همتك نعدل الكفة
678   مشاهدة  

“مش حوار ” : دكتور مدحت العدل .. رجل أدمن عشقه حتى الولاء

مدحت العدل
  • إعلامية حرة، أسست شبكة مراسلي المحافظات في أون تي في إبان ثورة ٢٥ يناير وشاركت في تأسيس وكالة أونا الإخبارية.. عملت كرئيس تحرير ومدير لموقع دوت مصر ثم رئيس لمجلس إدارة موقع المولد والميزان.. صاحبة بودكاست يوميات واحدة ست المهموم بالحرية وإعادة تغيير مفاهيم خاطئة



لم أكن أعرف وقتها ما السبب الذي دفعني لتعليم اللهجة المصرية بل محاولة تعميمها على مُدرساتي وزميلاتي بمدرستي الثانوية في تلك البلد الخليجية التي قضيت بها سنوات دراستي ما قبل الجامعية، كنت أفعل ذلك ببساطة دون ضغط أو تطفل انما باستمرار التحدث باللهجة المصرية الخالصة دون خلط وفق قدرتي والاقتباس من الأفلام واستخدام الأمثال الشعبية بمواضعها، حفظت النشيد الوطني فقط لأنني وفق قواعد المدرسة كنت أردد النشيد الوطني للدولة التي أعيش فيها يوميًا أثناء طابور الصباح، لم تكن تفوتني أي فرصة لأعلي من شأن مصر وأكرر ذكرها بفنها وأعْلامها حتى أنني كنت أبذل راحتي وأترك ما أحب من هوايات لأحافظ على ترتيب مقبول ضمن العشرة الأوائل على المدرسة لنكون نحن المصريات أكثر إحرازًا لمقاعد المتفوقين بين كل الجنسيات العربية التي كانت تعج بها مدرستي، ولم أجد توصيفًا لما أفعله في ذلك الوقت حيث كنت قد غادرت مصر بعمر سبعة أشهر ما يجعلني أتشكك في توصيف حالتي ببساطة والاقتناع بأنه انتماء، إلا أن الدافع أيًا كان اسمه كان حافزًا ومشجعًا على التميز والتحقق كما أصحبت دون إدراك أجد أن قيمتي وقدري من قيمة وقدر من أحب وما أحب وشيئًا فشيئًا استطعت أن أصبح شخصًا أفضل واقتنعت أنني يجب أن استحق من أمثلهم، ولقد حافظت على هذا النهج طيلة السنوات الماضية وحتى اليوم.

 

لم يكن اعجابي الشديد بأوبرا وينفري بسبب الحالات الأغرب التي كانت تستضيفها ببرنامجها الشهير الذي كان يحمل اسمها أو المفاجآت والهدايا التي كانت تضعها تحت مقاعد المحظوظين من جمهورها إنما بسبب إصرارها على إظهار الأمريكان من أصحاب البشرة السمراء ذوي الأصول الأفريقية بصورة محترمة كنت الحظ حرصها على اقتناء الدمى السمراء واللوحات للوجوه الأفريقية في منزلها حتى أنني أذكر – عروستها الباربي – كانت أيضا سمراء ولم أكن أدرك وقتها أن هناك ألوانًا وأعراقًا مختلفة للدمية الأشهر على الإطلاق والتي ظننتها شقراء والتي أعتقد أنها شكلت رؤيتنا للجمال بصورة عامة.

كانت أوبرا تحافظ على لفظ إنجليزيتها على طريقة الأفارقة لم تتجاهل أصحاب البشرة البيضاء بل كانوا حاضرين ضمن فريق عملها، أصدقائها، وجمهورها وضمن الصفوف الأولى إلى جوار أبناء عرقها التي حرصت على إنصافهم، أصبحت أوبرا ونفري من ضمن الشخصيات الأكثر تأثيرًا في العالم وأسست أكاديمية لتعليم الفتيات الجنوب أفريقيات – موطنها الأصلي – تقدم من خلالها منحة القيادة للفتيات الموهوبات والأقل حظاً في جنوب إفريقيا.

ثم أدركت أخيرًا أنه يمكنني أن أسمي هذا الدافع اسمًا غير التعصب طالما أنني لم اتسبب في إيذاء الآخر لأسبقه أو أتفوق عليه فأسميته الإخلاص في الانتماء أو النخوة بلهجتنا الدارجة  ذلك الشعور الطاغي الذي يدفعك لتعلي من شأن من تنتمي إليهم بكل ما تملك، هو إخلاص مختلط بإيمانك باستحقاق من تبذل لأجلهم كل غالي ليكونوا دائمًا بموقعهم في المقدمة، ليس تعصبًا أن تحب بالأفعال وطنك أو مهنتك أو ناديك وليس توازنًا أن تكون معتدلًا وتتساوي أمامك الأشياء فتصبح ساكنًا كميت لا تغضبه غيرة أو تحفزه منافسة.

لذلك احترم وأقدر آل العدل بكل ما قدموه من محبة وإخلاص لناديهم الزمالك، – رغم أنني من معسكر الشياطين الحمر- إلا أنه لن ينكر متابع للكرة المصرية المجهودات التي بذلوها في دعم صفقات لصالح النادي أو مساعي صلح في منازعات ووساطة ودعم بكل أنواعه لم يعلنوا عنها يومًا ذلك لأن الإخلاص هو ما يدفعهم ليصبح ناديهم الأفضل ويكونوا الأكثر جدارة بالانتماء إليه.

ربما قد تسمع أحدهم يصف دكتور مدحت العدل بطفل فاقد للدبلوماسية حين يتحدث عن الزمالك و يتسائل كيف يمكنه بذل كل هذا الوقت للدفاع عن ناديه أمام أي متعدي مهما صغر شأنه، كيف للكاتب والشاعر أن يخلع عنه عباءة الادعاء والصورة الذهنية الوقورة والمتعادلة للشخصية العامة ويكيل ركلات أمام ركلات تتعدى على ما يقدسه، لو أدرك هؤلاء أن مدحت العدل عندما قال الزمالك جزء من كياني ووجداني كان صادقًا في وصفه، ما لاموه ولا هاجموه ولهم أن يتأملوا فيما فعل العدل لناديهم وبالتبعية فيما قدموا لمهنتهم في صناعة الدراما  وكيف احتضنوا نجومهم الخ  لأدركوا بذلك أنه لا جزء إلا من كل وأن من يحترم نفسه ويضعها عند قدرها لن يقبل إلا أن يكون كل ما يحب في أعلى مكانة إن كان ناديه أو عمله أو وطنه.

هذا الإفراط في الانتماء هو ما يصنع الفارق لصالح المحب المُخلص الذي يعمل جاهدًا متطلعًا لأن يكون لائقًا بالمحبوب وعلى قدره، وهو أيضًا من يخلف الأثر على المحبوب الذي يمضي قدمًا بتميز واختلاف سواء كان المحبوب وطنًا أو مؤسسة أو نادي.

إقرأ أيضا
شد الرحال

إن الإرث لا يبقى إلا بأعمال من أحبوا بعنفوان وصدق وآمنوا لدرجة التوحيد دون شرك أو موائمة.

لذلك لا أحب المتوازنين الواقفين على مسافة واحدة بادعاء للحكمة من كل شيء، هم صفر في الحساب حضورهم كفقدهم، كالماء لا لون لهم ولا أثر، لذلك نحب وندعم مدحت العدل.

YouTube player

الكاتب

  • مدحت العدل رشا الشامي

    إعلامية حرة، أسست شبكة مراسلي المحافظات في أون تي في إبان ثورة ٢٥ يناير وشاركت في تأسيس وكالة أونا الإخبارية.. عملت كرئيس تحرير ومدير لموقع دوت مصر ثم رئيس لمجلس إدارة موقع المولد والميزان.. صاحبة بودكاست يوميات واحدة ست المهموم بالحرية وإعادة تغيير مفاهيم خاطئة






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان