همتك نعدل الكفة
140   مشاهدة  

ما الذي يضحكنا في المواقف الجادة؟ .. عن واقعة جنازة مصطفى درويش والتغطية الصحفية

جنازة مصطفى درويش
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



وكان التريند تلك المرة ليس بالجديد، ومضمونه صراعًا قديمًا جديدًا بين الصحافة والإنسانية، هل على الصحفي أن يمارس مهنته بغض النظر عن أي أثرجانبي لها أم لابد أن يتوخى الإنسانية فيما يفعل؟ .. وفي القلب من ذلك التغطية الصحفية للجنازات، حيث أن الناس تريد أن تشاهد – من خلال كاميرا الصحفي-  نجومهم المفضلين وهم في حالة حزن، بدون مكياج، وتذرف الدموع – الحقيقية- من أعينهم، ولا أحد يعلم بالضبط هل شراسة المنافسة الصحفية ما دفعت الصحافة لتوثيق كل اللحظات حتى الجنازات، أم أنه واجب على الصحافة أن تكون عين المشاهد، حتى في أكثر اللحظات إنسانية ..  ولكن ما زاد الطين –تلك المرة- بلة هو صورة التقطت من فيديو لصحفيتين تضحكان أثناء تصوير الجنازة، وهاج الرأس العام وماج على تلك الصورة حتى إن شعبة المصورين بنقابة الصحفيين قد انعقد مكتبها للبحث وراء تلك الواقعة والتحقيق فيها.

مشهد "جاي اهرج" من فيلم الكيف
مشهد “جاي اهرج” من فيلم الكيف

 وما سنحاول تفسيره تلك الضحكة التي تخرج بشكل عفوي في المواقف الجادة، وأغلبها في الجنازات .. حتى إن تلك العادة – عند البعض- قد سخر منها أصحابها نفسهم عن طريق الكوميك والميمز، ما جعل مشهد “جاي اهرّج” للفنان يحيى الفخراني من فيلم الكيف عندما ضحك في الجنازة تحت تأثر المخدر، ما جعل هذا المشهد يحفظ لنفسه مساحة ثابتة في صفحات “الترول” والـ “ميمز” ..  وفي هذا نحاول البحث والتفسير.

 

ونشر موقع WHYY تقريرًا يسأل فيه “ما الذي يثير فينا الضحك أثناء المواقف المهمة؟” .. وفيه قالت أستاذة علم النفس، مارجريت كلارك، أن الأمر كله له علاقة بما يسمى “تنظيم المشاعر” حيث تم إجراء بعض الأبحاث حول الضحز العصبي وأنواع أخرى من التعبيرات ثنائية الشكل في المشاعر، وأوضحت “كلارك” أن الضحك المفاجئ يرجع للحالة العصبية للبعض في نفس ذات اللحظة، حيث يرجع الأمر أحيانًا لظروف الإرهاق أو اختزان مشاعر إيجابية أو سلبية مفرطة قبل الوقوع في ذلك الموقف، ويبدو أن ذلك يقلل من القدرة على تنظيم المشاعر، كما إن “الضحك العصبي” أو “البكاء السعيد” يعمل –عند البعض- أحيانًا على تحقيق التوازن العاطفي .. الأمر بالضبط يشبه إنتاج الجسم لطبقة كثيفة من العرق ليبرد الجسم عند ارتفاع درجة حراراته.

 

كما حاولت أوريانا أراغون، أستاذة علم النفس الاجتماعي في جامعة كليمسون، أن تفسر تلك الظاهرة، وما وصلت له أن الناس يحاولون على الأغلب في إيجاد طريقة ذاتيه تنبع من داخلهم للحفاظ على التوازن في المشاعر والعاطفة والتهدئة العامة، لذلك قد يلجأ البعض لكسر حاجز الحزن بمحاولة الضحك، كما أن البعض يذهب عقله أحيانًا لما هو غير معقول في هذا الموقف الجاد تحديدًا، كما يذهب الذهن أحيانًا في غمار الضحك والفرح أحيانًا إلى الحزن، لذلك يمكن أن تتملك قلب الإنسان غيمة من الحزن المفاجئ بعد موجة عارمة من الفرحة .. الأمر كله يتعلق بمحاولة التوازن أو الهرب من شعور داخلي ما.

 

 

 

 

إقرأ أيضا
ميكى ماوس

 

 

 

الكاتب

  • جنازة مصطفى درويش محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان