الانتخابات التركية.. أربعة تحالفات تخوض السباق الرئاسي
-
إسراء أبوبكر
صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
بدأ سباق الانتخابات التركية دخول مراحله الأخيرة، تحالف المعارضة يحاول تخطي انقساماته في حين يسعى أردوغان لمواجهة رقيبه الذي سيشكل تهديدًا ملموسًا لأول مرة منذ صعوده إلى سدة الحكم في بداية الألفينات. الحملات الانتخابية للطرفين الأهم مختلطة بمرارة السادس من شباط المؤثرة على الناخب التركي بشكل بالغ؛ وتحتل صدارة البرامج الانتخابية للأربع تحالفات المتقدمى للترشح.
خلال شهرين يواجه مرشح تحالف الطاولة السداسية المعارض كمال قيليتشدار أوغلو الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان وتحالف الشعب، لتتحول المعركة الانتخابية إلى صراع تحالفات تتسم جميعًا باختلافاتها الأيدولوجية الكبيرة، مع دخول طرفين حديثين المعترك هما “سنان أوغان” مرشح “تحالف الأجداد” بقيادة حزب النصر القومي المعادي للاجئين، وتحالف “العمل والحرية“ بقيادة حزب الشعوب الديمقراطي الذي يضم ستة أحزاب اشتراكية لم تعلن بعد عن مرشحها الرئاسي.
تحالف الشعب الداعم لأردوغان يضم حزب كردي متطرف
فيما تسعى المعارضة نحو استكمال الانتخابات التركية في ظل تخوفات من عودة الانقسامات إلى السطح، يتوسع تحالف الشعب الذي ظهر لأول مرة عام 2018 لإرساء الشراكة بين حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية اليميني. التحالف الداعم لأردوغان أعلن انضمام حزب الاتحاد الكبير المحافظ عقب اجتماع تم الاتفاق خلاله على خارطة الطريق والتفاوض على مطالب الحزب، لينضم إلى التكتل المكون من (حزب العدالة والتنمية، حزب الحركة القومية، حزب اليسار الديمقراطي وحزب الوطن الأم اليميني المعتدل).
كما انضم إلى التحالف حزب الدعوة الحرة الكردي الذي يرى محللون أن دعمه لأردوغان قد يفقده أكثر مما سيكسب؛ كونه يعتبر امتدادًا لـ “حزب الله الكردي” الذي ارتبط اسمه بأعمال دموية سابقة، إلا أن التحالف لا يرغب في فقدان أصوات الأقليات الكردية في المعركة الحاسمة. وفي تقدم جديد وافق حزب الرفاه الجديد على الانضمام لتحالف الشعب بعد موافقة العدالة والتنمية على 30 مطلبًا له، من الجدير بالذكر أن رئيس الحزب هو فاتح أربكان نجل “نجم الدين أربكان”، رئيس الوزراء الأسبق الذي وجه إليه الجيش اتهامات بتبني مبادئ معادية للعلمانية استقال على أثرها، لينشق عن حزبه أحد أهم تلاميذه أردوغان وعبدالله جول مكونين حزب العدالة والتنمية.
استطلاعات رأي لصالح المعارضة والجرائد المؤيدة تشكك
أجرت إحدى شركات الأبحاث استبيانًا لرصد المؤشرات الأولية للانتخابات التركية أظهر تقدُّم قيليتشدار أوغلو بفارق 11%، حيث حصل أردوغان على نسبة 55.6% فيما حصل أردوغان على 44.4%؛ الاستطلاع بدأ في الثامن من مارس/ آذار الماضي على مستوى 21 ولاية بمشاركة أكثر من نصف مليون مصوت.
بالنسبة لنتائج الاستطلاع على مستوى الأحزاب المرشحة في السباق البرلماني ظهر تقدم حزب العدالة والتنمية بـ 31% يليه حزب الشعب الجمهوري بـ 28.4% ثم حزب الجيد أحد أحزاب الطاولة السداسية بـ 12%.
الاستبيان الذي أفاد تقدُّم مرشح المعارضة أغضب صحيفة “يني شفق” المعروفة بولائها للنظام، فقد اتهمت شركات الأبحاث بتلفيق النتائج على حساب الرئيس الحالي، مشيرةً إلى استبيانات مشابهة ظهرت على الساحة إبَّان انتخابات الدورة الماضية في 2018 التي انتهت بفوز أردوغان بـ 52.6%. وهي الصحيفة نفسها التي نشرت مطلع العام الجاري نتيجة استبيان يتوقع حصول أردوغان على أغلبية أصوات كاسحة الانتخابات المزمع عقدها في الـ 14 من مايو/ أيَّار.
ضحايا الزلازل الورقة الرابحة في المعركة الانتخابية
بدأت الحملات الانتخابية لكلا المرشحَين الرئيسيين بزيارات ودية لضحايا الزلازل، فقد ظهر قيليتشدار أوغلو في ملاطيا- أحد الولايات المنكوبة- يلتقى الضحايا الذين استقبلوه استقبالًا حافلًا وشاركوه بعض مشاكلهم، كان على رأسها عدم وجود مساكن مؤقتة كافية فحتى الآن لا يزال بعض الضحايا مشردين، ناهيك عن انعدام الخدمات وشح الموارد المقدَّمة لهم. في المقابل وعدهم زعيم المعارضة بخطة تضمن بناء منازل مقاومة للزلازل صحية وآمنة وتعويضهم عما فقدوه خلال الكارثة.
الأمر الذي تكرر مسبقًا مع أردوغان في زياراته العديدة لمخيمات المنكوبين، وزيارات أخرى مع قرينته إلى المنازل التي تم تسكين النازحين بها في أنقرة، حيث أعلن أكثر من مرة أن برنامجه الانتخابي يعطي الأولوية القصوى للضحايا، ويعد بعملية إعادة إعمار شاملة خلال عام واحد، يتم خلالها الانتهاء من بناء 244 ألف مسكن و 75 ألف منزل من طابق واحد. كما قام بزيارة إلى الحرفيين في منطقة الفاتح بإسطنبول للاستماع إلى مشاكلهم.
بين الوعود بغدٍ أفضل واقتصاد أقوى تتوقف الانتخابات التركية على عاملَين غاية في الأهمية خطط ما بعد الكارثة والتحالف الأقوى؛ ليتم إعلان الفائز في السباق الرئاسي يجب أن يحصل على مجموع أصوات يتعدى الـ 51%؛ لذا يسعى كل تحالف لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الأحزاب لتخوض معه السباقين الرئاسي والبرلماني، على الرغم من خطورة الانخراط في العمل السياسي مع بعضهم؛ الأمر الذي يوضح أن لكل حزب وزنه في ميزان الأصوات مهما ضاقت قاعدته الجماهيرية.
الكاتب
-
إسراء أبوبكر
صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال