همتك نعدل الكفة
385   مشاهدة  

الحمير في مصر .. حكيم سابقا ومهاجر حاليا ومأكول أحيانا

الحمير في مصر


الحمير في مصر تعاني سوء المعاملة والشقاء منذ زمن بعيد؛ فقليل الذكاء في أيامنا هذه يُنعت بـ “حمار”، وعلى جدران معبدها بالدير البحري ظهرت حتشبسوت كملكة بدينة على غير عادتها ويبدو حجم الحمار صغير جدًا بالمقارنة بها لتظهر معانته في نقل البشر على ظهره، تمر أعوام كثيرة ويؤسس زكي طليمات جمعية الحمير المصرية ساخرًا من قرار غلق المعهد الفنون المسرحية.

تمر الأيام ويظل صديق الحقل والفلاح “الحمار” يُعذب ويُركل رغم أهمية الأدوار التي يقوم بها، حتى يأتينا توفيق الحكيم ويعلن أن ثمة صداقة  طويلة جمعت بينه وبين حماره، اختلفت صوره وبقيت روحه وحكمته واحدة.

الحمير في مصر

“الحمار له في حياتي شأن، إنه كائن مقدس كما كان الجعران عند المصريين القدماء، عرفته منذ صغري جحش جميل اشتراه أهلي بثلاثين قرشًا ، وضعوا على ظهره برذعة حمراء جميلة وجعلوه لنزهتي … كنا خير رفيقين لا نفترق إلا للنوم … كنا في نفس السن تقريبًا .. وعندما ولت أيام الطفولة وذهبت إلى مدرسة الحضر، وبدأت أيام الشقاء”.

كان الطفل الصغير صاحب هذه الكلمات هو الكاتب والمفكر الراحل توفيق الحكيم، أما الحمار فمن قرأ أعمال الحكيم بالطبع سيعرفه، هو الحمار الذي ظهر على أسطر أكثر من عمل أدبي له “حمار الحكيم، حماري قال لي”، يتحدث معه ويناقشه، بل يرفض أفكار البشر أحيانًا ويسخر منهم ومن سوء خلقهم.

كان الطفل أول ما يزور قريته في إجازة الصيف يهرول إلى صديق الطفولة، فيجده منهكًا، تحولت برذعته الحمراء الجميلة إلى أشولة يحمل فيها السماد والأتربة لنقلها، اتسخ جسده وأخذوا يضربونه بقسوة أحيانًا “حا يا حمار حا” دمعت عيناه وبكى الولد والشاب والكهل الحكيم على حاله، بكى عليه في معظم مراحل شبابه.

حاول الولد، مرات، أن يخفف عنه هذ العمل الشاق، لكن لم يهتم أحد بحمارٍ وكلام الطفل العاطفي، منذ تلك اللحظة أو ربما قبلها بسنين غير معلومة وحتى يومنا هذا، ظلت الحمير في مصر يتحمل المشقة، يعمل من دون أن يشكو، ربما تظهر شكوته في دمعة محبوسة بين جفون عينيه اللامعتين غالبًا، أو نهيق يشبه البكاء أيضًا.

حمار الأهرام المحظوظ سيء الحظ

في أكتوبر2017، تنتشر صورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعدد من المواقع الإلكترونية لحمار هزيل  بائس تقترب من وجهه امرأة وكأنها تتحدث إليه، كانت المرأة سويسرية الجنسية تدلل الحمار وكأنه طفل صغير يحتاج العناية.

هذا المشهد سبق مشهد آخر، مشهد اعتاده الحمير في مصر ؛ إذا كان صاحب هذا الحمار يوسعه ضربًا مبرحًا أمام مجموعة من السياح في منطقة سقارة بالجيزة، تدخلت السيدة ” استر فوغت” سريعًا، وطلبت من الرجل التوقف عن هذا الفعل العنيف ضد الحمار، وأبلغت الشرطة عارضة 300 يورو على صاحبه لتحريره من هذا العذاب.

الحمير في مصر

الحمار الذي منحته منقذته فرصة أفضل في الحياة،  والذي عرفته الصحف في البداية بـ “حمار سقارة ” يُعرف الآن بالمحظوظ “سيرافينا” كما أطلقت السيدة عليه، حسب موقع “swissinfo”.

الحمير ف

حمار المطار 2015

وفي أبريل 2015 شهد مطار القاهرة الدولي واقعة شهيرة اقترنت بحمارٍ تسلل إلى أرض المطار، كان عمال النظافة يحاولون السيطرة عليه، بينما كان يحاول هو الفرار، اشتعلت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، أخذ جميعهم يسخرون مما وصفوه بالتسيب الأمني: “الحمار كان يريد أن يهاجر أين حقائبه، الحمار كان مفخخًا، الحمار كان ينتظر صديقته في المطار”.

إقرأ أيضا
بيلبورد عربية

حسب بيان لشركة ميناء القاهرة الجوي، الحمار دخل إلى منطقة الجراجات خارج مبني الركاب قادمًا من شارع العروبة عن طريق ثغرة أمنية، من يصفونه بالغباء دائمًا استغل ثغرة أمنية غابت عن الجميع، بالطبع لم يرغب الحمار في الهجرة كما وصفوه أصحاب الظل الخفيف، لكنه ربما كا يلقنهم هو درس لم ينسوه، قامت إدارة المطارات بتركيب عدد من كاميرات المراقبة على أكثر من مدخل للمطار.

YouTube player

إنهم يأكلون الحمير

الكارثة أن الحمير في مصر لم تعد مهانة، تُضرب بعنف وتوصف بالغباء والحمق، بل أصبحت حياتها مهددة بالخطر أيضًا في 2017، إذ أصبحت واحدة من اللحوم التي نأكلها من دون أن ندري، بل يستخدمها البعض في العلف أيضًا، نعم هناك من يستخدمها كعلف للأسماك والحيوانات.

خلال رحلة قصيرة على محرك البحث جوجل، ستجد قوات الأمن تضبط رجلًا يفرم لحم الحمير ليستخدمه علفًا للأسماك حسب جريدة الأهرام، بينما تجد قوة أخرى تغلق مطعمًا بتهمة طهي لحوم الحمير، ونجد مئات الرؤوس –رؤوس الحمير نقصد- ملقاة في الصحراء بعد ذبحها، ولا نعلم من ذابحها ولا آكلها أيضًا.

 

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان