عايدة رياض .. رقصة جميلة لم تكتمل
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
فتاة جميلة الملامح والقوام تقف مع عدد من الراقصين لتؤدي رقصة ” البمبوطية” على خشبة المسرح، وسرعان ما تنتشر تلك الرقصة ومعها الأغنية التي ظل أغلب أبناء جيلي لا يعرف من معاني كلماتها شيء، رقصة حملت إلينا اسم عايدة رياض، ولكن من كان يتوقع ان تلك الفتاة التي تقف أمامك على المسرح ترقص يمكن أن تتحول في يوم من الأيام لواحدة من المواهب التمثيلية الهامة للغاية في تاريخ السينما المصرية.
عايدة رياض، من محراب الرقص في فرقة الفنون الشعبية إلى الوقوف أمام الكاميرا، والجسر بينهما هو المخرج احمد ياسين الذي يقال انه أول من قدمها للسينما في دور مع تحياتي لأستاذي العزيز، ولكن الحقيقة أن فتاة السمسمية التي كانت تتمايل على أوتارها لها أكثر من دور قبل فيلم مع تحياتي لأستاذي العزيز.
أمام كاميرا يوسف شاهين تقف عايدة رياض بمشهد صغير في فيلم عودة الأبن الضال، وبعدها العديد من والعديد من الأفلام طوال الأعوام التالية حتى عرض فيلم مع تحياتي لأستاذي العزيز في عام 1981، لتخلق لنفسها مكانا على الساحة ولكن حتى هذه اللحظة لم تكن عايدة رياض تلك الممثلة التي يمكم نان تصبح فارقة في السينما المصرية حتى جاء محمد خان.
العام 1988 محمد خان يسعى لتقديم فيلم حول سيدتين وهما هند وكاميليا، يستقر على نجلاء فتحي في دور كاميليا ولكن من تكون هند؟ هنا يقرر محمد خان أن يجعل عايدة رياض هي البطلة الأخرى في الفيلم، لتكون تلك الخطوة بداية جديدة لعايدة رياض، بداية تخرج تلك الممثلة التي بداخلها والتي ربما توارت خلف أدوار صغيرة نسبيا أو غير جيدة.
أحلام هند وكاميليا، الرقصة الأولى للممثلة والدور الأول للراقصة في دنيا خان، لنرى ذلك الأداء الهادي البسيط الذي يشبهنا، تلك الانفعالات الصادقة غير المفتعلة التي تطل علينا، وكأنها هند بالفعل بكل بساطتها وانطلاقها وأحلامها هي وكاميليا لتصبح هند هي أولى خطواتها الحقيقية.
عايدة رياض لم تخرج برة دائرة محمد خان فعادت مرة أخرى في فارس المدينة، لتؤكد على ما قدمته في أحلام هند وكاميليا، ليأتي داوود عبد السيد ويستثمر في تلك الموهبة فيقدمها في الكيت كات، هنا أنتهى الإعداد أصبحت عايدة رياض هي الجواد الرابح وقتها يتم اختيارها للأدوار الصعبة وفي الأفلام الهامة لتشاطر أهم نجوم السينما في تلك الفترة أعمالهم فمرة أمام احمد زكي ومرة أمام نور الشريف ومرة أمام محمود عبدالعزيز ومرة أمام عادل إمام وغيرهم الكثير.
ولكن وكأن شخصا ما غير في المعادلة، انطلقت عايدة رياض إلى المسرح، وهنا يبرز اسم احمد بدير، وبعيدا عنه كممثل ” أحتار فيه الأطباء” ولكنه كان فيرس قتل أو على الأقل تسبب في عرقلة مسيرة عايدة رياض كممثلة لها ثقلها في السينما، لتدخل تلك المفرمة التي تسمى السوق والأعمال التجارية لتنطفئ شعلة عايدة رياض لفترة قبل أن تعود مرة أخرى.
كان لابد لمخرج يعد إحياء تلك الموهبة، محاولات عديدة في التلفزيون والسينما لإعادة البريق الذي استهلك في مسرحيات احمد بدير، ولكن من يقدر على إعادته إلا من اكتشفه للمرة الأولى، حينما تعود عايدة رياض إلى عالم محمد خان بفيلم في شقة مصر الجديد، لتعود عايدة رياض إلى سابق رونقها بعدما أنفقت الكثير من موهبتها وبريقها فيما لا طائل له.
عايدة رياض ربما هي الرقصة الجميلة التي لم تكتمل، بين زوج حرمها من التمثيل واختيارات خاطئة تاهت الرقصة المبهجة ولم يبقى منها سوى شذرات كل فترة تطل علينا بدور هنا أو مشهد هناك.
الكاتب
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال