247 مشاهدة
أراد غريغوري بوتيمكين إثارة إعجاب عشيقته فبدأ بسلسلة مدن وهمية
كما تقول القصة، في عام 1787م، قررت الملكة كاثرين العظيمة إمبراطورة روسيا، أن تخرج في رحلة لمشاهدة أراضيها التي تم غزوها حديثًا في شبه جزيرة القرم، فأراد غريغوري بوتيمكين القائد العسكري العبقري ـ الذي كان مسئولًا عن عملية إخضاع شبه جزيرة القرم وضمها إلى الإمبراطورية الروسية، وكان في الوقت نفسه عشيق للإمبراطورة كاثرين ـ أن يثير إعجاب عشيقته، لكن الأراضي كانت في حالة فقر وخراب تمامًا، وإذا شاهدت الملكة ذلك سوف تُحبط، فقرر غريغوري، أن يقوم ببناء قرى مزيفة ووهمية على طول الطريق، تكون جذابة المظهر، وأمر غريغوري ببناء واجهات مباني مطلية حديثًا، وتم نقل قطيع واحد من الحيوانات على طول الطريق، ليبدو أن الريف يعج بالماشية، وتم وضع أكياس من القمح مليئة بالرمل، ليوهم الملكة أن المحصول تم حصده، وطُلب من الفلاحين الوقوف على طول الطريق والابتسامات على وجوههم، وانطلت الخدعة على كاثرين ومرت الزيارة بسلام دون أي تلاحظ أنه تم خداعها، ومن هنا ولد مصطلح القرى الوهمية، أو “قرى بوتيمكين”، نسبة لمُنشئها، وبدأ الكثيرون في تقليد غريغوري بوتيمكين، وقاموا بإنشاء مدن وهمية أخرى لأسباب كثيرة.
مدينة كيجونغ دونغ في كوريا الشمالية
دونج مدينة وهمية في كوريا الشمالية في المنطقة المنزوعة السلاح، تبدو قرية كيجونغ دونغ الكورية الشمالية عند النظر إليها من بعيد، مدينة عادية وطبيعية مثلها مثل أي بلدة أخرى، بُنيت في الخمسينيات من القرن الماضي في المنطقة المنزوعة السلاح (DMZ) التي تفصل الشمال عن كوريا الجنوبية، وتبدو أنها مدينة عادية مليئة بالمباني السكنية التي يتم الاعتناء بها جيدًا، ومع ذلك، فإن نظرة فاحصة عن قرب، ستكشف لك أن النوافذ ليس بها زجاج، والناس الوحيدون هناك هم عمال الصيانة، وستجد أن القرية مزيفة بالكامل، لا أحد يعيش هناك أبدًا، هي موجودة فقط للدعاية، فالغرض منها هو جعل كوريا الشمالية تبدو وكأنها مكان ساحر ومزدهر للعيش فيه، ولكي يبدو الأمر طبيعيًا، ولإزالة الشكوك من داخل أي شخص، فإن المدينة تُطلق الضجيج الصناعي على مكبرات الصوت بصوت عالٍ بما يكفي للوصول إلى بلدة دايسونغ دونغ القريبة في كوريا الجنوبية، وذلك على أمل أن ينشق القرويون من كوريا الجنوبية إلى الشمال، ولكن حتى الآن، لم تنجح تلك الطريقة.
مدينة أبيكس في فلوريدا
في الخمسينيات من القرن الماضي، أجرت الحكومة الأمريكية أبحاثًا حول الهيدروجين السائل كوسيلة لتزويد الطائرات بالوقود، كان هذا خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي، وأرادت الولايات المتحدة إبقاء مشاريعها سرية خاصة عن السوفييت، ومشروع Suntan هو الاسم الرمزي الذي أُطلق على المهمة فائقة السرية المتمثلة في بناء طائرة تجسس تعمل بالهيدروجين السائل، لكن كيف تخفي مشروعًا ضخمًا مثل هذا، قرروا بناء قرية وهمية، حيث شكلت الحكومة بلدة زائفة تدعى أبيكس، وهو اختصار لعبارة “Air Products Incorporated Experimental”، واختاروا منطقة نائية ومستنقعية في مقاطعة بالم بيتش بفلوريدا، حتى أنهم أعطوا البلدة عددًا مزيفًا من السكان، اليوم، هي مدينة خالية تمامًا، ولا يوجد الكثير من التفاصيل حولها، على الرغم من ظهورها أحيانًا على الخريطة الملاحية.
المصدر
الكاتب
ما هو انطباعك؟
