همتك نعدل الكفة
195   مشاهدة  

مع اقتراب الانتخابات التركية .. الكارثة تغير الموازين والحكومة في موقف صعب

الانتخابات التركية
  • صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.

    كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال



في وقتٍ لا تزال فيه الهزات الارتدادية للزلازل مستمرة والآلاف من المنكوبين مشردين في انتظار إعادة الإعمار، تتصاعد الأصوات المنددة بسوء إدارة الأزمة وتأخر الإغاثة للمدن المنكوبة ما تسبب في مقتل المحتجزين تحت الأنقاض-وفقًا لشهود عيان-، وسط حملة شرسة تقودها المعارضة وحزب الشعب الجمهوري بقيادة قيليتشدار أوغلو ضد حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية، تستمر وعود رئاسية بخطة لإعادة الإعمار تضمن عودة المنكوبين إلى منازلهم خلال عام واحد، في ظل أنباء عن حملات لتكميم الأفواه تضع المسئولين في مأزق.

تُقام الانتخابات الرئاسية بشكل دوري كل خمس سنوات في يوليو/تموز إلا أنَّه من المتوقع أن يتم تأجيلها بضعة أشهر بعد الكارثة الأخيرة، وهو ما رفضه قيليتشدار أوغلو بشدة خاصًّة وأن الدستور لا يسمح بأي تأجيل سوى في حالة الحرب. يرى خبراء أن التأخير بضعة أشهر قد يصب في مصلحة أردوغان الذي يسعى خلف فترة ولاية ثالثة لن ينتزعها إلا بعد تخطي “تحالف طاولة الستة”، محاولًا استعادة شعبيته التي حطمها زلزال 2023 بعد أن كان زلزال 1999 سببًا في بدايتها عقب حملات الإغاثة التي قادها حزبه؛ الأكيد أنه في تركيا ما بعد الكارثة لن تعود الموازين أبدًا كما كانت فالمعارضة لم تفوَّت الفرصة للانتقاد والحكومة لا تزال ترتكب الأخطاء واحدًا تلو الآخر.

“سوزجو”: الحكومة تركت الموتى والأنقاض وتسعى خلف جمعية خيرية

الانتخابات التركية
خلوق ليفنت مؤسس جمعية أحباب الخيرية

انعكس الغضب الشعبي على مانشتات الصحف المحلية في تركيا وفي مقدمتهم “سوزجو“، بينما عدَّاد الضحايا في ارتفاع انشغلت الحكومة بجمعية “أحباب” الخيرية، المؤسسة غير الربحية التي أنشأها “خلوق ليفنت” نجم الروك التركي المشهور بموافقه السياسية، فقد شارك في حفل غنائي لدعم أوكرنيا إبان الحرب الأخيرة مع روسيا وكثيرًا ما تداولت الصحف التركية اعتراضه على مواقف الحكومة تجاه المعارضة، حيث ندد باتهامها أي صوت معارض بالإرهاب.

جمعت جمعية أحباب مبالغ طائلة وصلت 850 مليون ليرة لضحايا الزلازل الأخيرة ما أثار المعارضة ضد شعبيتها المتزايدة، حيث قاد الإعلامي “تورجاي جولار” المعروف بقربه من الحزب الحاكم حملة شرسة تدعو لمراقبة تلك الأموال مشككًا في مصارفها؛ وهو ما دفع ليفنت للمسارعة بإعلان التعاقد مع شركتين إحداهما محلية والأخرى دولية لمراقبة أنشطة الشركة ومصارف التبرعات.

وصفت الصحيفة الانتقادات التي طالت ليفنت بالموجهة والمقصودة لإرهاق الجمعية خوفًا من شعبيتها محليًا ودوليًا، وسعيًا لتوجيه التبرعات نحو إدارة الكوارث التركية –AFAD– بزعم عدم شفافية المنظمة، في حين لا يوجد لدى AFAD نظام للمحاسبة والتدقيق من الأساس وفقًا لتقرير ديوان المحاسبة عام 2016؛ وفي السياق نفسه استنكر “دولت بهتشلي” رئيس حزب الحركة القومية تلك الهجمات المتكررة عبر وسائل الإعلام قائلًا “يجب ألا يظهر هؤلاء المحتالون على التلفاز بعد الآن”.

في سياق قد يكون متصل بالحملة التي طالت ليفنت وجمعيته صرَّح وزير الداخلية “سليمان صويلو” متحدثًا عن التبرعات التي تجمعها الدولة والمؤسسات الخيرية “حتى وإن كان هنالك متربحون أو من يحاولون العمل ندًا للدولة، سيتم الإيفاء بما هو ضروري- تجاه المنكوبين-“.

الضحايا: 35 ألفًا.. الاستقالات: صفر

الصفحة الرئيسية لصحيفة جمهوريت "بالبنط العريض: لا يستقيلون بل يهددون"
الصفحة الرئيسية لصحيفة جمهوريت “بالبنط العريض: لا يستقيلون بل يهددون”

بينما هاجمت صحيفة “جمهوريت” بلادة الحكومة تجاه تحمُّل المسئولية تجاه الكارثة التي تفاقمت بسبب فساد قطاع المقاولات وبطء استجابة الإغاثة، حيث لم يُعلن أي مسئول عن استقالته أمام تساقط آلاف الضحايا، واصفةً إياهم بالصمم أمام صرخات المنكوبين. كما أشارت مجددًا إلى السؤال الذي طرحه لأول مرة عجوز تركي بعد انتشاله من تحت الأنقاض “أين أموال ضريبة الزلزال؟”، في الوقت الذي يتم فيه التدقيق والتشكيك في منظمات خيرية مَن يدقق في حسابات إدارة الإغاثة؟.

ألقت الصحف المحلية الضوء على تكميم الأفواه غير المبرر الذي طال إحدى العاملات بالطواقم الطبية والناجية من الزلزال بمقاطعة “أَضي يامان”، حيث قاطعت بثًا مباشرًا لمراسلة خبر ترك أثناء نقلها التطورات الميدانية؛ لتبدي غضبها تجاه زيارة الرئيس إلى مناطق الكارثة قائلًة ” لقد تُرِكنا هنا ثلاثة أيام في البرد والجوع والناس تحت الأنقاض يستغيثون حتى ماتوا، دع الرئيس يأتي إلى هنا لنرى هل سيكفينا رؤية وجهه؟”.

إقرأ أيضا
كشري أبو طارق

انتشر الفيديو بين رواد مواقع التواصل ووجد ردود أفعال مشابهة من المواطنين المتضررين، وهو ما واجهته الحكومة بالتحري حول هوية الممرضة التي ظهرت بالفيديو وانتقدت الرئيس، وبعد أيام توجهت قوات الأمن إلى منزلها لتحرير محضر بتهمة إهانة الرئيس وتهييج الجماهير.

حتى الآن لم يتم الإعلان بشكل رسمي عن تأجيل الانتخابات ولم يذكرها أردوغان مطلقًا رغم تصريحاته اليومية عبر وسائل الإعلام، في الوقت الذي تسعى المعارضة فيه للتوافق ودعم مرشح واحد في مواجهة الرئيس الحالي، لا تبدو الأجواء مبشرة بالنسبة للحكومة، وربما تلك الدورة الانتخابية تحددها الزلازل قبل الصناديق.

الكاتب

  • الانتخابات التركية إسراء أبوبكر

    صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.

    كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
2


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان