ملاجئ وقواعد عسكرية هجرها الجيش لتصبح مأوى للخفافيش والأشباح
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
بفضل الحروب المستمرة منذ الأزل، والصراع البشري القائم دائمًا، لا يوجد نقص في ملاجئ أو حصون أو قواعد عسكرية، معظم تلك الأماكن تم هجرها والتخلي عنها مع الوقت، إما لوجود بديل أفضل، أو لانتهاء الحرب، ورغم أنها اصبحت أماكن مهجورة، إلا أنه يوجد بها جاذبية خاصة، إحساس بالغموض يستدعي فضول المستكشفين والباحثين، يريدون رؤية تلك الأماكن التي كانت يومًا ما مليئة بالضجة والحياة، ويحدد فيها مصير البعض، اصبحت ملجأ للأشباح والخفافيش، أو حتى اختفت من على وجه الأرض.
حصن التلينجيت الشتوي ضد الصيادين الروس
كانت معركة سيتكا عام 1804م، هي أخر نزاع مسلح كبير بين الروس وسكان ألاسكا الأصليين ، وقد بدأت ردًا على تدمير مركز تجاري روسي قبلها بعامين، حيث قاوم شعب التلينجيت هدف روسيا المتمثل في إنشاء مركز لتجارة الفراء في ألاسكا، وقاموا وقتها ببناء “حصن الشتلة”، المعروف أيضًا باسم “Shís’gi Noow”، والذي كان الحاجز الأخير ضد تقدم الجنود الروس، ولكن بعد خمسة أيام من بدء المعركة، هُزِم التلينجيت، ومنذ ذلك الوقت اختفى أثر الحصن العسكري المهيب، ومع الوقت بدأ الناس في نسيانه، حتى عام 2021م، عندما قرر مجموعة من الباحثين البحث عن الحصن التاريخي باستخدام عمليات المسح بالرادار، وكانت الفكرة هي البحث عن أطلال تحت الأرض ومقارنة شكل محيطها بالتصميم المعروف للحصن، وقد أصبح المشروع أحد أكبر وأهم عمليات الرادار في ألاسكا، وبعد تحليق على مسافة 42 فدانًا (17 هكتارًا)، وجد الباحثون إشارة تحت سطح الأرض تطابق تصميم الحصن، في منتزه سيتكا التاريخي الوطني بالقرب من مصب نهر كاسدا هين، وتم الكشف عن الموقع ومطابقته مع التفاصيل الواردة في كل من المراجع الروسية ومراجع التلينجيت، وهناك اقاويل على أن ذلك الحصن تم سكنه من قِبل أشباح الجنود الذين قتلوا في المعركة، وهناك أصوات غريبة تصدر منه باستمرار، لذا يخشى الجميع من الاقتراب منه، حتى أن بعض العلماء الذين ساهموا في اكتشافه، قاموا بتقديم استقالتهم على نحو غريب.
الخفافيش في ملاجئ جيش الأردن
في عام 1994م، وضع الأردن وإسرائيل خلافاتهما جانبًا ووقعا معاهدة سلام، ونتيجة لذلك، تم إخلاء مخابئ الجيش على طول نهر الأردن، وظلت خالية منذ ذلك الحين، أو خالية من البشر بالتحديد على وجه الدقة، حيث أن وبمرور الوقت، انتقل 12 نوع محلي من الخفافيش إلى تلك المخابئ، من وجهة نظر بيئية، كانت هذه خطوة جيدة للغاية، حيث تم إدراج خمسة من أنواع من تلك الخفافيش على أنها إما مهددة بالانقراض أو مهددة بشكل خطير، وقد أصبحت المخابئ ملاذًا جيدًا بالنسبة لهم، وتزايدت أعدادهم بشدة، وساهموا في تحسين جودة المنتجات الزراعية في المناطق المحيطة، حيث أن اصطيادهم وشهيتهم العالية نحو الحشرات والآفات الزراعية، قللت كثيرًا من الحاجة إلى مبيدات الآفات الكيميائية التي تُستخدم على المحاصيل الزراعية.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال