الفنان محمد محمود .. موهبة كانت تحتاج فرصة

أطل الفنان محمد محمود في مسلسل الكبير ليقدم شخصية العترة ابن الكبير بعد ان شرب تركيبة الدكتور ربيع “بيومي فؤاد” التي حولته من طفل إلى شاب مرة ثم حولته إلى رجل كهل في هذا الجزء، واستطاع أن يخطفنا ويجعلنا نتابع تغير وتبدل الشخصية من طفل في جسم شاب، إلى طفل أصغر في جسم رجل كهل وعجوز، ومن خلال ذلك تتفجر الكوميديا والضحك.

وفي هذا العام أطل علينا الفنان محمد محمود في أكثر من عمل، منها دوره الرائع في مسلسل الهرشة السابعة والذي يقدم فيه دور والد نادين الأب والزوج التقليدي الذي يتفاجئ بأن زوجته بعد 30 سنة تطلب الطلاق وتضج من معاملته التي يعتبرها هو عادية، وكل الناس عايشة كدة بينما هي لم تستطع أن تتحمل الحياة المملوءة بالمشاكل وعدم إظهار الحب بينما هو يحبها ولكنه لا يظهر، ثم يتفاجئ بابنته التي تطلب الطلاق هي الأخرى، ولا يستطيع أن يُرجعها، فطوال الوقت نجده مكتئب وحزين وكلماته قليلة.

هذا الدور عكس تماما ما عدناه منه من أدوار كوميدية مضحكة.

وسبق وشهدناه في مسلسل “بالطو” الذي عرض على منصة شاهد، في دور موظف الصحة “الطرشوخي” والذي كان الشخص الوحيد المتعاطف مع عاطف الطبيب الشاب، والذي يساعده ويقف لجواره ولكن المواقف لم تخلو من الكوميديا والضحك العالي.

وفي العام الماضي قدم دور المدرس في مسلسل “دايما عامر” حيث قدم دور مدرس اللغة العربية المدهوس بين زملاءه الذين يدرسون باقي المواد ويحصلون على مزايا لا يحصل عليها مدرس اللغة العربي.

استطاع الفنان محمد محمود أن يتجول في الأدوار ويتنقل من عمل إلى عمل ومن خلال كل عمل يتسلل إلى قلوبنا ويسرق قطعة منها، فبدأ منذ قدم دور “ميمس” في فيلم أمير البحار مع “الفنان محمد هنيدي”، واختفى فترة ثم ظهر وتجلت موهبته في مسلسل نجيب زاهي زركش مع الفنان يحي الفخراني، وفي هذا المسلسل ظهرت موهبة الفنان محمد محمود حيث كان يقدم دور مساعد زاهي زركش او الفنان يحي الفخراني وكاتم أسراره وصديقه الوحيد، ورغم كل ذلك كنت ترى خيط شرير في الشخصية حيث أنه كان يرى أنه يستحق أن يكون مالك القصر، وفي هذا الدور استطاع الفنان محمد محمود أن يقدم دور الشخصية الطيبة الجادة والتي تحمل الشر بين ثناياها، ويجعلك تشعر به جدا.

ومن بعدها قدم دور والد الفنان كريم محمود عبد العزيز في فيلم “من أجل زيكو“، وكان يقدم شخصية رجل مصاب بالزهايمر وينسى ويتذكر، واستطاع أن يقدم هذه الشخصية بمنتهى الاقتدار والتمكن واستطاع أن يضحكنا ويخطف الضحكة من قلوبنا.

إقرأ أيضا

أمور لا تعرفها عن الذاكرة

كل هذه الأدوار وغيرها تنبئ بأن الفنان محمد محمود فنان ثقيل ولديه موهبة خامتها واسعة وفضفاضة يستطيع أن يقدم بها أدوار كثيرة باقتدار مثلما قدم الأدوار السابقة، ويبدو أن الأيام القادمة هي أيام ظهور وتجلي موهبة كبيرة كانت تحتاج فرصة.