347 مشاهدة
منى كمال مسلم ..تغلبت على الحزن بالكتب التفاعلية وحلمي وصول المشروع لكل أم
للحلم أجنحة بلا حدود عندما نقرر نحن ذلك ونأخذ قرارا حقيقيا لتنفيذه. وعندما راقبت منى كمال مسلم من بعيد عرفت أنها من هؤلاء أصاحب العزيمة الذين يبقى أثرهم بكل خطوة يأخذونها لإفادة الغير.
منى كمال مسلم خريجة كلية التجارة التي قررت بلحظة ما بلحظات عنف الاكتئاب أن تصحو من كابوسها لترى من بعده العالم الذي يتسع لحلمها، حيث فقدت والدتها بعد شهور من ولادتها طفلها الأول، وكانت صدمة الفقد عصيبة خاصة أن والدتها رحلت عن عالمنا فجأة، وبعد بضع سنوات قررت منى عمل مشروع مربح ومفيد للأمهات وللمعلمات أيضًا، وهو عمل كتب تفاعلية لتعليم الأطفال مواد ومهارات مختلفة، فحولت العملية التعليمية لوقت لذيذ يقضيه الطفل في اللعب واستيعاب المعلومات في نفس الآن، وكانت من اوائل من عملوا على هذه الفكرة في مصر خاصة أمام نقص هذه النوعية من النشاطات باللغة العربية، وقد حاورنا منى وطلبنا منها أن تحكي بداية الفكرة فقالت:
تخرجت في كلية التجارة شعبة محاسبة وكنت أعمل كمحاسبة مع والدي ثم عملت بشركة أيضا للحسابات، وبعد إنجابي لطفلي آدم بأربعة أشهر توفت أمي فجأة مما سبب لي صدمة كبيرة واكتئاب لفترة طويلة، ولكن للحظة ما قررت أن أنقذ نفسي مما وصلت إليه خاصة بعدما أثرت حالتي على طفلي.
وعن طريق الصدفة رأيت على شبكة الانترنت كتاب من كتب التفاعل، وكان ابني حينها بمرحلة الروضة وقررت أن أنفذ له هذا الكتاب وأبحث عن الخامات التي صنع منها، وبالفعل نجحت التجربة، ثم قررت أن أوسع المشروع بأفكار مختلفة تستفيد منها الأمهات وخاصة بعد انجذاب طفلي لهذه التجربة التي ساعدته في فهم مادة الحساب بشكل لذيذ وشعرت أنني حصلت على كنز، ثم اقترح علي الأصدقاء أن أصمم صفحة خاصة بي بموقع فيس بوك عن هذه الكتب ومن هنا بدأت القصة وبدأ انتشار المشروع. ولم يكن وقتها الكتاب التفاعلي معروفا مثل هذه الأيام، ونجحت في إخراج كتبي خارج مصر ببلاد عربية وأوروبية
أقرأ أيضا…إبداع الأطفال لا حدود له صاحب مطعم يستعين بطفل لرسم ديكوراته
هل هناك إدارات بمدارس مختلفة تعاونت معكِ بعد شهرة هذا المشروع؟
تعرفت على مدرسة من أسيوط كانت المدرسة التي تعمل بها خالية من الأنشطة التفاعلية ، وعندما بدأت في شراء الكتب التفاعلية واستخدامها ، انجذب الأولاد لطريقة الشرح الجديدة، وكرمتها المدرسة على مجهودها بالتدريس بطرق جديدة تعتمد أكثر على الأنشطة، حيث كتاب سبونج بوب مثلا من تصميمي به حوالي ١٠ أنشطة مختلفة تعلم الأطفال النحو حتى منهج الصف الرابع الابتدائي وان استضافتي بعدها بأكثر من برنامج.
وتقوم مدرسات بالتواصل معي عبر صفحة المشروع أو الواتس اب . وأحيانا أتعاون مع بعضهن من أجل تصميم أفكار جديدة لمناهج اللغة العربية والإنجليزية
كيف بدأتِ في التسويق لمشروعك عبر شبكات التواصل الاجتماعي ؟
لم تكن لدي مشكلة بالتسويق ببداية المشروع ، فكنت أصور دائما الكتب التي أصممها وأقوم بنشر فيديوهات لأطفال أعجبتهم هذه الكتب. وقد كان التسويق عبر موقع فيس بوك أسهل منذ سنوات قبل وجود الإعلانات، فحاليا حتى ينتشر مشروع ما لابد من شراء إعلانات له.
بما تنصحين السيدات الللاتي يفكرن في البدء مشروع يعتمد على التسويق الإلكتروني؟
أعمل الآن على فكرة دعم السيدات لعمل مشاريع خاصة بهم لأن هذا المشروع أثر على حياتي بالإيجاب وعالج أزمة اكتئابي، وقابلت أمهات كانت لديهن نفس الحالة من اكنئاب ما بعد الفقد، وأمهات يحاولون البدء في مشاريعهن الخاصة، وأمهات أصابتهن الحيرة في المذاكرة مع أولادهن، ومدرسات يريدون تطبيق المشروع داخل فصولهن؛ لذلك منذ عام ونصف بدأت دورات تدريبية لتعليم السيدات كيفية عمل هذا المشروع، واستفدت بالتعرف عليهن كما استفادوا هن من التجربة ومازالت مستمرة في هذه الدورات التدريبية. وأنصح أي سيدة ألا تستسلم للعقبات وأن تسعى وتتوكل على الله وتبدأ في عمل مشروعها.
ما هي الأفكار التي تزرعها كتبك في الأطفال؟
هناك كتب لتعليم أطفال ما قبل الروضة، وتعلم مهارات مختلفة عن كيفية الاعتماد على النفس وتعلم الألوان وأشكال هندسية ومهارات أخرى حركية لتقوية عضلات اليد. وهناك كتب للتعرف على وسائل المواصلات وعلى أشياء من حول الطفل، ثم لسن أكبر هناك كتب تعلم الأرقام والحساب والحروف وتكوين كلمات بسيطة من اللغتين العربية والإنجليزية.
هل فكرتِ بالتعامل مع دور نشر من أجل تطوير مشروعك ؟
لدي حلم كبير لتطوير هذا المشروع ولكني الآن مشغولة بتربية أطفالي نظرا لصغر سنهم، ولكن أخطط أن أطور المشروع وأعتبره ابن من ابنائي وأفضل أن أطوره بنفسي دون تعاون مع أحد.
ما أكثر المواقف التي أسعدتك من التعامل مع العملاء أو بحلقة ظهرتِ فيها ببرنامج ما ؟
رسالة من مهندسة كانت لا تعمل بعد الزواج ودخلت في مرحلة اكتئاب شعور بانعدام الدور والقيمة، وتعلمت معي في الدورة التدريبية عمل نفس المشروع فأرسلت لي رسالة قالت فيها “أنتِ أحييتني من جديد” ورسالة من أم أخرى بعد اتقانها لعمل الكتب لم يصدق طفلها أنها من صنعته ، وقررت أن تصنع كتاب له أمام عينه ليصدق ففرحت بهذه النتيجة معها. والمدرسة التي اشترت من مالها الخاص الكتب كي تساعد أطفال المدرسة على استيعاب دروس اللغة العربية. ومن الأشياء التي أسعدتني استضافة المذيعة دعاء فاروق الحديث عن مشروعي بفقرة برنامجها عن قصص نجاح.
ما خططك المستقبلية المتعلقة بالمشروع؟
لدي موقع الكتروني وأعمل على نشر فكرة المشروع و شرح تصاميم هذه الكتب التفاعلية بالموقع حتى تستفيد الأمهات ويبتعد الأطفال عن ضرر مشكلات استخدام التابلت والتليفون المحمول والجلوس أمام التلفاز الذي يسبب مشكلات كثيرة للأطفال. كما عملت مبادرة “سنتحدى الكورونا بالمكرونة والكرتونة” وقت الحظر أيام انتشار الكورونا، ومن هنا أحاول السعي وراء إعادة تدوير خامات بسيطة بالبيت كي تزيد مهارات الطفل المختلفة، ونالت هذه الأفكار إعجاب الكثير من الأمهات.ط
الكاتب
ما هو انطباعك؟
