الموت الحي .. السوشيال ميديا مسرح جريمة مفتوح

جرائم عديدة وانتهاكات تضر بالخصوصية واحتكار للمحتوى الالكترونى عبر السوشيال ميديا وسطو على نصيب مؤسسات واختراق للقوانين الدولية، مشكلات عدة عانت منها منصات التواصل الاجتماعي حول العالم، منها نشر الفوضى وأعمال العنف، ما دفع الشركات الكبرى مثل “فيس بوك” و”تويتر” إلى تغيير بعض سياساتها تجاه المستخدمين.

جرائم عبر السوشيال ميديا أوروبيًا

وحسب تقرير نشرته صحيفة “ذا صن” البريطانية، فإن عدد الجرائم التي ارتكبها الاستخدام الخاطئ لمنصات مواقع التواصل تخطى 600 حالة قتل في العام 2018 فقط، وقالت قيادات أمنية للصحيفة: “إن آنية منصات التواصل الاجتماعى تلعب دورا كبيرا فى النزاعات وزيادة حدتها”.

المساعد الأول للنائب العام فى مقاطعة كوك بولاية شيكاغو إريك سوسمان، يقول في تقرير آخر أعدته صحيفة “دايلي ميل” البريطانية”: “إن تلك المنصات تسرع مما هو موجود بالفعل”، حيث أكدت الشرطة فى شيكاغو أن ارتفاعا فى عدد الاشتباكات التى نشأت من خلال منصات مواقع التواصل الاجتماعى وتحولت إلى جرائم عنف فى الشارع.

اقرأ أيضًا 
كورونا في مصر وخبر تأشيرة الكويت الكاذب “السخرية لا تقتل الفيروس أحيانًا”

وبحسب الإحصائيات التي لخصت لها جريدة “وول ستريت جورنال” فإنه ما لا يقل عن 100 حالة عنف، على المستوى الوطنى تم بثها على واحدة من منصات التواصل وهى “فايسبوك لايف”، الخدمة التى تم إطلاقها فى بداية عام 2016.

وفي لاهاي بهولندا، قضت المحكمة حكما على سكوت هامفري ذي الـ27 عاما بالسجن، لأنه لَكَم صديقه ريتشارد روفيتو (29 عاما) عدة مرات، لدرجة النزف حتى توفي الرجل بعدما دفعه صديقه واصطدم رأسه بحافة الرصيف.

وكان السبب وراء ذلك، بحسب “دايلي ميل” أن ريتشارد قام بـ”نكز” حبيبة سكوت على “فيس بوك”، بالرغم من أن الآخر أكد إنه لم يكن يعلم العلاقة بينهما، وهرب سكوت في البداية ولكنه سلّم نفسه للشرطة في ما بعد.

أما في كندا، فكانت كاساندرا 17 عاما تدرس في المدرسة الثانوية، عندما بدأ طالب آخر بمضايقتها وأنشأ حسابا على “فايسبوك” باسم مستعار، وشجعها على قتل نفسها وكان ينشر أشياء سيئة عنها، ويقول لها “اقتلي نفسك”، بحسب ما قاله والدها، وحاولت أن تقتل نفسها بجرعة زائدة من الدواء، لكن تلك الطريقة لم تنجح، فانتحرت شنقا، بحسب “دايلي ميل”.

كما قامت تيري ماري بالمر 23 سنة بطعن صديقها، بعدما نشرت عبارة على “فيسبوك” أظهرت فيها استياءها لأنه يتجاهلها تماما عندما تتحدث إليه وهو يتصفح “فيسبوك”، وفي رد فعل على إفراطه بالاهتمام بالرسائل على هاتفه، وقامت بطعنه بسكين المطبخ، ليفارق الحياة بعدها، بحسب “سي أن أن”.

وفي العالم العربي، فقد هزت جريمة اللاجئ أبو مروان السوري مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن طعن طليقته أمام أولادهما وبس لحظة القتل عبر خدمة “فايسبوك لايف”، بحسب ما نشرته “بي بي سي” في الخامس من مارس 2018.

وظهر الرجل في فيديو، وهو يلهث والدماء على وجهه ويديه، واعترف بأنه طعن طليقته بالسكين وفر مع ابنه، قبل أن تلقي الشرطة الألمانية القبض عليه، وبرر أبو مروان ما فعله “بالدفاع عن الشرف” وكال للقتيلة العديد من الشتائم متهما إياها بتدمير حياته لأنها تزوجت من طائفة أخرى.

وفي الهند تسببت شائعة على تطبيق “واتساب” عن خطف الأطفال في عدد من الاعتداءات على أناس أبرياء، فقد لقيت امرأة هندية مصرعها، في 2018 على أيدي حشد من الناس انهالوا عليها بالضرب المبرح بعدما اشتبهوا في كونها خاطفة أطفال، لكن تبين لاحقا أن الشكوك لم تكن في محلها، وهاجم قرابة مئة شخص الضحية وثلاث نساء أخريات، في مدينة أحمد آباد وهي إحدى مدن ولاية غوجارات، بحسب “إندبندنت”.

وانتشرت الشائعات على تطبيق واتساب للتراسل الفوري بشأن اختطاف الأطفال في أحمد آباد، وأوضح المتحدث باسم الشرطة في المنطقة، غا راثوا، أن نحو 5 أشخاص أحاطوا في البداية بنساء بصدد ركوب عربة “توك توك”، ثم شرعوا في استجوابهن، بحسب “إندبندنت”.

وبعد وقت قصير، انضم آخرون فتعاظم الحشد وشرع الملتحقون في ضرب السيدة البالغة من العمر 45 عاما، ولم ينفض الحشد إلا حين تم نقل الضحية إلى المستشفى في حالة حرجة، لكنها سرعان ما فارقت الحياة، وانتزع المشاركون في الاعتداء طفلة كانت رفقة الضحية، تبين فيما بعد أنها ابنتها بالفعل، لكنها راحت ضحية لخطأ غوغائي سلبها حياة الأم على مرأى منها.

إقرأ أيضا

مسلسل نورة ..عمل كرتوني جيد يخاطب الأسرة المصرية

وفي فبراير 2020، أقدم جاكرابانث ثوما، وهو شاب برتبة صف ضابط في الجيش التايلاندي، على ارتكاب مجزرة بشعة، راح ضحيتها 26 قتيلا، قبل أن تتمكن قوات الأمن من قتله، ولكن المرعب في الأمر أن الجندي بث جريمته كاملة على فيسبوك، وبدلا من إرهاب رواد المركز التجاري مسرح الجريمة، تسبب في ذعر الملايين حول العالم

واستخدم ثوما رشاشا من نوع “ام 60” وبندقية هجومية وذخائر سرقها من قاعدته العسكرية، وهي من الأكبر في تايلاند، كما استولى على آلية عسكرية، بحسب ما ذكرته وقتها وكالة الأنباء الفرنسية.

الانتحار عبر السوشيال ميديا

هذه الجرائم، وغيرها من حالات الانتحار في بث مباشر، التي صارت موضة في فترة من الفترات، دفعت العديد من مواقع التواصل الاجتماعي إلى مراجعة سياساتها، وقال نائب رئيس “فيس بوك” لشؤون السلامة جوي روزن، في تصريحات صحفية، إن “هدف الشركة هو الحد من مخاطر الإساءة عبر البث الحي وتمكين الأشخاص من استخدام تلك الخدمة بطريقة إيجابية”.