فلاكا .. مخدر يحول متعاطيه إلى زومبي
-
خالد سعد
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
انتشر مؤخرا علي مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو لأحد المراهقين الأمريكيين، وهو يترنح كالزومبي، حيث قام المتعاطي: أوستين هاروف – 19 سنة، بقتل زوج وزوجته في فلوريدا، وعض وجه الزوج ببشاعة، وبعد القبض عليه، تبين أنه تعاطي هذه المادة شديدة الخطورة وشديدة السمية، وهذا الأسبوع، انتشر فيديو مشابه على فيسبوك لشاب نيجيري قام بعض طفل في شوارع “القاهرة الجديدة” حيث تبين أنه مدمن علي نفس تلك المادة…
الفلاكا هي مخدر مخلق داخل معمل كيميائي، لا جذور نباتية له كالحشيش والهيروين، يعرف علميا باسم “ألفا-بايروليدينوفاليروفينون” أو اختصارا ب A-PVP، ظهرت في ستينيات القرن الماضي، تأتي على شكل بلورات كريستالية، حيث يمكنك استنشاقها، حقنها، أو تدخينها، أو حتى تعاطيها عن طريق الفم.
ما مدى قوة الـ “فلاكا”؟
يعتقد العلماء، أن تعاطي الفلاكا يحاكي تأثير “الكوكايين” وال”ميث” لكن من دون أسعارهما الباهظة، الأمر الذي يفسر إقبال الشباب الكبير عليه، خصوصا طلبة الجامعة، قدر العلماء بأنه أخطر 10 مرات من تأثير الكوكاكيين، وتأثيره يدوم لوقت أطول، من الممكن أن يدوم حتى لأسبوع!
بمجرد تعاطي الفلاكا، ترتفع حرارة جسم الإنسان إلى 40 درجة، إن لم يكن أعلى، مما قد يؤدي لدمار خلايا المخ الكلية، أو حتى الموت الفوري، كما أنه يتسبب في ارتفاع ضغط الدم بشدة، مما قد يؤدي لأزمات قلبية، أو جلطات مميتة، طبقا لدراسات قام بها أطباء في مؤسسة “مايو كلينيك” الطبية.
بماذا يشعر متعاطو الفلاكا؟
في البداية، يشعر المتعاطي بالنشوة، وبأنه قادر على التواصل مع كل البشر، أحيانا تزداد عنده الرغبة الجنسية بمعدل يفوق الطبيعي، لكن سرعان ما تزول النشوة، ويظهر الجانب القبيح من المخدر، هلوسات، وإحساس بالاضطهاد والبارانويا، نوبات هلعية شديدة، باختصار: الفلاكا تضخم نزعاتك الحيوانية وتخفي تماما الجانب الإنساني، وهو ما يفسر ما قام به المتعاطي النيجيري من “عض” لطفل صغير، أو مص دماءه، أو ما فعله المتعاطي الأمريكي، حيث قتل الرجل وانهال بالعض على وجهه!
التحدي الأكبر الذي يواجه المجتمع العالمي الآن هو انتشار الفلاكا، لدرجة أنه من الممكن أن تبتاعها “أونلاين” والأسعار تتراوح ما بين 3-5 دولار للجرعة الواحدة، في حين أن جرعة الكوكايين الواحدة تكلف المتعاطي 60 دولار، كما أنه يسود اعتقاد شائع ما بين طلبة الجامعة “وهم الفئة الأكبر المستخدمة له” بأنه ليس سيء كالكوكايين، ويمكنك التوقف عن أخذه في أي لحظة..!
ما ساهم في انتشاره أيضا هو أنه حتي عام 2014، كان يعتبر قانونيا، حتى قامت هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية بتجريمه، كما قامت بعض الدول العربية كالمملكة العربية السعودية بسن تشريع يجرم تهريبه وتعاطيه ومعاقبة المجرم بعقوبات تصل للإعدام.
المصدر الرئيسي الآن للفلاكا هو: الصين، فنرجو من أصحاب الضمائر الحية، تشديد الرقابة على البضائع والطرود القادمة من الصين، والانتباه لهذا الخطر العالمي، أتمنى أن تضع هذه المقالة حدا للأساطير الغريبة المنتشرة حول الفلاكا، وأن تدق ناقوس خطر في مجتمعنا المصري، فمصر ليست بحاجة للمزيد من الزومبي فاقدي الوعي والإحساس، يكفينا ما فينا..!
الكاتب
-
خالد سعد
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال