهم انك لن تدخل في متاهة العفش من دمياط والشبكة من الصاغة والفوط من المحلة والتنجيد من الأزهر والفرح في نادي التجديف وكمية مبالغ فيها من الطلبات ستجعلت تعرف الفرق بين البوصة والستني وبين اللاكيه والبلاستك والجير وتدرس اسس المعمار والبناء وتعرف اماكن تجمع الصنيعية وتعرف كل صغيرة وكبيرة في اي جهاز ألكتروني في السوق تمهيدا لشراءه، إضافة لتوفير الكثير من الدباديب والهدايا خلال كل المواسم وسنيتن من الطبطبة سواء منك او عليك في فترة غير مفهومة أسمها الخطوبة.

إقرأ أيضا

ضفدع وصديق أزرق ..هل تعشق الستات النكد؟

كل تلك المزيا هي نفسها عيوب العزوبية فدخولك للبيت الفارغ بلا زوجة ولا طفل بلا احد يهتم بك او تهتم به هو امر ملعون، امر سيء يجعلك تجلس ليلك تنظر للفراغ وتسألك نفسك سؤال وجودي أخر ” لما أكبر مين ها ياخد باله مني؟ لما أعيا مين ها يراعيني؟” ولكنك تنفض السؤال عن عقلك في ثانية حينما تتذكر انك لن تسافر إلى دمياط لشراء العفش او تسير ومعك عينات من الأقمشة المختلفة، ولكن في النهاية أو كما قال عبد الملك زرزور ” الإنسان ضعيف” ونحن نحب النساء مهما حاولنا الهرب، لنجد نفسنا في النهاية ساقطون في فخ الكوشة لنندم في كل لحظة على هذا القرار قبل ان ننظور لأبناءنا ولتلك الواقفة في المطبخ تقوم بطبخ الملوخية بالطشة التي تحبها. لتتذكر ايام العزوبية وتقول “هيييييييه أيام”.