نشرة هنا افريقيا (الأسبوع الأول من إبريل 2023)

قارتنا.. أفريقيا، مهد البشرية.. ففي قلبها هبط أسلافنا من القردة العليا لأول مرة من على الشجر ومشوا منتصبين، مهد الإنسانية.. ففي شرقها ظهر الإنسان العاقل لأول مرة، مهد المجتمع.. فعلى ضفاف نيلها أكتشف الإنسان الزراعة… فاستقر لأول مرة بعد ألاف السنين من الترحال، مهد التاريخ.. ففي شمالها الشرقي حيث مصب نيلها بُنيت أقدم الحضارات…. وبدء التاريخ.

قارتنا ضخمة وغنية ومتنوعة.. ومدهشة، عشان كده فكرنا نعمل تقرير إسبوعي عنها.. إيه اللي بيحصل فيها؟

ناخد فكرة عن أخبار ناسها، جيرانا وشركاتنا فيها، حتى اسماء بلادها ماتبقاش بالنسبالنا مجرد اسماء لمنتخبات عايزين نكسبها.. أو بنشجعها في المونديال، إنما تبقى معلومات وحكايات من لحم ودم.

رحلة البحث عن قيس سعيد

عاشت تونس خلال الأسبوع اللي فات أزمة سياسية مُربكة، بسبب أختفاء الرئيس قيس سعيد عن المشهد السياسي هناك، وفورًا ظهرت إشاعات تخص حالته الصحية وتساؤلات عن مدى قدرته على القيام بمهام عمله كرئيس للبلاد. ووصل الأمر إن “جبهة الإخلاص الوطني”، تحالف المعارضة الرئيسي في تونس، طالبت الحكومة بالكشف عن أسباب “غياب” الرئيس.

وأعلنت إن وصلها معلومات إن الرئيس يعاني من “مشاكل صحية”، وأنه ماقمش بأي نشاط عام من يوم 22 مارس اللي فات.

صحيح الدستور التونسي الجديد مغطي حالة عدم قدرة الرئيس على أداء مهام عمله لأسباب صحية، عن طريق نقل صلاحياته بشكل مؤقت إلى رئيس الحكومة، لكن رئاسة الحكومة النهارده تشغلها السيدة نجلاء بودن، وهي تفتقد للجماهيرية وحتى الهيمنة على المشهد السياسي، ما يعني ارتباك الأوضاع بشدة إذا تولت هي المسؤولية.

الصمت أولا

من جانبها ألتزمت كل الدواير الرسمية بما فيها مؤسسة الرياسة الصمت، حتى وزير الصحة تهرب من الرد على اسئلة الصحفيين تونسيين عن صحة الرئيس، لحظة خروجه من ندوة عن مرض التوحد.

أما الصحافة الأوروبية فنشرت تقارير عن صحة سعيد وقراءات للوضع السياسي في تونس، مع تكهنات للأسامي اللي ممكن جهاز الدولة (الدولة العميقة) يقدمها لتولي المسؤولية في حال عدم عودة قيس أو عجزه التام عن أداء مهام عمله. أما الجماهير التونسية فاطلقت هاشتاج #وينو_الرئيس..

سكت دهرا ونطق هجومًا

أخيرًا الرياسة التونسية ردت عبر حسابها الرسمي على فيسبوك، بعد أكتر من 10 تيام صمت تام، وكان الرد عبارة عن فيديو للرئيس في اجتماع مع رئيسة الحكومة، هاجم خلاله الرئيس من وصفهم بمروجي الإشاعات، ومن بعدها توالى نشر فيديوهات للرئيس في فعاليات مختلفة. جدير بالذكر إن أخر فاعلية شارك فيها الرئيس ونشرتها الصفحة الرسمية للرياسة كانت يوم 23 مارس اللي فات، وهي زيارته لمنطقة باب سويقة.

أوغندا مستعدة لدعم روسيا عسكريا

موهوزي كينيروغابا، القائد السابق في الجيش الأوغندي، وأبن الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، كتب على حسابه الرسمي في موقع تويتر إن الجيش الأوغندي مستعد للدفاع عن موسكو في حالة وجود تهديد “إمبريالي” لأمنها. في خطوة احتفى بيها الإعلام الروسي الرسمي.

جدير بالذكر إن مندوب أوغندا في الأمم المتحدة أمتنع عن التصويت في كل ما يخص الحرب الأوكرانية، وأخرها التصويت فبراير اللي فات على قرار يدعو روسيا للانسحاب من أوكرانيا.

وتنعم روسيا تاريخيًا بعلاقات إيجابية مع كتير من دول أفريقيا، بسبب دعمها لحركات الاستقلال في القارة خلال حقبة الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين.

غياب حرية الصحافة في دول الساحل

أحدث تقارير منظمة مراسلون بلا حدود تعرض لأزمات تخص تحركات وعمل الصحفيين في منطقة دول الساحل، وذكر التقرير إن قطاع الساحل الذي يعبر القارة من الغرب إلى الشرق أصبح أكبر منطقة تعتيم إعلامي في إفريقيا.

تبنت المنظمة المستقلة عبر تقريرها رؤية بتقول إن الصحافة (المحلية والدولية)، خلال العشر سنين الأخيرة، بتواجه تدهور مستمر في بيئة العمل، وغطى التقرير كل من (بوركينا فاسو، مالي، موريتانيا، النيجر، تشاد، شمال بنين).

وتعرض التقرير لأوضاع الصحفيين المحصورين بين مطرقة الجماعات المسلحة وسندان الضغوط والعراقيل الرسمية. فأشار لمقتل خمس صحفيين وأختفاء ستة تانيين في الفترة من 2013 لغاية 2023. كمان ضم التقرير شهادات أكتر من 100 صحفي تم اعتقالهم أو احتجازهم خلال الفترة نفسها، أكتر من نُصهم كانوا في تشاد.

وأكد التقرير إن كل من (تشاد، مالي، بوركينا فاسو) بمجرد وصول الجيش للسلطة، عملوا على “السيطرة على وسائل الإعلام من خلال وضع قوانين وإجراءات تصعب العمل، بالإضافة لحالات اعتقالات تعسفية، ده غير تدهور الوضع المالي لوسائل الإعلام المحلية بسبب توقف الدعم الحكومي أو انخفاضه بشدة.

احتفالات حد السعف في نيجيريا

مئات النيجيريين المسيحيين شاركوا في موكب حد السعف (حد الشعانين) في شوارع مدينة لاجوس، أكبر مدن نيجيريا وتاني أكبر مدن القارة. ويذكر إن المسيحيين في نيجيريا بيشكلوا قرابة نُص عدد السكان ومتركزين في جنوب البلاد، وغالبيتهم الكاسحة تابعين للكنيسة الكاثوليكية (الغربية).

الاحتفال بحد السعف (أحد الشعانين) هو ذكرى دخول يسوع/المسيح إلى مدينة القدس قبل أيام من عيد الفصح اليهودي. وحسب القصة المسيحية فالناس وقتها أترصوا في الشوارع لتحيته وهمه بيشاوروا له بسعف النخل.

وهو نفس العيد اللي بتحتفل بيه الكنيسة الأرثوذوكسية عندنا بعد أيام، وتقريبا كل الأعياد المسيحية بيحصل فيها الفرق ده بين الكنيسة بتاعتنا والكنيسة الغربية (الكاثوليكية)، بسبب أعتماد الكنيسة الغربية على التقويم الغيريغوري واعتماد الكنيسة الشرقية على التقويم القبطي، وهو تقويم بيعتمد على نفس شهور السنة المصرية القديمة لكن بدء عد السنين بداية من أول عصر الشهدا، اللي انطلق بمباركة الأمبراطور الروماني دقلديانوس.. حيث كانت مصر وقتها تحت الاحتلال الروماني.

بورندي أفقر دول العالم

حسبة “نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي” بتتعمل بالشكل ده (إجمالي الناتج الاقتصادي للدولة ÷ إجمالي عدد سكان الدولة = نصيب الفرد من الناتج المحلي).

بناء على الحسبة دي فنصيب الفرد من الناتج المحلي في بروندي حوالي 308 دولار في السنة، وهو أقل رقم في كل دول العالم، وعشان كده تعتبر بوروندي هي أفقر دولة في العالم، وبشكل عام التصنيف ده بيقول إن الناتج الاقتصادي للفرد في أفريقيا أقل بكتير من مثيله في أوروبا وأمريكا الشمالية.

بوروندي، حوالي 13 مليون نسمة، واستقلت عن بلجيكا سنة 1962، وطول الفترة دي وهي بتعاني من الفساد الحكومي والحروب الأهلية المتكررة. بس رغم كده صندوق النقد الدولي توقعاته إيجابية لاقتصاد بروندي، وبتقريره بيرجع التفاؤل ده للاصلاحات الاقتصادية الأخيرة فيها.

تفاوت الثروة بين أفريقيا ولوكسمبورج

على قمة تصنيف تفاوت الثروة العالمية تيجي لوكسمبورج كأغنى دولة في العالم، ونصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي للمواطن اللكسمبورجي يزيد بأكتر من 400 ضعف عن المواطن البوروندي. وبشكل عام لو عملنا قايمة بأفقر 20 دولة في العالم، هنلاقيهم 19 دولة أفريقية + اليمن السعيد.

وأغلب المحللين بيقولوا إن معاناة الدول دي بسبب الاستعمار، باعتبار إن الأثار “المباشرة” للاستعمار طويلة الأجل.. ده غير أثاره “غير المباشرة”، واللي بتفضل مستمرة لما بعد الاستقلال.

إقرأ أيضا

ديربي  القاهرة .. بعد الماتش إن شاء الله!

مضايقات للمعارضة المدنية في أفريقيا الوسطى

حكومة جمهورية أفريقيا الوسطى، حسب تقرير منظمة “هيومن رايتس ووتش“، خدت إجراءات صارمة ضد المعارضة السياسية والمجتمع المدني ووسائل الإعلام، بالذات قبل الانتخابات المحلية والوطنية المقررة في يوليو وسبتمبر 2023.

المؤسسات الحكومية، بما فيهم الشرطة، وجهت اتهامات لنشطاء ورموز المجتمع المدني بالتعاون مع الجماعات المسلحة، وحظرت على المعارضين كل أشكال الفاعليات السياسية الجماهيرية.

لويس مودج، مدير هيومن رايتس ووتش في أفريقيا الوسطى فصرح: “مع اقتراب موعد الانتخابات، يجب على رئيس جمهورية إفريقيا الوسطى، فوستين أرشانج تواديرا، الرد على المنتقدين والبحث عن طرق للعمل معهم بدلًا من مهاجمتهم”.

الخلاف بين الحكومة والمعارضة زاد بسبب حزب القلوب المتحدة (Mouvement Cœurs Unis)، الحزب الحاكم هناك، ومعروف اختصارًا بـ (MCU)، اللي بدء تحركات وضغط بهدف تعديل الدستور بحيث يسمح للرئيس فوستان أرشانج تواديرا (65 سنة) بالترشح لفترة رئاسة تالتة، في الانتخابات الرئاسية سنة 2025.

ومع زيادة حدة الأصوات الرافضة لإقامة الاستفتاء الدستوري، منعت الحكومة أي تجمعات لأحزاب المعارضة والمجتمع المدني وأي قوى رافضة للتعديلات، في حين سمحت لمؤيدي التعديلات من حلفاء النظام بالتجمع والتعبير عن رأيهم والدعاية لأهدافهم، بحماية الشرطة.

في العاصمة بانغي قابلت هيومن رايتس، خلال يناير وفبراير 2023، صحفيين ونشطاء مجتمع مدني وغالبيتهم أكدوا إنهم كانوا مترددين في انتقاد أي قرار حكومي في أي مجال، خوفًا من وصفهم بالمعارضين السياسيين والتهديدات اللي بتوصلهم من الجماعات المؤيدة للرئيس.

ويواصل الرئيس تواديرا وحزبه (MCU) الدعوة لتغيير الدستور، حيث شكل الرئيس لجنة فنية للتوصية بالتغييرات، لكن المحكمة الدستورية قضت إن اللجنة غير دستورية. فأقال تواديرا رئيس المحكمة الدستورية، أمر تسبب في أزمة قضائية وتهديد قوي لشرعية المحكمة الدستورية العليا.

تعتمد الحكومة من سنة 2018 على قوات مجموعة فاجنر الروسية، وهي شركة خاصة للأمن العسكري وليها صلات واضحة بالحكومة الروسية، بموجب اتفاقيات تدريب غير معلنة التفاصيل. وثقت هيومن رايتس ونشرت تقارير عن تورط القوات الروسية في ضرب وتعذيب وإعدام المدنيين منذ عام 2019.