تونيكا وإياك ويانا.. اللهجات الأمريكية المنقرضة
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
اللغات لا تدوم للأبد، حقيقة ثابتة وواقعية، فهناك المئات من اللغات التي اندثر، باختفاء آخر الأشخاص الذين يتحدثون بها، وهناك لغات تحوي بداخلها عدد من اللهجات المختلفة، اختفت هي الأخرى، بالضبط مثلما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية، التي كان بها عشرات اللهجات القديمة، التي تخص قبائل الأمريكيين الأصليين، بعضها انتهى تمامًا مع توقف التحدث بها نهائيًا، وبعدها في مرحلة ثبات قليلًا، نظرًا لقلة وندرة من يتحدثون بها.
لغة إياك
في يناير 2008م، ماتت ماري سميث جونز من آلاسكا، والتي يعتقد أنها آخر من يتحدث بلهجة الإياك بطلاقة، عن عمر يناهز 89 عامًا، وقد حاولت جونز طوال حياتها، المساعدة في الحفاظ على لغة الإياك عن طريق المساعدة في وضع قاموس وتجميع القواعد النحوية للغة، كما ألقت خطابين في الأمم المتحدة حول أهمية الحفاظ على لغات السكان الأصليين، ولكن لسوء الحظ، لم تلفت اللغة انتباه الناس، ولا حتى أطفالها التسعة تعلموا إياك، لأنه عندما كانوا صغارًا، لم يكن مسموحًا التحدث بأي شيء سوى اللغة الإنجليزية، واليوم، لا يوجد أحد يتحدث إياك بطلاقة، ولكن هناك عمل لتغيير ذلك، حيث تم تأسيس مشروع عبر الإنترنت يسمى مكان التعلم الإلكتروني، ويهدف إلى مساعدة أحفاد إياك أينما كانوا على إيجاد طرق لاستخدام لغة وثقافة إياك بطريقة جدية.
لغة يانا
تتكون لغة يانا من عدة لهجات يتحدث بها شعب يانا في شمال وسط كاليفورنيا، والذين نقص عددهم بسبب المرض والمذابح التي نتجت عن تدفق المستوطنين الباحثين عن الكنوز والذهب، وقد توفي آخر المتحدثين بلهجة يانا عام حوالي عام 1940م، وتم سرد قصته لاحقًا في العديد من الكتب والأفلام، حيث أنه بعد وفاته، تم حرق رفاته ودفنها، ولكن تم إزالة دماغه أثناء تشريح جثته، وإرساله إلى مؤسسة سميثسونيان، وظل هناك حتى عام 2000م، بعد إقرار تشريع مثل قانون المتحف الوطني للهنود الأمريكيين لعام 1989م، ومقابر الأمريكيين الأصليين قانون الحماية والإعادة إلى الوطن لعام 1990م، تمت إعادة دماغه ورماده إلى القبائل التي تم تحديدها على أنها أقرب أقربائه الأحياء.
لغة تونيكا
يمكن العثور على لغة تونيكا في لويزيانا حتى الأربعينيات من القرن الماضي، كان هناك رجل يُدعى سيسوستري يوشيجانت من قبيلة تونيكا، وهو يُعتبر آخر متحدث أصلي للغة تونيكا، لكنه لم يكن على دراية كاملة باللغة، حيث أنه بعد وفاة والدته، كان يتحدث الفرنسية والإنجليزية عادةً، عمل يوشيجانت مع عالمة اللغات “ماري هاس”، لمحاولة تدوين كل ما يتذكره، وكان يوشيجانت يتمكن من ترجمة ما يسمعه بلهجة تونيكا، ولكنه لم يتمكن من تكوين عبارات جديدة عن من تلقاء نفسه، وقد قامت هاس بتسجيل صوته وهو يتحدث اللغة، لكن الجودة رديئة للغاية بحيث لا يمكن فهم إلا القليل، وفي عام 2010م، تواصلت بريندا لينتينجر عضوة مجلس في قبيلة تونيكا بيلوكسي، بماري هاس للمساعدة في فهم توثيق هاس للغة تونيكا، وأدى ذلك التعاون في النهاية إلى مشروع “لغة تونيكا”، بالإضافة إلى كتابة كتب للأطفال بلغة تونيكا.
المصدر
(1)
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال