ضفدع وصديق أزرق (4) ..فراشة زرقاء

منذ صغري وأنا أحب مراقبة الفراشات، تطير برشاقة وخفة، فيما تقف مزهوة بجمالها. تعرف خطواتها جيدًا، تعرف متى تنطلق، ومتى تقف وأين.

أقول لأمي:
ليتني فــراشـــة.
تغضب من هذه الأمنية، ترى أن الله كرم الإنسان باختياره له لعمارة الأرض، بينما أؤمن بكل هذا وأحفظه عن ظهر قلب، لكننا لا نقدر على التحكم بإمانينا، لا نتملك قدرة السيطرة عليها.

المهمة صعبة يا أمي، المهمة صعبة يا الله. أتأمل الآية

إلا من أتى الله بقلب سليم وهذا ما أحاول فعله، ألا أدنس هذا القلب بمرض من أمراض القلوب، أو أعطيه لقلب لا يستحقه.

تمنيت أن أكون فراشة ملونة . تركيبة لا يفهمها سوى من أحبوني بصدق، وربما لا يفهمها البعض منهم ولكنهم يشعرون بهذا القلب الطيب، يحبونه وهذا يكفي.

عندما تركت سوسو الرقص واتجهت للكتابة

الآن لم أعد أراقب الفراشات، ولا توجد كثيرات منهم حولي!.. فقط أستشعر وجودهم عندما يتصل بي أخي أثناء الأسبوع، وعندما يتصل بي صديق بين فترة وأخرى، وعندما مررت بموقف لطيف لدقائق، استشعرت الفراشات من بين السفر والإرهاق والحيرة.

فراشة زرقاء دائمًا أتصور وجودها من حولي عند اهتمام المحبين، وأصبح اللون الأزرق يمثل لي السلام ، وله قصص معي يا صديقي مثلما تحبه.

فلدي صديق آخر يعشق فريق غزل المحلة ويعتمد القلوب الزرقاء بينه وبين أصدقائه نسبة للون فانلة فريق المحلة الذي يمثل له كل مهمش صاحب موهبة لم ينل ما يستحقه بعد.

فراشة زرقاء تحلق برأسي مكان الضفادع التي تقفز دون داعِ عندما يخذلني أحدهم وعندما تترك يدي يد كنت أظنها داعمة، وعندما يحاول القلق التغلب علي مرة أخرى.

إقرأ أيضا

جولة أخيرة .. مشاركة أولى مشرفة جدا للدراما العربية على آمازون

فراشة زرقاء تعاند الضغوط وتعافر بالحياة حتى تحقق ما تريد من أحلام بسيطة للوصول إلى كل قلب مرهف بالإحساس بالكلمة وإلى كل وحيد تؤنسه القراءة، وتسعى لإفشاء السلام والعيش بسلام.

أثق فيمن يحبون اللون الأزرق يا صديقي مثلما أثق بك تماما، ومن يعتنون بحيوانتهم الأليفة، ومن يحبون الورد والفراشات؛ لذلك زهدت مراقبتهم، واكتفيت باستشعار أثرهم في كل ما سبق ذكره.