مع صافرة النهاية.. كيف كانت الدورات الرمضانية 2023

عشق المصريون كرة القدم إلى أن أصبحت جزءً أساسيا في حياة الكثيرين منهم، ترى ذلك في مئات المباريات التي يشاهدونها إما في المدرجات حاملين الشعارات الخاصة بناديهم، أو عن طريق مشاهدة مباريات فرقهم المفضلة في المقهى الشعبي الذي يحمل حينها جنون خاص.

حب المصريين لكرة القدم ليس فقط ما تراه في المدرجات و المقهى الشعبي، وإنما ترى هذا الحب وهذا العشق حينما ترى رجلًا أو شابًا يطير كما الريشة في الهواء في إحدى مباريات الدورات الرمضانية لا يتحدث حينها عن إصابة أو أي ضرر أصابه فقط يحمل لواء وشرف القرية أو الحارة التي ينتمي إليها.

رمضان وكرة القدم

والدورات الرمضانية في مصر تأخذ شكلًا مميزًا و مبهجا تجعلك تنسى مهارات اللاعبين وأجواء الحماس والإثارة في أعرق مباريات الدوريات الأوربية، ذلك الشكل والروح مأخوذة من روح المصري وخفة ظله و شغفه وجنونه ورغبته في الفرحة بأبسط الأشياء.

وفي كل عام تقريبا تشهد الساحات والحواري، أفكارا لتطويرًا الدورات الرمضانية، فالعام الماضي على سبيل المثال رأينا افتتاح للدورات أشبه بتنظيم الدول للبطولات القارية، وكذلك حفل الختام، هذا إلى جانب ظهور المعلقين وسيارات الإسعاف التي هي عربة صغيرة يدفها أحدهم.

تقنية الفار

وفي رمضان 2023 شهدت الدورات الرمضانية، تقنيات حديثة لا توجد حتى في بعض البطولات القارية، ولا تملكها بعض الدول في دورياتها و بطولاتها الرسمية، إنها تقنية الڤار، الذي حرص الشباب المنظم في إحدى الدورات الرمضانية على استخدامها في مباريات الفرق المشاركة في البطولة الرمضانية هذا العام.

معلقين وعربات إسعاف

وإلى جانب تقنية الفار هناك تطور هائل في نقل المسعفين الذين هم من أهالي القرية أو الحارة للإصابات داخل الملعب، فمن تلك العربة الصغيرة، إلى جرار زراعي يدخل إلى أرض الملعب ينقل اللاعب المصاب لتلقي العلاج اللازم في مشاهد متعددة أثارت انتباه الصحف العالمية.

كما شهدت الدورات الرمضانية 2023 ثراء كبير وتنوع هائل في خامة أصوات المعلقين على المباريات فقد تميزوا بصوت وأداء وخفة دم فريدة في التعليق على أحداث المباريات، ومن ضمن المشاهد المثيرة هي معلق يمتطي حمارا ويقوم بالتعليق على إحدى المباريات، واخر يجلس أعلى جرار زراعي كبير يعلق بحماس كبير على أحداث المباراة.

حضور جماهيري

إقرأ أيضا

في حب علي صبحي .. أول مهرج قال الحقيقة

كما شهدت المباريات حضور جماهيري كثيف، هذا الحضور الذي نفتقده في الملاعب المصرية، يشجع بحماس ويهتف لفريق قريته أو حرارته بحماس كبير، مما يجعلنا نتسائل لماذا اتحاد الكرة يقيم مباريات الدوري دون جمهور، أليس جمهور الدورات الرمضانية هو الجمهور المصري الذي يذب إلى الاستاد لحضور المباريات.

وبالطبع لا ننسى أداء ومهارات الاعبين في الدورات الرمضانية، فقد تخطت مهارات لاعبين في اعرف أندية الدوري المصري، إلى جانب الأهداف العالمية التي سجلها الاعبون في هذه الدورات، أهداف قد لا تراها في الدوريات الأوروبية أصلا.

وتبقى كرة القدم هي اللعبة الشعبية الأولى في مصر، فقط تحتاج إلى كرة وساحة لتنفس فيها عن مواهبك أو طاقاتك المتعددة، ويبقى شهر رمضان مرتبط بتلك الدورات التي تثير حماس وجنون وشغف المصرين، وتمتعنا نحن بمشاهد طريفة نابعة من فطرة المصريين الجميلة.