336 مشاهدة
الرجل الطائر..الشعرة بين الفنون والجنون
الفنانون بينهم وبين الجنون شعرة، يرون الحياة بشكل مختلف، يسعون نحو نجاح لا يفهم معاييره الكثيرون ولا حياة الشهرة والأضواء.
بفيلم الرجل الطائر نرى هذا النموذج “ريغان” الذي يعاني من هلاوس سمعية وبصرية تعبر عن نوع الصراع الرئيسي بالفيلم، وهو الصراع الداخلي الذي يدور بين ريغان ونفسه.
أقرأ أيضا…لوكا بعالمين مختلف وقلب يسعهما معا
يقاتل ريغان من أجل شهرته، يحاول طوال الوقت السعي وراء الشهرة لتحقيق النجاح بالوسط الفني الذي عرفه عن طريق دور واحد يطارده وهو دور الرجل الطائر الذي عرفته أمريكا من خلاله.
كمشكلة ممثلين كثر يظل دور وحيد محفورا بذاكرة جماهير الممثل، فيما يحاول طوال مشواره الفني أن يتذكره الجمهور بدور مختلف يصعد فيه إلى القمة ويصبح نجمًا.
ويبدأ الفصل الأول من الفيلم بتعريفنا على الشخصيات والبيئة التي يتواجدون فيها معظم وقتهم وهي “المسرح” فيما تظهر عقبات أمام البطل “ريغان” في تحقيق هدفه ونجاح العرض طوال الوقت.
فضعف ممثل بالفصل الأول من الفيلم كان عقبة أمامه، ثم إدمان ممثل آخر للخمر وفقدانه الاتزان على المسرح كان عقبة أخرى بنفس الفصل.
أما بوسط الفيلم والفصل الثاني فنفهم أكثر عن علاقة ريغان بابنته وهي حبكة فرعية بالفيلم، فيما كانت الحبكة الرئيسية تبدأ من عند علاقته بالممثل الرئيسي لمسرحيته وقبوله للدور في المسرحية.
وتتطور هذه العلاقات جميعها بالفصل الثالث وتبدأ قصة حب جديدة بين ابنة ريغان وبطل المسرحية.
ويعد الحدث المفجر للأحداث هو اضطرار ريغان للوصول إلى المسرح بملابسه الداخلية، والذي دفع الأحداث إلى الأمام وكان يعد أيضا من عناصر التشويق للجمهور.
وبنهاية الفيلم تظهر مفاجأة درامية وهي قرار ريغان استخدام مسدس حقيقي على المسرح لنيل الشهرة.
ويضعنا المخرج طوال الوقت في حالة توتر مستمرة ساعدت على وجودها أصوات الدرامز المستمرة بالخليفة وحركة الكاميرا السريعة التي تتعقب الممثلين بكواليس المسرح ونرى وجهة نظر من خلالها كراوي مراقب للأحداث دون حكم عليها.
ينتهي الفيلم بنهاية هلاوس ريغان بعد الوصول إلى هدفه وتهدىء هلاوسه وتتوقف ضلالته.
وهذه هي المعضلة التي يقع فيها فنانون كثر من الجنون بالوصول للشهرة.
وقد خسر ريغان الكثير في طريق تحقيقه لحلمه وأصبح غير صالح لإقامة علاقة عاطفية سوية وهذا ما يحدث عندما ينسينا الحلم أنفسنا ويدفعنا للجنون.
والفيلم من تمثيل مايكل كليتون، نعومي واتس، إيما ستون، وادوارد نورتون ومن إخراج اليخاندرو جونزالز
الكاتب
ما هو انطباعك؟
